تَبَيَّنْ أَخِي فِي اللهِ قَولِي فإنَّنِي | |
|
| عَلَى النُّصحِ فِي ذَاتِ الإلَهِ مَعَ العُتْبَى |
|
وَأُهْدِيهِ صَرْفًا فِي عُمُومِ أُولِي النُّهَى | |
|
| كَذَا فِي خُصُوصٍ مِن عُمُومِ أولِي القُربَى |
|
وَأَدْنَى قَرِيبٍ كَانَ ذَاتِي حَقِيقَتِي | |
|
| فَنَفْسِي بِهِ أَحرَى بَدِيًّا وإنْ تَأبَى |
|
أَرَاهَا عَلَى قُبْحِ الصِّفَاتِ ذَمِيْمَةً | |
|
| وَمِنْ سُوئهَا تَسْعَى بِمَسْعَى الرَّدَى دَابَا |
|
لِكَونِ العَمَى تَقْلِى التُّقَى عَن جَهَالَةٍ | |
|
| بِرَبعِ الهَوَى تَرْضَى بِمَا يُسخِطُ الرَّبَّا |
|
أرَى الجَهلَ أمْرًا كَالهَوَى يَجْذِبُ الوَرَى | |
|
| إلَى وَرْطَةٍ عَنْ فَرْطَةٍ مِنهُمُ جَذْبَا |
|
هُوَ المَهْمَهُ اليَهْمَاءُ والمَجْهَلُ الذي | |
|
| بِهِ تَاهَتِ الدَّهمَاءُ فِي عَمَهٍ نَهْبَا |
|
كَلَيْلٍ دَجُوجِيٍّ عَلَى أَهْلِهِ سَجَا | |
|
| فَضَلُّوا عَلَى تَيْهَاءِ قِيعَانِهِ الجَدبَا |
|
تَبَيَّنْ فإنَّ الجَهلَ بَالجَهلِ مُعضِلٌ | |
|
| نَعَم، رُبَّمَا لَا يَقْبَلَنْ ثَأوُهُ الرَّأبَا |
|
هُوَ الخِزْيُ والدَّاءُ القَبِيحُ لِأَهْلِهِ | |
|
| هُوَ الهُوَّةُ الدَّهْيَاءُ يَا بِيْسَهَا لِهْبَا |
|
تَنَبَّهْ فإنَّ الأمرَ لَيسَ بِهَيِّنٍ | |
|
| وكُنْ فِي خَلَاصِ النَّفسِ مُنْتَدِبًا نَدْبَا |
|
تَعَلَّمْ وَكُنْ بِالعلمِ باللهِ عَامِلًا | |
|
| فَذَاكَ العَمَى يُشفَى بِهَذَا عَلَا غَلْبَا |
|
هُوَ العِزُّ فِي الدَّارَينِ فالنُّورُ فَالأُسَى | |
|
| مُزِيلَ الأَذَى حَقًّا لِمَن رَامَهُ وَثْبَا |
|
وَلَا تَقْفُوَنَّ الجَهْلَ فِيمَا تَرُومُهُ | |
|
| فَتَرْدَى عَلَى خُسرٍ كَمَنْ أمَّهُ سَرْبَا |
|
وَلَا تَغْضَبَنْ مَهمَا هُدِيتَ عَنِ الرَّدَى | |
|
| طَرِيقَ الهُدى وَاسْتَطرِقِ المَنْهَجَ اللَّجْبَا |
|
فَأنَّى يَنَالُ المَجدَ والحَمدَ جَاهِلٌ | |
|
| وَمَنْ كَانَ ذَا كِبرٍ وبُخلٍ سَلَى عُجْبَا |
|
وَمَنْ كَانَ عِرْبِيدًا وَمَنْ كَانَ حَاسِدًا | |
|
| وَمَنْ كَانَ ذَا قَلبٍ مَرِيضٍ شَصَا ضَبَّا |
|
خُذِ الحَقَّ لَا تأبَاهُ جَزْمًا أتَى بِهِ | |
|
| قَرِيبٌ عَدوًّا أو بَعِيدٌ غَدَا حِبَّا |
|
فَقَدِّسْ هُدِيتَ النَّفسَ مِنْ رَينِ جَهلِهَا | |
|
| بِهِ عَاجِلًا تَمحَق بهِ الذَّابَ والذَّنبَا |
|
وَبَادِرْ إلَى تَجْرِيدِهَا عَنْ مِزَاجِهَا | |
|
