لَهَبْ، لَهَبْ، قلبي هُنا مُعَذَّبْ |
كيف ارتضى في القاهِرِه يُغَرَّبْ |
كيف ارتضى يَنأى عن المُحَجَّبْ |
وكيف يَهنأْ مَطْعَمه ومَشرَب |
*** |
الرُّوحُ هل كالرُّوحِ في جَمالِهْ |
حاشا القَمرْ يَرقى إلى مِثالِهْ |
عَليلُ أنسامِ الصَّبا عُلالِه |
وجَنّةُ الفِردوسِ في وِصالِهْ |
*** |
لمّا ذَكَرَ صنعاءَ في رحيلِهْ |
جَرَتْ دُموعُ الوَجدِ مِن عَويلِهْ |
بكى وأشجى النَّاسَ في مَقِيلِهْ |
يا ربّ هل للوصلِ أَيُّ حِيلِة |
*** |
أهيف غُصَينُ البانِ ليس مِثْلِهْ |
الشَّهْدُ في ثَغْره شِفاء عِلّةْ |
وطِيبُ أنفاسِ الرَّحيقِ ظلِّهْ |
الحبُّ صلّى، والحبيب قبلةْ |
*** |
يا كم أُعاني فيكَ ما أُعاني |
طوى زماني وانطوى مكاني! |
كأنَّ أيّامَ اللِّقا ثواني |
والبعد طُولَ العُمرِ في زماني |
*** |
نَامَت عُيونُ الدَّهرِ في جَبينِهْ |
وشَبَّ مِن نارِ الغضا جُفُونِهْ |
واستيقظ المَفتونُ مِن جُنونِهْ |
يا رحمتا لي مِن لَظَى عُيُونِهْ |
*** |
سَقاكِ يا صَنعا فمُ السَّحائبْ |
وأغدقَ الأزهارَ والحبايِبْ |
كم فيكِ مِثلَ النَّجمِ والكواكبْ |
وفيكِ مِن سِحرِ المها عجائبْ |
*** |
بكى، ولملمْ دمعته وكفكفْ |
وضمَّ في جَيبِه قلمْ ومصحَفْ |
وقال مَوْتي بالغرامِ أشرفْ |
تبقى الحياةْ لكلِّ ذاتِ شَرشَفْ |
|
قالوا الحَيا سَيْطَرْ عليه وطَوَّقْ |
إلَّا بحبِّ الفاتنةْ تعلَّقْ |
عفيفْ، لكن ما يزالْ يعشقْ |
إذا ذكر ظبي الفلاة يَشْرَقْ |
*** |
لمَّاح خِصرِهْ من ذهبْ وألماس |
في حقل وادي الحُبِّ يزرع الآسْ |
يستنشقُ الكاذي، ويرفعْ الرّاسْ |
لكنْ يُعاني في الغرامِ وسواسْ |