القدسُ تبكي مجدَ أمَّةِ يَعْرُبٍ | |
|
| جَعلوا العرينَ منازلَ الغُرباءِ |
|
إنْ يصفعِ الغُرباءُ خدَّاً فيهمُ | |
|
| أعطوهُ خدَّاً آخراً بحياءِ |
|
وهبوا عدوَّهمُ الأمانَ بصمتِهمْ | |
|
| وسقوهُ نِفطاً مُغدِقاً بسخاءِ |
|
جعلوا الملاهي ساحةً لخيولهم | |
|
| لم يأبهوا لمطامعِ الغرباءِ |
|
وتذلَّلوا للطَّامعينِ بخيرِهم | |
|
| حتّى غَدوا مِنْ أشهرِ الضُّعفاءِ |
|
لم يرفعوا سيفاً بجبهةِ غاصبٍ | |
|
| فالسَّيفُ مُنتَسِبٌ إلى الشًّرفاءِ |
|
القدسُ تأبى أَنْ يُجرِّدَ سيفَهُ | |
|
|
إنَّ القصيدةَ فيهمُ مهجوَّةٌ | |
|
| منبوذةٌ مِنْ غالبِ الشُّعراءِ |
|
|
يا قدسُ رُوحي نخلةٌ نبتتْ بشاطئِ | |
|
| دِجلةٍ، والنَّخلُ رمزُ دمائي |
|
سيصيرُ يوماً تمرُها نارَ اللَّظى | |
|
| يشوي وجوهَ السَّارقينِ هوائي |
|
زيتونةٌ في المغربِ العربيِّ يسمو | |
|
| غُصنُها بالبرتقالِ النائي |
|
والنِّيلُ تجري في دمشقَ مياهُهُ | |
|
| بردى يصبُّ بتونسَ الخضراءِ |
|
بلقيسُ في الخرطومِ نشهدُ عُرسَها | |
|
| عدنٌ تهدهدُ طفلةَ الزَّوراءِ |
|
هذي بلادي كلُّها عربيَّةٌ | |
|
| لو قُطِّعتْ أَلفاً مِنَ الأجزاءِ |
|
بِغدٍ يضيءُ النُّورُ في عَتَمَاتِها | |
|
| والشَّمسُ تُشرقُ في دجى الظَّلماءِ |
|
فالنُّورُ يأتي مِنْ شبابِكِ قدسِنا | |
|
| وَهَبُوا الرَّدى أرواحَهم بسخاءِ |
|
أنا واحدٌ مِنْ ألفِ مليونٍ رأوا | |
|
| أَنْ يَدخُلوا موسوعةَ الشُّهداءِ |
|