أجبتكَ عن سؤالٍ لي , فقلْ لي |
لماذا التفّتُ الأحزانُ حولي ؟ |
أنا ما كنتُ في الأشياءِ إلا |
خيالًا ينتهي في بدءِ ظِلّي |
لقد ذبُلَتْ غصونُ البوحِ فينا |
أينمو في جبالِ الصمتِ قولي ؟ |
ولي في الكلِّ ما يعنيهِ جزءٌ |
ولي في الجزءِ ما يعنيهِ كُلّي |
ودفتريَ المليئُ بذكرياتي |
كأنَّ الحزنَ للأقلامِ يُمْلي |
أسيرُ على شطوطِ اليأس وحدي |
فيغرق في بحار التيه رملي |
فَكَمْ صلّى الفؤادُ وراءَ حلمٍ |
وكَمْ أمَّ الخيالُ بيانَ عقلي |
أنا ابنُ الصمتِ , أغنيةً سقاتي |
ويأبى الصمتُ أن يبقى أبًا لي |
أنا بردٌ على وجناتِ شعري |
ولو دمعٌ على خدّيَّ يغلي |
وأبذرُ في غيومِ الليلِ صبْحا |
وأجعلُ من صحارِ الريحِ حَقلي |
أُشَكّلُ من مدى الأحلامِ وجهًا |
وأمضي نحوهُ ليكونَ شَكلي |
رحلتُ وفي عيونيَ ماءُ صبري |
وما أتممتُ في الترحالِ غُسْلي |
تُقَسّمني الليال على الأماني |
وأشعرُ أنّني لا , لستُ مثلي |
يَدقُّ طبولَ مائيَ كلُّ ظُمْيٍ |
وما ليَ غير كفِّ الريحِ طَبْلي |
تُفرّقنا المسافةُ ذاتَ لُقيا |
فَخَلّي خُطاكِ في عَجَلٍ .. ومَهْلِ |
أنامُ على التوهُّمِ , لستُ أدري |
على سُررِ المنى سكينُ قتلي ؟ |
تُودّعني فصولٌ من حياتي |
ويظلمُ في خريفِ العمرِ فَصْلي |
لقد هَجَرَ الصحابُ وميضَ صبحي |
ونورُ اللهِ في الظلماتِ خِلّي |