شؤن العين سحّـا بانسجام |
على نفعا وأهليها الكرام |
عهدتهم غيوثا في البرايا |
ليوثا في الجحافل والـقتام |
صناديدا يتـيحون الـمنايا |
بشهب من بنادق أو سهام |
يضيمون العداة بكل أرض |
أباة الضيم آساد التـحام |
لهم بلد يرد الطرف عنها |
حسيرا من كلال أو سآم |
مسورة بأجبال عليها |
قلاع فوق هاتيك الأكام |
ويحميها السيابـيون قوم |
قساورة مـخالبها دوامي |
تـحف بهم عصائب من نزار |
كتائب لا تـفر لدى الخصام |
ندابي ورجي وأشيا |
عهم والجابري وكل حامي |
ومن نخل وأهل الطّو رهطا |
ومن أهل النـزار أولوا ضرام |
يشبون الحروب ولم يبالوا |
بـحل كان ذلك أو حرام |
فكم قـطعوا الطريق وكم دم قد |
أراقوه اعتداء فهو هام |
وما كانت مـحرمة نفوسا |
أذاقتها مغافصة الحمام |
ولـما أن أراد الله يقضي |
قضاء فيهم بالإنـتـقام |
أقام لهم ليدعوهم إليه |
ويرشدهم إلى دار السلام |
أمام العصر عزان بن قيس ابن |
عزان بن قيس بن الإمام |
دعاهم دعوة لله يرجو |
بها رضوان ربهم السلام |
إلى حكم الشريـعـة قد دعاهم |
ووأخذ الحق منهم بالتمام |
وأمنهم عوادي كل جور |
ومكر في الحكومة والخصام |
فـقالوا لا ندين ولا نحاكم |
إلى غير الكفاح والأصطدام |
ولا نرضى بشرع غير سيف |
يـغلق للأذلة كل هام |
ولا ندري إماما غير جيش |
تضل به القطا سبل الـموامي |
وحكم الشرع منبوذ لدينا |
ومهجور إلى يوم الـقيام |
ولم نـفـعل سوى ما قد لـفينا |
وأورثنا لآباء كرام |
أسود يغرسون الأسد قهرا |
وينهبون أموال الطعام |
وما في أرضنا حكم علينا |
فيلزمنا انقياد للإمام |
ونحن الأكثرون إذا حملنا |
ونحن أولوا الـمعالي والذمام |
وفينا السيف مسلولا على ابـ |
ـن جبر والعصائب من ريام |
كتائب جـمعت من كل أرض |
جيوشا قد أعدت للزحام |
تحدثهم بـملك الأرض قسرا |
نـفوس رومها أعلا مرام |
ومـنـتهم جموع كالرواسي |
بـنـيل مطالب لهم عظام |
تـخال بهم هناك جيوش كسرى |
مـعبأة لبهرام الهمام |
وقصدهم اقـتـحام الحرب حتى |
لهم في مسقط أعلا مقام |
وكم من قبلهم عزت أاسا |
نفوسهم فسيقت للزؤام |
ولـما أن تناهى البغي فيهم |
ولم تـجد النصائح بالكلام |
دعا الله الإمام ومن لديه |
يـمدهم بنصر منه سامي |
الحوا في الدعا واستـفـتـحوه |
على أعدائه الفجر اللئام |
وقاموا في اجتهاد واحتساب |
وقد صدقوا العزائم في الـقيام |
فوافـتهم جنود الله تسعى |
إليهم بالكتائب من حمام |
بأيديهم لواء النصر فيه |
سطور الرعب خطت باحتكام |
وفي قرب السعادي نحو فنجا |
الـتقى الجمعان ضربا بالحسام |
فكان السيف عدلا في قضاه |
وأرضى الله في هذا الـمقام |
أبادهم فهم صرعى وقـتلـى |
وبآءوا بين ذل وانـهزام |
تجلوا عن ديارهم وولوا |
ولم تكن الـقلاع لهم تـحامي |
فأبراج الـمليّـنة العوالي |
كأبراج بعمقات سوامي |
فما اغنت وقد تركت هواء |
وآذن سمكها بالانهزام |
فصار الجيش ملتـجأ بـنـفـعا |
وفيه كل صنديد مـحـامي |
فناصحهم إمام الدين جهرا |
فلم يصغوا إلى ذاك الكلام |
وقد قال الصواب فـلم يطيعوا |
وقادوا الحرب طوع الاقـتـحام |
فـعبأ جيشه وسطا عليهم |
بسيف صب من موت زؤام |
ولاقـتـهم جيوش لا تبالي |
