عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > العراق > صلاح الكبيسي > مسكينة

العراق

مشاهدة
550

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

مسكينة

مسكينةٌ وَقَفَتْ تَنوحُ ببابي
الجوعُ قامتُها وبعضُ تُرابِ
حَفَرتْ على خَدِّ الرصيفِ جَدائلاً
مِنْ دَمعِها المهراقِ دونَ عتابِ
ساحتْ أنامُلها الجميلةُ حينما
نَزَعَتْ لهيبَ الشَّوْكِ عَنْ أعتابي
كي تَطْرُقَ الابوابَ عَلّ مُروءةً
للسامعينَ تُعِينُها بِجوابِ
فٱرْتَدَّ صوتُ البابِ يَذبَحُ صَمْتَها
و يُبِيحُ عِفَّتَها لِكلِّ غُرابِ
واسْتَنْجَدَتْ كَفَّ الرَّصيفِ .. تَجُرُّها
فتَحولتْ كَفُّ الرصيفِ لِنابِ
وَقَفَتْ .. وكانَ الدَّرْبُ يَزرعُ شَوْكهُ
و يُزيحُ سِتْرَ الثوبِ للأغرابِ
فَمَشَتْ على الأشواكِ حافيةً لَعلَّ
دَمَاً سيوقظُ غَيْرَةَ الحُجّابِ
وٱنهالَ يَقْذِفُها الجُناةُ بِجمرِهمْ
كٱلنَّارِ تَأكُلُ صَنْعَةَ الحَطّابِ
وَتَكَسَّرَتْ أوتادُ عِفَّتِها وما
سَتَرَتْ خيامُ القومِ غَيْرَ سَرابِ
زَحَفَتْ الى قَدَمِ الجِدارِ .. يُعِيْرُها
سِتْراً .. فَأَسْكَرَ سِترَهُ بِشرابِ
عادتْ تُواسي ثوبَها وتَضُمُّهُ
فَٱنْسَلَّ منها الثوبُ دونَ إيابِ
ومضتْ وكان الذئبُ ينهشُ ظِلَّها
و الخوفُ يُرْبِكُ خَطْوَها للبابِ
فَتَبِعْتُها .. أمشي على أَثَرِ الدِّما
لأدُلَّها دَرْباً بِغَيْرِ ذِئابِ
لمّا وصلتُ رأيتُ منزِلَها شَبا م
بيكاً وكانَ البابُ مَحْضَ ضَبابِ
وانهارَ سقفُ البيتِ يقتلُ طفلَها
و يُشَرِّدُ النّاجينَ نحوَ يَبابِ
ناديتُها مِنْ أيِّ بُؤسٍ أنتِ يا ٱمْ م
رَأَةً يُقادُ جَمالُها لِخَرابِ
فَبَكَتْ وكانَ الدَّمعُ يَجْرَحُ صَوتَها
بغدادُ إسميَ والهمومُ قِبابي
أنا سندبادُ وكهرمانةُ في دمي
و الاربعونَ تَسَيَّدوا مِحرابي
أنا شهرزادُ وأنتَ صوتُ حكايتي
أَ هَجَرْتَني يا شهريارَ عَذابي!
أ نسيتني وأضعت أحلامي سدىً
و تَرَكْتَ غِرباناً تَصيحُ بِبابي
أنا غزوةُ الأمواجِ هَدَّتْ شاطئي
وتَكسَّرتْ بِجنونِها أبوابي
وتكشفتْ أسرارُ طهريَ عندهمْ
و تَمَزَّقَتْ بِسِهامِهمْ أثوابي
فَلِمَنْ إذنْ يا نورَ عَينيَ أشتكيْ
و الرُّوحُ أنتَ .. وأَنتَ كُلُّ صِحابي
***
قدْ آنَ أنْ يُهدى إليكِ سحابي
و أُعيدَ وَرْدَ حَديقتي لِتُرابي
وأَدُقَّ بابكِ فافتحي لِيَ لحظةً
عَلَّيْ أُرِيكِ بأُمِّ عَيْنِكِ ما بي
إني أَتيتُكِ والدُّموعُ تَكالبَت ْ
كالغولِ تَنهشُ وَجْنَتي بِحرابِ
هذا أنا هيّا افتحيْ .. أَدري سَأُب م
صِرُ لَهفَةً خَجلى وبعضَ عِتابِ
قدْ هَيَّجَ الشوقُ القديمُ هواجسي
و رَجِعْتُ أستجدي عُهودَ شبابي
ما بدَّلَ البُعْدُ الطويلُ أحِبَّتي
يوماً ولا اقْتَرَبَ الجَفا مِنْ بابي
ما زلتُ صفصافاً وحُبُّكِ هَزَّني
ما كنتُ أقتلُ لَوعتي بغيابي
أنا طفلُكِ المفطومُ يا وَجَعي تُطا م
رِدُني وحوشُ مخاوفي وعذابي
أنا طفلُكِ المفتونُ مِنْ زَمَنٍ تُنا م
زِعُني عليكِ وَساوِسي وغُرابي
أنا طفلُكِ المطعونُ عَنْكِ فَأقْبِليْ
كيْ تِستريحَ بِطعنةٍ أعصابي
قوليْ لِمَنْ أحيا وبُعْدُكِ قاتلي
بَلْ كيفَ أنسى حيثُ أَنتِ مُصابي
صلاح الكبيسي
التعديل بواسطة: صلاح الكبيسي
الإضافة: الجمعة 2017/02/17 11:17:36 مساءً
التعديل: السبت 2017/02/18 12:19:04 صباحاً
إعجاب
مفضلة
متابعة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com