عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > السنغال > مالك محمد سيك > البردة المالكية

السنغال

مشاهدة
860

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

البردة المالكية

جآذر كشفت خمرا على لِمم
نفثن في عقد تبغي به لمَمي
أثرت فارتاع آرام تلفّتها
قد أودع القلب جمرا بالغ الضرم
صوائل سهمها لحظ وسطن به
جمعا ولكنه في ساحة الحرم
يمشين في سندس خضر أثرن به
نقعا وهيجن عندي ساكن الهيم
أغرن صبحا وخوفا من فوات يدي
حاصرنني في محيط البان والعلم
يورين في القلب قدحا ليس يطفئه
سفّ التراب وصبّ البارد الشبم
فكان جرحا ونارا في الحشا اجتمعا
فضيّفا سود شعري شيبة الهرم
توائم هنّ؟أم أشباه فاطمة
أم هنّ نسخة رسم الوجه والعنم
ردّدنني في ذماء باللحاظ فلا
يلحقنني في عداد الهُلك والعُطُم
أنفكّ أصرخ في واد لعل صدى
تحكى همومي لتلك الخرد الرنم
وهل بوسعي كتمان اللواعج في
قلب رمى خرّد بالمنتضى السُّلَمي
كأنني بقيودي في معاقلها
بنت تنادي بِرُوم إسم معتصم
أو ثائر جرحت نار الرصاص لدى
ميدان رابعة في فضّ معتصم
نطقن فاستمعت كليتي أدبا
ثم ابتسمن فكانت ومض معتلم
أكلّما هبّ أنسام وريح صبا
ذكرن لي جيرة عاشوا بذي سلم
نفس العواطف إِلَّا أنّ جيرته
نالوا سلاما وإني غير ذي سلم
أنا الأسير بأيدي عاديات هوى
هممن في موسم الأضحى بسفك دمي
دبرن لي خطة كانت نتيجتها
قتلى مواطأة في الأشهر الحرم
قل للجآذر إن يقتلن في حرم
عمدا فداه يكن هديا من النعم
فلترع حرمته أو ما تعهّدها
للعاشقين قرارا هيئة الأمم
فليس في الأرض قانون ينصّ على
تجريم أهل الهوى من نظرة لمم
فهم ضحايا قلوب لا دواء لهم
صرعى على ساحة العذال والتهم
راموا امتصاصا لمردود له فأبى
إلا انعكاسا بوجه غير منكتم
كاتمتهم فانبرى آس ليفضحني
فقال إني سقيم بين السقم
قالوا يذمّونه لا مرحبا بهوى
فقلت بل أنتمو لا مرحبا بكمِ
واستنطقوني فكان الصبر يخرسني
والصمت يخنق أوتاري عن الكلم
وناشدوا فاستهلّ الدمع من مقلي
فقال أوسطهم ألم أقل لكم
لولا وشاية دمعي ما أتيح لهم
تفسير ما أضمر التامور من دُجم
على المحبين ألطاف الإله إذا
نام العيون وقلب الحب لم تنم
أضحوا بكهف الهوى والشمس تقرضهم
ذات الشمال وهم في فجوة الرتم
لو اطلعت عليهم في تقلّبهم
لم تغمض الطرف بعد اليوم من رخم
يا لائميأنا في واد أهيم به
وأنت في العدوة القصوى فلا تلم
بيني وبينك ورد الخِمس فاحْي وقل
يا أزمة انفرجي عن هائم سدم
وأرسلي كل طيف كنت أحبسه
في اللاشعور تخفف حدة الألم
عليّ سعي بأقدام لمكة إن
أسرى الخيال بها في حالك الظلم
وما عليّ إذا ذاب الفؤاد هوى
قبل الوصول لطاه حافظ الذمم
محمد وعي هذا الكون مركزه
شمس الشموس وبدر التمّ في اليُهُم
ازداد فازداد في الدنيا برمتها
عدالة وأهلّت طلعة السَلم
وهلّل الكون يشدو في جوانبها
أحلى الزغاريد في استقبال محترم
كأنه درة تهدى من الملإ ال
أعلى إلى الأرض تزري خالص التؤم
مطبوعة بجمال في مظاهرها
سرّ الكمال وحسن غير منقسم
يُضفَى عليها معانٍ من جلالتها
تزهو المغاني بثوب غير متّصم
فالخلق كالخُلق يحكي في اتساقهما
لحنا من الناي ناغى خفّة النغم
لولا رسالته الأخلاق ما كملت
وما تميّز طبع الناس من غنم
قد نال من ربه ختميّة فسما
على العوالم والأكوان كلهم
أسرى به الله في ليل فشقّ به
حجب الغيوب فلم يخرم ولم يصم
على البراق سرى يحدوه في حبك
ذو مرّة فاستوىفي الأفق ذَا قَدم
فضلا من الله وافانا فأنعشنا
بعد الجفاف بمنهلّ من الديم
أتى بنور وقرءان يفصله
لتستبين سبيل الغي والنقم
نفْحات قدس جليّات تذكرنا
سوالف العهد من عاد ومن إرم
كأنهن مرايا قد عكسن لنا
ما قد يكون من الأحداث والدهم