بصاب قد تحست او مدام |
فكان بـجـيش أهل البغي منهم |
صواعق الانـتـقام والاصطدام |
فما أجدتهم نـفـعاء نفعا |
ولا حصنتهم من كل رام |
وقد جرت الدماء بها وسالت |
على الوهدات منها والهضام |
وكانت قبل ذا رجسا فأضحى |
طهارتها اـنـجـيع من الأثام |
تـغذت من لحومهم سباع الـ |
ـفلا ودما يروّى كل ضامي |
وكانت بالعمارة مـقـفرات |
ربـوعهم كشمس في ظلام |
فأضمت بالـتـخريب عامرات |
وكم بالبـغي يوضع كل سامي |
وقد هدمت مصانعهم وخرت |
قلاعهم كـتـقويض الخيام |
وقبل الحج كان الحج فيها |
بشوال بأسعد كل عام |
هم الجمرات ترمى بالـمنـايا |
وتهدم بالـمجـانيـق العظام |
ونـفـعا هم مِنى من كل فج |
دماؤهم بها اضحت هوامي |
وكان الـثج خير الحج فيها |
وما عرفاتها غير اخترام |
فكم قد ضاع من طفل صغير |
ومن شيخ وربات اللئام |
ولم يحص الذي قد حل فيهم |
سوى رب تـنـزه عن ملام |
وسل أرجا سـمايل عن فعال |
الأمام تجب وبحر الشر طامي |
أطاعته العلاية والرواحي |
فآبوا بالسلامة في اغـتـنام |
وسل حجر السفالة ما دهاها |
وابراجا بها مثل الـغمام |
لقد جر البغاة لها وبالا |
وكانت في جلال واحترام |
فعاملها الأمام بما استحقت |
لنقض العهد منها والذمام |
فـغيلة دكهم دكت وفيها |
بحجرة غبرة أي اهـتـضام |
واهل الدن منها في اكـتـئاب |
على هدم القلاع وفي اهـتمام |
وابراج الخوابير استـعدت |
لـتهلكة فـقيدت بالزمام |
ولا يحمى ستالا من تحامت |
به من رب طيش مستـضام |
وما سرت سرور إذ دعاها |
لهدم بروجها فوق الرجام |
وكم سعلت سرور في بكاء |
لهدم البرج مثل الابتسام |
وبرج الـملتقى ماذا يلاقى |
بهم إذ خربوه من اغـتمام |
وما عيش اللجيلة ذاق بردا |
ولا اجفان هيل في منام |
غنائم نـقمة قسمت عليهم |
فـعمت كل شيخ أو غلام |
أبوا عن حكم مولاهم فآبوا |
بسطوتـه أذل من الـنعام |
غدت رؤساؤهم من بعد عز |
تـعثر في الـقيود ولا تحامي |
أرادوا أخذ مسقط عنوة قـ |
ـبل أن دهموا بذا الجيش اللهام |
فـحلوا حيـثـما كانوا تـمنـوا |
من الكبشان والصبر الحوامي |
فكانت منية وغدت نكالا |
وبعض الشر يطفأ بالضرام |
كذاك الله يـجزي من عصاه |
وبال البغي من خزي وسام |
اقول لكل ذي عقل ولب |
ودين في ربا الإخلاص نامي |
وأهل عمان أدعوهم جميعا |
وكل موحد بطل همام |
إلى نصر الإله وان يكونوا |
متى يدعون أنصار الإمام |
وإن لم يسمعوا قولي ويرعوا |
فسوف يرون عاقبة الـملام |
فـما هذا هناوي بـمغن |
ولا يشفى الغليل من الاوام |
إن لم تـنصروا الرحمن صبت |
عليكم نـقمة من ذي انـتـقام |
تـصيروا عبرة في الأرض تـهمي |
بأنفسكم صوارمة الهوامي |
فما أنـتم بأمن الـعفو أولى |
ولا أنـتم أحق بالأحـتـشام |
وإن تـبتم إلى الـمولى وأبتم |
تـلـقوا بالتـحية والسلام |
فـما في الدين هذا غافري |
ولا فيه هناوي يرامي |
وما نـقم الأمام على مطيع |
ولكن أهل بغي واجترام |
أطاع الله فيهم إذ عصوه |
وحكم الله ذاك على الدوام |
وان الخلق كلهم سواء |
لديه في انـتـقام واحترام |
ومن يطـع الإله يـثـبه فضلا |
وللعاصين اعظم الاخترام |
ويـنـفذ حكم رب العرش فينا |
ويهدينا إلى دار السلام |