جُرحٌ عَلى جُرحٍ حَنانَكِ جِلَّقُ | |
|
| حُمِّلتِ ما يوهي الجِبالَ وَيُزهِقُ |
|
صَبراً لُباةَ الشَرقِ كُلُّ مَصيبَةٍ | |
|
| تَبلى عَلى الصَبرِ الجَميلِ وَتَخلُقُ |
|
أَنَسيتِ نارَ الباطِشينَ وَهَزَّةً | |
|
| عَرَتِ الزَمانَ كَأَنَّ روما تُحرَقُ |
|
رَعناءَ أَرسَلَها وَدَسَّ شُواظَها | |
|
| في حُجرَةِ التاريخِ أَرعَنُ أَحمَقُ |
|
فَمَشَت تُحَطِّمُ بِاليَمينِ ذَخيرَةً | |
|
| وَتَلُصُّ أُخرى بِالشَمالِ وَتَسرِقُ |
|
جُنَّت فَضَعضَعَها وَراضَ جِماحَها | |
|
| مِن نَشئِكِ الحُمسِ الجُنونُ المُطبِقُ |
|
لَقِيَ الحَديدُ حَمِيَّةً أَمَوِيَّةً | |
|
| لا تَكتَسي صَدَأً وَلا هِيَ تُطرَقُ |
|
يا واضِعَ الدُستورِ أَمسِ كَخُلقِهِ | |
|
| ما فيهِ مِن عِوَجٍ وَلا هُوَ ضَيِّقُ |
|
نَظمٌ مِنَ الشورى وَحُكمٌ راشِدٌ | |
|
| أَدَبُ الحَضارَةِ فيهِما وَالمَنطِقُ |
|
لا تَخشَ مِمّا أَلحَقوا بِكِتابِهِ | |
|
| يَبقى الكِتابُ وَلَيسَ يَبقى المُلحَقُ |
|
مَيتَ الجَلالِ مِنَ القَوافي زَفرَةٌ | |
|
| تَجري وَمِنها عَبرَةٌ تَتَرَقرَقُ |
|
وَلَقَد بَعَثتُهُما إِلَيكَ قَصيدَةً | |
|
| أَفَأَنتَ مُنتَظِرٌ كَعَهدِكَ شَيِّقُ |
|
أَبكي لَيالينا القِصارَ وَصُحبَةً | |
|
| أَخَذَت مُخيلَتُها تَجيشُ وَتَبرُقُ |
|
لا أَذكُرُ الدُنيا إِلَيكَ فَرُبَّما | |
|
| كَرِهَ الحَديثَ عَنِ الأَجاجِ المُغرَقُ |
|
طُبِعَت مِنَ السُمِّ الحَياةُ طَعامُها | |
|
| وَشَرابُها وَهَوائُها المُتَنَشَّقُ |
|
وَالناسُ بَينَ بَطيئِها وَذُعافِها | |
|
| لا يَعلَمونَ بِأَيِّ سُمَّيها سُقوا |
|
أَما الوَلِيُّ فَقَد سَقاكَ بِسُمِهِ | |
|
| ما لَيسَ يَسقيكَ العَدُوُّ الأَزرَقُ |
|
طَلَبوكَ وَالأَجَلُ الوَشيكُ يَحُثُّهُم | |
|
| وَلِكُلِّ نَفسٍ مُدَّةٌ لا تُسبَقُ |
|
لَمّا أَعانَ المَوتُ كَيدَ حِبالِهِم | |
|
| عَلِقَت وَأَسبابُ المَنِيَّةِ تَعلَقُ |
|
طَرَقَت مِهادَكَ حَيَّةٌ بَشَرِيَّةٌ | |
|
| كَفَرَت مِمّا تَنتابُ مِنهُ وَتَطرُقُ |
|
يا فَوزُ تِلكَ دِمَشقُ خَلفَ سَوادِها | |
|
| تَرمي مَكانَكَ بِالعُيونِ وَتَرمُقُ |
|
ذَكَرَت لَيالِيَ بَدرِها فَتَلَفَّتَت | |
|
| فَعَساكَ تَطلُعُ أَو لَعَلَّكَ تُشرِقُ |
|
بَرَدى وَراءَ ضِفافِهِ مُستَعبِرٌ | |
|