| وإخْرَاجِهَا مِنْ يَمِّ أمْشَاجِهَا سَحْبَا |
|
فَإنِّي أَرَاهَا عَنْ يَقِينٍ غَرِيْقَةً | |
|
| عَلَى قُبْحِهَا فِي قَعرِ بَحرِ البَلَى عَطْبَا |
|
وَقَدْ كَانَ مِنْ أوصَافِهَا فِي صِفَاتِهَا | |
|
| عَلَى العَكسِ كَونَ العَكسِ شَرعًا دُعِي لُبَّا |
|
كَمَوتٍ حَيَاةٌ ذِلَّةٍ ثَمَّ عِزَّةٌ | |
|
| وَفَقرٍ غَنَاءٌ غَيبَةٍ حَضرَةٌ قَهْبَا |
|
إذَا كَانَ عِزُّ المَرءِ في ذِلِّ نَفسِهِ | |
|
| وَفِي مَوتِهَا كَونُ الحَيَاةِ لَهُ جأبَا |
|
وَكَانَ الغِنَى فِي الفَقرِ مِنهَا لِرَبِّهَا | |
|
| فَبَادِر إلَيهِ تَحمَدِ الغِبَّ في العُقبَى |
|
وَلَا تَغْفَلَنْ عَن صَقْلِ مِرْآتِهَا بِهَا | |
|
| وَتَخْلِيْصِهَا مِنْ أسرِ أوْصَافِهَا هَرْبَا |
|
فَمَنْ لَمْ يُجَرِدْهَا بِهَا مِن هَيُولِهَا | |
|
| يَكُن أمرُهَا مُرًّا تَمُرُّ بِهِ شَجْبَا |
|
وَإنْ كُوِّرَتْ شَمسُ التُّقَى مِن سَمَائِهَا | |
|
| يَكُن كَهرُهَا كُفرًا بَلَى شَرقُهَا غَرْبَا |
|
وَتُمْسِي فَتَمْشِي عَنْ عَمَىً فى ضَلَالَةٍ | |
|
| فَتَنْهَارُ في جُبٍّ يَلِي قَعرَهُ جُبَّا |
|
وإنْ جُلِيَتْ مِنْ رَينِهَا قَبْلَ حَيْنِهَا | |
|
| تَجَلَّت بِهَا أنْوَارُ شَمْسِ الهُدَى غَبَّا |
|
وإنْ ذَرَّ فِي آفَاقِهَا نُورُ صَورِهَا | |
|
| يَكُن كُفرُهَا كَهْرًا وكَونُ الكَرَى هَبَّا |
|
هِيَ الخَطْبُ فِي فَحوَى الخِطَابِ وَلَحْنِهِ | |
|
| هِيَ البَحرُ بَحرٌ قَدْ دَهَى يَا لَهُ خَطبَا |
|
طَفَى بَحرُهَا المِلحُ الأُجَاجُ وَقَدْ رَسَى | |
|
| بِهِ الدُّرُّ والمَرجَانُ فِي قَعرِهِ رَسْبَا |
|
إذَا سُلَّ مِنْ أسْمَالِهِ بَعدَ نَشْلِهِ | |
|
| صَرَى نُورُهُ دَيجُورَ بَيْهُورِهَا دَحبَا |
|
وَمَهمَا بَقِي في قِشْرِهِ تَحتَ بَحرِهِ | |
|
| يَحُرْ دُرُّهَا جَاجًا ومَرجَانُهَا حَصْبَا |
|
فَأعجِبْ بِهِ دُرًّا بأصْدَافِ دُجَّةٍ | |
|
| قَرينَتُهُ فِيْ قَعْرِ بَحرِ الهَوَى رَطبَا |
|
وَمَنْ ذَا عَلَى إخْرَاجِهِ كَانَ قَادِرًا | |
|
| لأمْوَاجِهِ جَزْمًا عَدَا مَنْ غَدَا طَبَّا؟ |
|
تَبَصَّرْ أَخِي فِي اللهِ فَالنَّفسُ أمْرُهَا | |
|
| رَدِيٌّ وَبِيٌّ عَلْقَمٌ أَكْلَةٌ خَشْبَا |
|
هِيَ المَرْكَبُ الصَّعبُ الفَرِيُّ كَأنَّهَا | |
|
| مَطِيٌّ أَصُوصٌ تَستَمِي أبَّهَا خَبَّا |
|
هِيَ الجَسْرَةُ المَرَطَى الجَموحُ وإنَّهَا | |
|