منبّهات فمن يقفو معالمها
يأمن هنا وغدا من زلة القدم
فالحمد لله في إنزالهن لنا
من عالم الغيب من مخبوءة القدم
نلنا بها الفصل والفضل اللذين هما
عين الكمال كمال العين والنعم
متى وضعنا على آثارها قدما
نلنا الوصول ولم نرتب ولم نهم
ألله أكبر ما أعلى بلاغتها
وما أجَلَّ دلالات لمنبهم
أتين فانبطحت علياء فلسفة
رانت على كل بادي الرأي ذي بكم
نسخن ما قبلها نسخ الصباح دجى
حاكت خيوطا من الأوهام والزلم
عجائب دارت الأيام دورتها
ولم تبدّل ولم تمسخ ولم ترم
ضوارب في جذور الغيب سدرتها
قدسية منتهاها قمة القمم
من يحتكم بالذي تدعو شريعتها
نال الأمان ولم يصبح على ندم
قلصن فارق عيش عند مجتمع
حتى غدا محكم الأوضاع والنظم
لا قيصرية فيه تستغلّ ولا
تقشّف فيعيش الناس كالنعم
بل منهج وسط يحيا العباد به
مع البلاد بميزان من الحكم
يسودها الأمن والإيمان يحكمه
بمنطق الحق لا بالفرض والغشم
ذابت فوارقهم أصلا فلا ملك
ولا عبيد ولا فيها ذوو خدم
كل سواسية في ظل مجتمع
محمد فيه فردا صاحب العظم
وسامة قلدت بالوحي لا بهوى
نفس تميز بين الضخم والقزم
أوحت إلى ذاك إرهاصات مولده
من قبل في ثلّ عرش الكفر والقتم
ودحر أبرهة من سوء نيته
بالقتل رميا بأحجار من الإرم
هذا لإِيلاَف قريش قبيلته
إيلافهم رحلة زالت ببطشهم
فليعبدوا رب هذ البيت أطعمهم
من جوعهم آمن الحجاج في الحرم
هذا لهم خاصة والله عمم ما
في فيضه للورى فالكون في رهم
بشرى لكوكبنا المائي إن له
ضيفا جلوبا إلى الخيرات والرفم
أتى وأمر الورى شتى فنظمه
بحكمة لا بحد القاضب الخذم
وأدب الذهب الرابي فصار به
كيلا بكيل فلم يزدد لذي غرم
حتى استقرّ اقتصاد ما به ترف
وما به تلف أو حكر ذي نهم
يحميه جيش وقانون كيانهما
يحمى البرية من عُدم ومن عدم
لم يقتلوا طفلة لم يقطعوا شجرا
ولم يقوموا بحرق الزرع والنسم
في ظل دين قويم كله قيم
وملة يا لها في الحسن من قيم
ثابت بِه فطرة من بعد غيبتها
أوب المسافر للأرحام والحشم
تلقي ظلال وئام في قبائلهم
ليُبعث الحبّ بين العرب والعجم
فَأَلَّف الله شمل العالمين به
وأبعد العهد بين الخصم والحكم
فما عساه يضيف المادحون إلى
شخصية مدحت في نُون والقلم
يفنى الكلام ولا يفنى محاسنه
إدراكه مستحيل ليس بالهمم
فالعارفون بشطّ المصطفى وقفوا
فلفظهم للمعاني غير منسجم
قد بان ذالك في بانت سعاد وفي
أمن تذكّر جيران بذي سلم
كأنما اللفظ في سطح يحاول أن
يرقى لمعنى يناغى قمة الهرم
قد أعملوا في مداها كل قافية
حتى مللن من الألحان والنغم
إن قلت بحر طويل قال طال فلم
يدركه مقتضب كلا ولم يشم
قريب مدّ سريع الكف منسرح
ووافر وبسيط كامل الشيم
خفيف روح لرجّاز وذي هزج
وجوده لم يضارع وابل الديم
ورغم ذالك يجتثّ العداة بيو
م قمطرير شديد البأس محتدم
سل الوقائع تخبر أنّ صحبته
أسد الشرى في لقاء الشوس والبهم
سيوفهم لامعات إنها للظى
نزاعة للشوى تدعو ذوي صنم
فاسأل يهودا وأحزابا مألبة
هل كان منهم كميّ غير منهزم
بهم غدا الدين مرفوعا دعائمه
يبدو لناظره نارا على علم
فالحمد لله نحن المسلمين على ال
إسلام فهو يقينا إمّة الإمم
نلنا الخصوصية العليا به وبه
كنا خيار الورى وأفضل الأمم
فدعك أنظمة غربية لعنت
على لسان رسول الله واستقم
واشدد حزامك واستمسك بسنته
فإنها العروة الوثقى لمعتصم
واقرأ لنا بردة نرجو بها مائة
من السنين لعمى مالك الكرم
يارب صَل على الماحي وصحبته
واجعل لنا في مآب حسن مختتم
مالك محمد سيك

جآذر كشفت
التعديل بواسطة: مالك محمد سيك
الإضافة: الجمعة 2017/03/03 02:04:18 صباحاً
التعديل: الجمعة 2017/03/03 04:36:46 صباحاً
إعجاب
مفضلة
متابعة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com