إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
وجاءَك َ مِنْ أقصى القصيدةِ مَنْ يَسعى |
دفاترُهُ شوقٌ وأحْرُفُه ُصَرْعى |
قصائدُهُ نزفٌ فكيفَ يَلُمُّها |
أيُجمعُ زَرْعٌ بعدَما خانَهُ المَرْعى |
ومن سُمْرةِ البارود لونُ قَصيدهِ |
وكمْ أحرقَ البارودُ في ثوبِهِ الزَّرْعا |
دماهُ على أثمار أبياته غدتْ |
وكم نقعوا أغصان أسطره نقعا |
تَعالى .. ولمّا شاخَ عكّازه ﭐنحنى |
وما تاهَ .. كان التيْهُ في دربه يسعى |
وحينَ ﭐستفزَّ الماءُ لوعة َ ملحِهِ |
أناخ بجرحِ القلبِ يَستعذبُ اللَسْعا |
أمانيه طفلٌ مُذْ تيتَّمَ صُبْحُه ُ |
تَسلَّتْ همومُ الليلِ في خدِّهِ صَفْعا |
لهُ صبْرُ زيتونٍ تَفجّرَ زيتُهُ |
لَهيباً على خدَّيْهِ حتى غَدا دَمْعا |
وفيْ كفِّهِ قمحٌ تَجذّرَ صبرُهُ |
أطاع َ رحى كفَّيْه كيْ يُطعمَ الجَوعى |
بهِ حُزْنُ طوفانٍ تأخَّرَ وعْدُهُ |
ولمّا ﭐبْتنى فُلْكاً أعاقوا بهِ الصُّنعا |
لهُ وجه مهمومٍ تكسر ليله |
شظايا مِنْ الشكوى تعيرُ الفضا سمعا |
وكم باتَ من خوف التوابيت فيه لا |
يُرجّيْ مِنَ الدنيا الى أمِّهِ الرُّجْعى |
فلا تقصصي للناسِ مِحْنَةَ جُوعِهِ |
فما عادَ في التابوتِ مَنْ يَطْلُبُ الرَّضعا |
فلا هو موسى .. كي يشقَّ بحارَهم |
وما بيديهِ اليومَ مِنْ حَيَّةٍ تَسْعى |
فأيُّ عصا للصبحِ تَلقفُ ليلَهم |
إذا ما حبالُ الفجرِ دَسَّتْ لهُ أفْعى |
هو المبتلى بالنخلِ حينَ تَيبَّستْ |
ضفائرُهُ فاسْتحْلفَ الماءَ أنْ يَرْعى |
بهِ وطنٌ سَلّوا عليه سيوفَهم |
وطافوا على جثمانِ وحدَتِهِ سَبْعا |
وما صلبوا إلّاه حينَ تزاحمتْ |
مساميرُ مَنْ مَرّوا فلا بُوركَ المسعى |
تنادوا الا فاغْدوا على حرثكم فكلُّ م |
قطرة ماء فيه تستنزفُ النبعا |
وما قالَ أفٍ للذين بحارُهم |
الى ضفةِ التَّنورِ تَدْفَعُهُ دَفْعا |
خناجرُهمْ سُمٌ يُعاقرُ قَلْبَهُ |
وكلٌّ على ﭐسمِ ﭐلله يَطْعَنُهُ تِسْعا |
وعاشرةٌ تلكَ المخالبُ تَفْتريْ |
على ظَهْرِهِ المسلوخِ أنْ خالفَ الشَّرْعا |
فيا أمَّةً في اليمِّ ألْقَتْ كبيرَها |
وجاءتْ الى فرعونَ تَسألُهُ نَفْعا |
وخلّتْ لهامانَ الأعاجمِ بابَها |
فعاثَ بها هَتْكاً وعاثَ بهِ قَرْعا |
ويا وطناً أحْكيْ ويُخْرِسُني.. ألا |
أذِنتَ لِهذا القلْب ِأنْ يخرقَ الضِّلْعا |
ويا وطناً تُهنا بِسَكرةِ حُبِّهِ |
فَضِقْنا بهِ حُبّاً وضاقَ بِنا ذَرْعا |
ويا وطناً لُذْنا بِخِرْقَةِ ثَوْبِهِ |
لِيَمْنَحَنا دِفأً فَأشْبَعَنا رَقْعا |
وثارتْ على الأصنامِ غَيْرةُ فأْسِهِ |
فَصارَ ﭐتباعُ الكُفْرِ في فأسِهِ طَبْعا |
حَنانَيْكَ ما عادَتْ لِنمرودَ جَذوةٌ |
مِنَ النارِ لمْ تشبعْ بِصِلْصالِنا قَمْعا |
حَنانَيْكَ أوراقُ الخَريفِ تَعَمْلَقتْ |
وعاثتْ بطينِ القَلْبِ تَنْزَعُهُ نَزْعا |
فلا زمزمتْ دفءَ الحياةِ بِحِجْرِها |
ولا تَرَكَتْنا بعدَها نَبْتغي نَبْعا |
... ... ... ... ... ... ... ... ... ... |
فيا مصرُ إنِّيْ قَدْ أتَيْتُ مُحَمَّلاً |
بما يَحملُ الزيتونُ مِنْ خُضْرةِ المَرْعى |
حَماميْ ذَبيْحٌ لستُ أسْمَعُ نَوحَهُ |
غَفا النايُ لَمّا جئْتُ أُقْرضُهُ سَمْعا |
وفي جُعْبتيْ ليلٌ تقهقرَ بدرُهُ |
فلمّا أرادوا نَومَهُ أيْقَظَ الشَّمْعا |