| حَرُونٌ عَلَى مَنْ كَانَ فِي نَفسِهِ وَغْبَا |
|
فَمَنْ لَمْ يُحَمِّلْهَا التَّكَالِيفَ كُلَّهَا | |
|
| عَلَى رَغْمِهَا أرْدَتهُ عَنْ مَتنِهَا كَبَّا |
|
وَمَنْ لَمْ يَكُنْ فِي وُرْدِهَا عَنْ مُرَادِهَا | |
|
| لَهَا ذَايِدًا دَبَّتْ بِهِ فِي البَذَى دَبَّا |
|
وَمَنْ لَمْ يُنَهنِهَّا عَنِ الغَيِّ وُسْعَهُ | |
|
| هَوَتْ فِي مَهَاوِي المُهلِكَاتِ بِهِ رَأبَا |
|
وَمَنْ لَمْ يُبَصِّرهَا بِهَا مِن مَنَارِهَا | |
|
| يَكُنْ رأبُهَا وَرْبًا وإيجَابُهَا سَلبَا |
|
وَمَنْ زَمَّهَا مَنْعًا لَهَا عَن مَرَامِهَا | |
|
| يَقُدْهَا وإنْ كَانتْ شَكِيمَتُهَا صَعبَا |
|
وإنْ أمَّ نَقْعَ الشَّرعِ رَوْمًا لَهُ بِهَا | |
|
| رَأى رَبْوَةً تَنْهَلُّ أنْهَارَهَا سَكْبَا |
|
فَإنْ ذَاقَهَا لَمْظًا لَهَا مِنْ نُقَاخِهَا | |
|
| يَجِدْ ذَوْقَهَا أحْلَى مَذَاقًا مِنَ الصَّهْبَا |
|
فَإنْ عَلَّهَا مِنْ عَذبِهَا بَعدَ نَهْلِهَا | |
|
| يَعُدْ عُودُهَا رَطبًا وأقوَاعُهَا خَصبَا |
|
فَإنْ غَاصَ فِي بَحرِ الحَقِيقَاتِ بُوحُهُ | |
|
| يَجِدْ دُرَّهُ أضفَى ومَرْجَانَهُ أرْبَا |
|
وَمَهْمَا صَفَا في وَصْفِهِ من صِفَاتِهَا | |
|
| يُحِلْ شَريَهَا أرْيًا وآجِنَهَا عَذبَا |
|
فَإنْ غَارَ يَومًا فِي سَمَا غَارِ قُدسِهِ | |
|
| فَعَنْ نَفْسِهِ يَفْنَى بِمَا بَعدَهَا يُحْبَا |
|
وَإنْ أُدرِجَتْ فِي مَدرَجِ الكَشفِ رُوحُهُ | |
|
| رَأَى فِي مَرائي الكَشفِ نُورًا بِهِ يُسْبَى |
|
فَإن فَارَقَ الأكوَانَ رَوْمًا لَهُ بِهِ | |
|
| يَصِل حضْرَةً مِن رَبِّهِ تَقتَضِي القُربَى |
|
فَإنْ شَاهَدَ المَشْهُودَ لَمْ يَنظُرِ الوَرَى | |
|
| لِمَا قَدْ يَرَى مَا يُدهِشُ النَّفسَ والقَلْبَا |
|
فَإنْ لَاسَ مِنْ كَأسِ المَحَبَّاتِ حَسْوَةً | |
|
| غَدَا هَائِمًا فِي حُبِّهِ يَشْرَبَنْ عَبَّا |
|
فَيُمْسِي عَلى صحوٍ بِسُكرٍ عَنِ الوَرَى | |
|
| وفَرْقٍ عَلَى جَمعٍ بِأرضٍ عَلَى جَرْبَا |
|
وَطَيٍّ عَلى نَشْرٍ وَخوفٍ على رَجَا | |
|
| وَقبْضٍ علَى بَسطٍ وَرَيٍّ عَلَى لَهْبَا |
|
وَرَتْقٍ عَلَى فَتْقٍ وَكَشْفٍ عَلَى عَمَىً | |
|
| وَوَصْلٍ عَلَى فَصْلٍ لِصَدْعٍ طَوَى شَعْبَا |
|
وَيَضنَى على جَهدٍ لِوَجدٍ جَرَى بِهِ | |
|
| إلَى حُبّهِ فازدادَ في حُبِّهِ حُبَّا |
|
وَيَمْضِي فَيَجْرِي في العَرَى دَايِمَ السُّرَى | |