| وَالحورُ مَحلولُ الضَفائِرِ مُطرِقُ |
|
وَالطَيرُ في جَنَباتِ دُمَّرَ نُوَّحٌ | |
|
| يَجِدُ الهُمومَ خَلِيُّهُنَّ وَيَأرَقُ |
|
وَيَقولُ كُلُّ مُحَدِّثٍ لِسَميرِهِ | |
|
| أَبِذاتِ طَوقٍ بَعدَ ذَلِكَ يوثَقُ |
|
عَشِقَت تَهاويلَ الجَمالِ وَلَم تَجِد | |
|
| في العَبقَرِيَّةِ ما يُحَبُّ وَيُعشَقُ |
|
فَمَشَت كَأَنَّ بَنانَها يَدُ مُدمِنٍ | |
|
| وَكَأَنَّ السُمَّ فيها زِئبَقُ |
|
وَلَو اَنَّ مَقدوراً يُرَدُّ لَرَدَّها | |
|
| بِحَياتِهِ الوَطَنُ المَروعُ المُشفِقُ |
|
أَشقى القَضاءُ الأَرضَ بَعدَكَ أُسرَةً | |
|
| لَولا القَضاءُ مِنَ السَماءِ لَما شَقَوا |
|
قَسَتِ القُلوبُ عَلَيهِمُ وَتَحَجَّرَت | |
|
| فَاِنظُر فُؤادَكَ هَل يَلينُ وَيَرفُقُ |
|
إِنَّ الَّذينَ نَزَلتَ في أَكنافِهِم | |
|
| صَفَحوا فَما مِنهُم مَغيظٌ مُحنَقُ |
|
سَخِروا مِنَ الدُنيا كَما سَخِرَت بِهِم | |
|
| وَاِنبَتَّ مِن أَسبابِها المُتَعَلَّقُ |
|
يا مَأتَماً مِن عَبدِ شَمسٍ مِثلُهُ | |
|
| لِلشَمسِ يُصنَعُ في المَماتِ وَيُنسَقُ |
|
إِن ضاقَ ظَهرُ الأَرضِ عَنكَ فَبَطنُها | |
|
| عَمّا وَراءَكَ مِن رُفاتٍ أَضيَقُ |
|
لَمّا جَمَعتَ الشامَ مِن أَطرافِهِ | |
|
| وافى يُعَزّي الشامَ فيكَ المَشرِقُ |
|
يَبكي لِواءً مِنَ شَبابِ أُمَيَّةٍ | |
|
| يَحمي حِمى الحَقِّ المُبينِ وَيَخفُقُ |
|
لَمَسَت نَواصيها الحُصونُ تَرومُهُ | |
|
| وَتَلَمَّستُهُ فَلَم تَجِدهُ الفَيلَقُ |
|
رُكنُ الزَعامَةِ حينَ تَطلُبُ رَأيَهُ | |
|
| فَيَرى وَتَسأَلُهُ الخِطابَ فَيَنطِقُ |
|
وَيَكادُ مِن سِحرِ البَلاغَةِ تَحتَهُ | |
|
| عودُ المَنابِرِ يُستَخَفُّ فَيورِقُ |
|
فَيحاءُ أَينَ عَلى جِنانِكِ وَردَةٌ | |
|
| كانَت بِها الدُنيا تَرِفُّ وَتَعبَقُ |
|
عُلوِيَّةً تَجِدُ المَسامِعُ طَيِّها | |
|
| وَتُحِسُّ رَيّاها العُقولُ وَتَنشَقُ |
|
وَأَرائِكُ الزَهرِ الغُصونُ وَعَرشُها | |
|
| يَدُ أُمَّةٍ وَجَبينُها وَالمِفرَقُ |
|
مَن مُبلِغٌ عَنّي شُبولَةُ جِلَّقٍ | |
|
| قَولاً يَبُرُّ عَلى الزَمانِ وَيَصدُقُ |
|
بِاللَهِ جَلَّ جَلالُهُ بِمُحَمَّدٍ | |
|
| بِيَسوعَ بِالغَزِّيِّ لا تَتَفَرَّقوا |
|
قَد تُفسِدُ المَرعى عَلى أَخَواتِها | |
|
| شاةٌ تَنِدُّ مِنَ القَطيعِ وَتَمرُقُ |
|