الأمر جد والمعادي هازل |
فـتشمروا للنائبات وقاتلوا |
وسلوا الإله النصر يا أهل التقى |
فالله ما بين البرايا فاصل |
وذروا مضاجعة الغواني فالعلى |
ما نالها إلا الصبور الباسل |
هذي جيوش الخصم عدوا أقبلت |
بمدافع من ذا لهن يقابل |
واسود ذبيان تنادي في الوغى |
من ذا الذي للجابري ينازل |
فوقـفت في الهيجاء وقفة عارف |
يدري بأن العمر شيء زائل |
لله ستة أشهر كابدتها |
والجو من صبغ العجاجة حائل |
نبني ومن ذا يستـقر له البنا |
وعلى رؤس القوم مزن هاطل |
النقع رعد والدخان سحابة |
والنار برق والرصاص الوابل |
ودم الكماة لدى الثـغور كأنه |
سيل بـبحطاء الأباطح سائل |
والجابري دعا فزار لنصره |
فأجاب مزروع دعاه ووائل |
وقبائل شتى أطاعت أمره |
ظلما وعدوانا لديه تـقاتل |
عمدوا إلى هدم البناء وأملوا |
أن يبلغوا بجموعهم ما حاولوا |
حتى إذا حمي الوطيس تـخاذلوا |
وتـنصلوا بئس النصير الخاذل |
أنى تروم جموعهم هدما له |
وجداره في كل يوم طائل |
فبدت لهم شهباء تلمع في الدجى |
فكأنـها مقباس نار شاعل |
غارت جيوش المسلمين عليهم |
فـتـخلفوا عن دارهم وتجافلوا |
وتوالت الغارات في آثارهم |
أن زايلوا سـهما دهاهم عامل |
لا عن رضى تركوا الديار وإنما |
قد هالهم ذاك المقام الهائل |
النهب والتخريب في أموالهم |
والقتل والإنكاء فيهم شامل |
والله ما كانت عوائد جابر |
هدي ولكن ذا قضاء نازل |
قد شاهدوا الأمر الذي لم يعهدوا |
ووقائع الحرب العـقيم حوامل |
ظـنت ريام بأن ستـترك فرصة |
منا لان الجابري منازل |
جمعت إلى إزكـي العصائب بغتة |
وتقدمت فيمن حماها الحاصل |
فسرت إليهم فتية فسقـتهم |
كأس الندامة وهو سـم قاتل |
لله من أمنية عرضت لهم |
من دونها كأس المنية حائل |
فليأخذوا ضعف الذي قد أملوا |
وليشهدوا فوق الذي قد حاولوا |
والحضرمي أراد نصرة قومه |
قدماه وسط الدار أمر شاغل |
خربت بلادهم فأمست عبرة |
حتى لهم رق العدو الجاهل |
ورأى الغرور فعالنا في غيرهم |
فتخوفوا من بأسنا وتـخاذلوا |
والوائلي أراد يـخفر ذمة الشـ |
ـيخ السيابي والنفوس قواتل |
فأتـتهم غاراته مبثوثة |
ترديهم والقتل حكم فاصل |
فدعا لنصرته فلبى صوته |
منا أسود في الحروب أفاضل |
نزلوا إلى صيا فـقرت عينها |
لكنه قلب السفالة واجل |
وشيوخ همدان وآل مسيب |
وبنو نداب للخصيم تطاولوا |
خلعوا ثياب العار عن أعراضهم |
فلهم على الناس الفخار الكامل |
برئت بنو حراص من قتلاهم |
وتراجعوا عن غيهم وتساهلوا |
هذا هو الفخر الذي لا يدعى |
بل تدعي هذا الفخار سـمائل |
عم الفخار بني رواحة كلهم |
لكنه وسط العلاية نازل |
هم جاهدوا بنفوسهم وبمالهم |
وبرأيهم وبحزمهم قد قاتلوا |
وبنو على هام السماك منازلا |
شرفت بهن أواخر وأوائل |