|
| لِسِرٍّ سَرَى فانْصَبَّ فِي سِرِّهِ صَبَّا |
|
مَدَى العُمرِ لا يَهدَى حَلِيفَ صَبَابَةٍ | |
|
| قَلِيلُ الكَرَى ممّا رَأى مُغرَمًا صَبَّا |
|
سَمِيرُ الجَوَى قَد أتبَلَ الحُبُّ لُبَّهُ | |
|
| أذَابَ الهوى مِنْ حَرِّهِ القَلبَ والتَّربَا |
|
حَدَى عِيْسَهُ رَوْمًا لَهُ لا لِغَيرِهِ | |
|
| عَلى ظَهرِ رَوضِ الحُبِّ مَهمَا دُعِي لَبَّا |
|
يَجُوبُ الفَلا مِنْهَا بِهَا في مُرُوجِهَا | |
|
| علَى أوْجِهَا عَنْهَا بمِعرَاجِهَا هَصْبَا |
|
وَلَمَّا يَزَل في صَمْدِهِ قَاصِدًا لَهُ | |
|
| بِمِرصَادِهِ حَتَّى يُنيخَ بِهِ الرَّكْبَا |
|
فَنِي فِي هَوَاهُ عَنْ سِوَاهُ لَهُ بِهِ | |
|
| وَعَدَّ عنِ الأغيَارِ في غَورِهِ عَصبَا |
|
فَسُبْحَانَ مَنْ أسْرَاهُ عَنْ غَيرِهِ لَهُ | |
|
| وأولَاهُ مِن أنْوَارِ أسْرَارِهِ شِربَا |
|
تَجَلَّى ظُهُورًا بِالصِّفَاتِ لِذَاتِهِ | |
|
| إلَى طُورِهِ فَانْدَكَّ مِن نُورِهَا سَهبَا |
|
وَجَلَّى لَهُ فِي فَرْشِهِ نُورَ عَرْشِهِ | |
|
| وَعَنْ نَفسِهِ في قُدْسِهِ مَزَّقَ الحُجْبَا |
|
طَوَى وَصفَهُ فِي طَيِّ أنماطِ وَصفِهِ | |
|
| وَمن كُلِّ حَوبٍ كَانَ حَوبَاؤهُ رَبَّا |
|
وَجَلَّى بأنوَارِ الكَمَالاتِ سِرَّهُ | |
|
| وأسْمَاهُ في أعلى سَمَاءِ العُلَى قُطبَا |
|
وأوْسَاهُ مِنْ كَاسَاتِ جِريَالِ وُدِّهِ | |
|
| لِوَاسًا فأنْسَاهُ بِهِ الشَّرْبَ والشُّرْبَا |
|
وَصَفَّى مَرَايَا بَالِهِ إذْ صَفَى لَهُ | |
|
| وَقَوَّى قُوَى إتْقَانِ إيقَانِهِ نَصْبَا |
|
وَنَقَّى مِنَ الرَّيْنِ الكَثيفِ جَنَانَهُ | |
|
| وَفِي ذِرْوَةِ الإخلَاصِ فَرَّى لَهُ نَقْبَا |
|
وَأجرَى يَنَابِيعَ العُلومِ بِقَلبِهِ | |
|
| وَأهدَى إليهِ الكَشْفَ فِي سِرِّهِ وَهبَا |
|
ألَا وَارتَضَاهُ فَانْتَضَاهُ لِمَا مَضَى | |
|
| عَنِ الكَايِنَاتِ الكُلِّ مِنهَا لَهُ هَذْبَا |
|
فَطُوبَاهُ مِن حِبٍّ رَضِيٍّ غَدَا لَهُ | |
|
| مَنَارُ الهُدَى مَرأَىً وغَيثُ التُّقى أبَّا |
|
وَطُوبَى لِمَنْ فِي نَفسِهِ عَن صِفَاتِهَا | |
|
| تَخَلَّى وَجَلَّى قَلبَهُ فَانْجَلى هَجْبَا |
|
وَأزْجَى إلَى مَوْلَاهُ هَوْجَاءَ نَفْسِهِ | |
|
| مُجِدًّا عَلَى وَجْدٍ لِوَجدٍ جَرَى ضَرْبَا |
|
وَلَمَّا يَزَلْ يَرْقَى بِمَرْقَى التُّقَى بِهَا | |
|
| يَرُومُ الرِّضَى خَوفَ الشَّقَا إنْ قَضَى نَحبَا |
