يَعيشُ الفَتَى في دَهْرِهِ وَهوَ مَلجُوجُ | |
|
| ودُنْياهُ عَن أُخرَاهُ بِاللَّهوِ مَلْهُوجُ |
|
يَرُوحُ ويَغْدو في البَطَالَةِ دايِبًا | |
|
| ولا شَكَّ عن دُنياهُ بالرَّغمِ مَخْروجُ |
|
ومَا ذَاكَ مِن حَزْمٍ بَلَا ذا ضَبَاسَةٍ | |
|
| وَجَهْلٌ عَظِيمٌ بالنَّجيعَةِ مَمْزُوجُ |
|
وَلَو كَانَ ذَا لُبٍّ وَفَهْمٍ وفِطنَةٍ | |
|
| لأبْصَرَ أنَّ العُمْرَ بالجَدِّ مَنْهُوجُ |
|
وَعَاجَ عنِ الدُّنيَا المُضِيَّ لأنّهَا | |
|
| جَوادٌ بأوكَافِ الخَلايِبِ مَسْرُوجُ |
|
تَجُودُ فَتَحْبِي المرءَ مَكْرًا وخُدْعَةً | |
|
| وَجَذلَانُهَا بالبَتِّ والبَضِّ مَمْزُوجُ |
|
إذَا مَنَحَتْ شَيًّا أَتَتْهُ تَسَلُّقًا | |
|
| فَتَسْلُِبَهُ قَهْرًا فجَدوَاهُ مَخلُوجُ |
|
إذا أقبَلَتْ يَومًا عَلى المرءِ سَاعَةً | |
|
| فَعَنْهُ تَوَلَّت عَامَهَا وهوَ مَشْجُوجُ |
|
تُجَرِّدُ نَصْلَ الحَتفِ في كُلِّ لَحْظَةٍ | |
|
| وتَكْشَحُ عَنْ نابٍ بهِ الغُفْلُ مَوْهُوجُ |
|
فَكَمْ مِن قَتِيلٍ فِي الثَّرَى من نِبَالِهَا | |
|
| وعاشِقُهَا مَن سُمِّهَا فَهوَ مَكْدُوجُ |
|
فَبَيْنَا الفَتَى فِي نِعمَةٍ بَينَ أهْلِهِ | |
|
| إِذْا قِيلَ هَذَا فِي اللَّفَايِفِ مَدْروجُ |
|
أيأمَنُ في يَمِّ الدُّجَى راكِبُ الفَنَا | |
|
| ومَوجُ الرَّدَى في النَّفسِ بالطَّبعِ مَوثُوجُ |
|
فَأَينَ الأُولَى صَارُوا وَأَيْنَ أُولُوا النُّهَى | |
|
| وَأَينَ أُولُوا البَأوَى فَفِي الأَرْضِ مَسْلُوجُ |
|
وَأَبو سَعيدِ النَّدبُ إِبنُ مُحمَّدٍ | |
|
| أَلَا هوَ مِن آلِ الخَروصِيِّ عُسْلُوجُ |
|
صَبِيحٌ فَصِيحٌ بالشَّرِيعَةِ مُوْلَعٌ | |
|
| بَهِيٌّ زَكِيٌّ بِالنَّصِيْحَةِ مَبْهُوجُ |
|
أدِيبٌ لَبِيبٌ عَاقِلٌ مُتأدِبٌ | |
|
| وعَن دأبِهِ بابُ المَعَابِ فَمَرتوجُ |
|
كَأَنْ لَم يَكُن فِي أَمسِهِ بَعدَ رَمْسِهِ | |
|
| تَغَيَّبَهُ ضَرْحٌ مِنَ الأَرْضِ مَضْرُوجُ |
|
مُصِيبَتُهُ أصْمَتْ نفُوسَ أُولِي الحِجَى | |
|
| وَفُقْدَانُهُ كَلْمٌ بِهِ القَلبُ مَلعُوجُ |
|
أَلَا كُلُّ حَيٍّ غَيرَ ذِي العَرْشِ مَيِّتٌ | |
|
| وعَنْ عَالَمِ الأدْنَى فلا بُدَّ مَزْعُوجُ |
|
فَيَا أَيُّهَا الغِرُّ الجَهُولُ بِنَفسِهِ | |
|
| أَفِقْ وابْكِ إنَّ الغَرَّ بالجَهلِ مَفْلُوجُ |
|
فَلَستَ لِهذا قَدْ وُجِدتَ وإنَّما | |
|
| وُجِدتَ لِنَهجِ الدِّينِ والدِّينُ مَبْلُوجُ |
|
فَكُنْ لِرِيَاشِ الحَقِّ بالصِّدقِ لابِسًا | |
|
| ورِيشُ العُلى بالعِلمِ والحِلمِ مَنْسُوجُ |
|
ولازِمْ مَجَارِي الشُّكْرِ للهِ دايِمًا | |
|
| وجَانِبْ مَهَاوِي الكُّفرِ فالكُفرُ مَمرُوجُ |
|
وَقُمْ فِي مَقَامِ الزُّهْدِ بالصَّبرِ قايِمًا | |
|
| فَتَفْنَى وتَبقَى فالبقَا فيهِ مَسْهوجُ |
|
ولا تَبْتَيِسْ بالحَادِثَاتِ فإنَّهُ | |
|
| فَلاحُكَ في ضِمنِ الرَّزِيَّاتِ مَثجُوجُ |
|
وَكُنْ سَاكِنًا تَحتَ القَضَا راضِيًا بِهِ | |
|
| فَمِنْهُ الذي تَهْوَى وتَرضَاهُ مَنْتوجُ |
|
فَجُهدٌ قَليلٌ والحيَاةُ قَليلَةٌ | |
|
| وعَمَّا قَليلٍ أنتَ في التُّربِ مَولوجُ |
|
وعِندَ الصَّبَاحِ الدَّلجُ يُحمَدُ غِبَّهُ | |
|
| وأنتَ دَليجُ الصُّبحِ والدَّهرُ مَدْلُوجُ |
|
وأكثَرُ جَمعِ النَّاسِ في هذهِ الدُّنَا | |
|
| نَؤومٌ عَنِ الأُخرَى وبالنَّومِ مَحْجُوجُ |
|
ألا فانْتَبِهْ مِن رَقدَةِ الجَهلِ جازِمًا | |
|
| لِمَرسِ الأَمانِي فالرَّدى الحَتْمُ مَغمُوجُ |
|
وَادْلُِجْ قُبَيلَ الصُّبحِ مِنْكَ بِطَاعَةٍ | |
|
| وقَبلَ هُدُوجِ الحَينِ والحَينُ مَهرُوجُ |
|
لتَضْحَى ضُحَىً في الدّارِ جارَ مُحَمّدٍ | |
|
| عليهِ صَلاةُ اللهِ ما وَجَّ حُرْجُوجُ |
|
وتأوي إلَى الجَنَّاتِ في الخُلدِ خَالِدًا | |
|
| وأنتَ بِطيبِ العَيشِ والحُورِ مَلجُوجُ |
|