إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
لَيْلايَ ليسَ لها وَطَنْ |
ليس الحجازُ، ولا العِراقُ ولا اليَمَنْ |
لَيْلايَ |
كالبَرْقِ المُضِيءِ |
وكالخَيالْ |
مِثْلُ العَواصفِ |
كالرّياحِ الهُوجِ |
كالبُركانِ |
كالزِّلزالْ |
تَجتاحُ الخَيالْ |
وتُبَعْثِرُ الكلماتِ |
تَقْتلعُ الرّمَالْ |
وليس تَسْكُنُ |
في الجَنُوبِ |
ولا الشَّمالْ |
لَيْلايَ |
ليس لها وَطَنْ |
ليلايَ |
تَسْكُنُ في الأعالي |
في الفَيافِي في الجِبالْ |
في مُلْتَقَى البَحْرَيْنِ |
حيثُ يَموتُ أَشباهُ الرِّجالْ |
لا تَختفي عني |
ولا في النِّيلِ مَوْطِنُها |
ولا في الشَّام |
أو في الرَّافِدَيْنِ |
وتعيشُ في الوادي |
المُتَوَّجِ بِالسَّنابلِ |
والسَّنابِكِ |
والنِّبالْ |
هي لا تَخافُ ولا تُبالي |
كيف يُحْرِجُها السُّؤالْ؟ |
أَلأنَّها لَيلايَ؟ |
تَمْنَعُني التَّحِيَّةَ |
لا تُفَكِّرُ بِالوِصالْ |
لا ثَغْرُها ليلى |
ولا النَّهْدَيْنِ كالأُنثى |
وليس لها مِثالْ |
إلّا الهِداية، والضَّلالْ |
إلّا إليها تنتهي |
كلُّ المَحاسنِ والجَمالْ |
فكلامُها |
وسَلامُها |
وغَرامُها |
وعُرامُها* |
فاقَ الحقيقةَ والخَيالْ |
لو تَعلمينَ |
ويَعلمونَ |
وتَفهمينَ ويفهمون |
ليلايَ قَدَّسَها القمرْ |
ومشى يَغُضُّ الطَّرْفَ |
* العُرام بضم العين: طيش الشَّباب. |
إجلالًا لَدَيْها |
والبَصَرْ |
والشّمسُ |
تُهْدِيها المَعاطِفَ |
كالصَّديقةِ |
للوَليمةِ والسَّمَرْ |
لَيلايَ ليس لها وطنْ |
إلّا الزَّمانُ |
وقد تَزَوَّجَها الزَّمَن |
فإلى متى لَيلايَ |
تُبْعِدُني |
وتقسو |
ولَرُبَّما لا نلتقي |
عند الأصائلِ |
بعد أنْ |
يَصحو ويُدْرِكَها الزَّمان |
ولَسَوفَ تَسألُ نَفْسَها |
عنّي وعنها |
إنّنا حَقًّا لِمَنْ؟ |
تلك المَغاني والمعاني |
والدّواوين الجميلة والغَزَلْ |
أَحرقْتُها |
ودَفَنْتُها |
مثلَ الرَّمادِ |
بلا مُراد |
ونَشَرْتُها |
بَعْثَرْتُها |
حولَ الوَسائدِ |
كالأملْ |
وسَقَيْتُها بالدَّمعِ |
حتَّى أَنبتَتْ |
رُوحًا تُغَرِّدُ |
مرّةً أُخرى |
وتَهْتِفُ مِثلَ ليلى |
بِالمَحبّةِ والقُبَلْ |
لكنَّها عادَتْ |
وليسَ لها وَطَن |
إلّا دَمي |
إلّا فُؤادي |
حيث أَسْكَنَها |
وأَنْبَتَها |
وجَذَّرَها |
وجاوَرَها |
وأَبْدَعَها |
وأمرَعَها |
وعَزَّ إجلالًا وجَلّْ |