|
عَلَى قُوَّةٍ يَلْقَى الدَّوَاهِي لِدَهرِهِ | |
|
| وَمِنْ صَابِهِ أوصَابُهُ إنْ دُهِي نَصْبَا |
|
وَكَمْ غَمْرَةٍ يَلْقَى وَكَمْ غَصَّةٍ يَرَى | |
|
| عَلَى الرَّغمِ مَنْ كَانَ الزَّمَانُ لَهُ حَرْبَا |
|
وَأنَّى لِمَن رَامَ العِنَادَ لِأمْرِهِ | |
|
| سَبِيلٌ إلى جَزْمِ الذي مَدَّهُ غَصْبَا |
|
بَلَى إنَّ كَيْدَ الدَّهرِ صَعْبٌ وأمرُهُ | |
|
| عَلَى مَرِّهِ مُرٌّ أمَرَّينِ في أُرْبَى |
|
وَلكن على جَزمٍ رَأى حُكمَهُ جَرَى | |
|
| عَلَى مِلَّةِ التَّلوينِ أرْبَى مِنَ الحَرْبَا |
|
وَيَفْنَى عَلَى قُربٍ فَأنَّى صُرُوفُهُ | |
|
| سَتَبْقَى؟ بَلَى أدنَى، ويَبقَى الذي يُجبَى |
|
وَلَمَّا رَآهُ عَنْ يَقِينٍ كَأنَّهُ | |
|
| حَبِيٌّ أَهَىْ في مَرِّهِ فَانْضَمَى أزْبَا |
|
مَضَى فِي هُنَيئَاتِ الزَّمَانِ علَى الرِّضَى | |
|
| وَإنْ كَانَ مَا أوْلَاهُ مِنْ أمرِهِ رَتْبَا |
|
مَدَى عُمْرِهِ فِي شُكْرِهِ تَحتَ ذِكرِهِ | |
|
| لِمَذكُورِهِ شَوقًا لِحُبٍّ دَعَا رُغْبَا |
|
وَلَمْ يَلْتَفِتْ يَوْمًا إلَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ | |
|
| عَلَى مَضِّهِ مِنْ عَضِّهِ يَعْرِفُ الكُرْبَا |
|
أرَانِي أرَاهُ قَدْ رآهُ حَقيقَةً | |
|
| سَرَابًا وَأنَّى بالسَّرَابِ إذًا يَعبَا؟! |
|
ثَوَى فِي مَقَامَاتِ اليَقِينِ عَلَى الرِّضَى | |
|
| نَسَى فَانْتَشى عَنْ غَيرِهِ وَالِهًا رَهبَا |
|
عَمِيْدًا لمَولَاهُ مُرِيْدًا لَهُ بِهِ | |
|
| يَعُبُّ الذي أولَاهُ فِي حُبِّهِ نَغْبَا |
|
هَنِيْئًا لَهُ يَا حَبَّذَا مِنْ سَمَيدَعٍ | |
|
| صَفِيٍّ حَفِيٍّ والعَصِيُّ لَهُ تَبَّا |
|
فَكُنْ يَا أخِي في اللهِ ذَاكَ وَلَا تَكُنْ | |
|
| قَنُوطًا عَلَى حَالٍ وَلا آمِنًا سِرْبَا |
|
وَذَرْ كُلَّ شَيءٍ لَيسَ يَبْقَى بِحَالَةٍ | |
|
| فَلَا خَيرَ فِيمَا لَيسَ تَبْقَى لَهُ صُحْبَى |
|
نَعَمْ كُلُّ مَا يَبْلَى وَإنْ مُلِّكَ الفَتَى | |
|
| فَلا مِرْيَةٌ فِي حُكْمِهِ أنَّهُ رُقْبَى |
|
وَمِنْ ذَلِكَ الدُّنيَا فَدَعْهَا فإنَّهَا | |
|
| تُضَاهِي عَلَى حَالٍ هِلَاجًا كُدِي جَلبَا |
|
وَمَن يَتْرُكِ المُرَّ المَضِيقَ لِرَبِّهِ | |
|
| يَجِدْ مَا صَفَى أحلَى بِمنْزِلةٍ رَحبَى |
|
وَتَمَّتْ بِحَمدِ اللهِ خُذْهَا كَأنَّهَا | |
|
| مِنَ اليَعمَلاتِ الهُوجِ أعْدَادُهَا عَصبَا |
|