تغدو القصيدةُ في خدرٍ لها بكرا |
قدّمتُ ذاتي لها في لهفةٍ مَهْرا |
لا شئَ منها بَدَا لي غير دمعتها |
والقارئونَ لها قد أنشدوا شِعْرا |
لم يروها قلمٌ إلّا وقبّلها |
ريّانةٌ قد سَقَتْ أوراقنا حبرا |
تبقى غيومًا على ميلادِ أسئلتي |
تبدو إن اكتملتْ في دفتري بدرا |
تمضي على وجعٍ بالقلبِ خطوتها |
شريانُ قلبي غدا في دربها جسرا |
الزيفُ ينمو على حرفٍ غَوى كَذبًا |
إنْ يلمسِ الشعرَ صدقٌ قد غدا طُهرا |
وأملأُ الكفَّ آهًا من فمي , رئتي |
ما فارقت ألمًا آهاتنا صدرا |
قد كان يكتبُ ما عينايَ تقرأهُ |
وكنتُ أُنصِتُ حتى يُكْمِلَ السطرا |
وكانَ يَمْنَحُني ألحانَ قافيتي |
حتى روى الشطرُ من ألحانهِ شطرا |
كأنَّ من عينهِ شعري على صحرٍ |
والحرفُ يسقطُ من عينيهِ لي قَطْرا |
بستانهُ خضرٌ يمضي لهُ أفقي |
لإنْ أزرْهُ مدىً أصبحْ بهِ طيرا |
عذبٌ هو الشعرُ من عينيهِ منبعهُ |
قد صار حلو الهوى من بعدهِ مُرّا |
الليلُ يسألني عن طولِ غَيْبتهِ |
متى يعودُ متى كي يُوقِظَ الفجرا |
ما زلتُ أبحثُ عن عينيهِ في كتبي |
حتى أرى بهما في أحرفي سِرّا |
إني أُطَبّبُ وجهَ الصمتِ في جسدي |
حتى أقابلهُ حِضْنًا نما جَهْرا |
ما زلتُ منتظرًا في غيمِ طلعتهِ |
ومِنْ رياحٍ أتَتْ أبني لهُ قَصْرا |
هو الذي جاءَ بالأفراحِ مبتسمًا |
ويمنحُ الوردَ دومًا إنْ ذَوَى عطرا |
أسرتُ نبضي لكي ألقاهُ منفردًا |
لكنّهُ قد سَرَى في وحدتي حُرّا |
إنْ جاءَ معتذرًا في نصفِ بسمتهِ |
أكملتها دمعةً كانت لهُ عذرا |
بقفرِ يأسيَ نمت بي ريحُ باخرتي |
يا كَمْ شَقَقتُ بقفر اليأسِ لي نهرا |
سفينةُ الشعرِ لا بحرٌ سيحملها |
كأنَّ صدري غدا في رحلتي بحرا |
لا طيرَ في أفقي إلّاهُ منفردا |
وإنْ عَلَا قد غدا عصفورهُ صَقْرا |
شَعرُ القصيدةِ مَرْخِيٌ إلى غدها |
فإنْ مَضَتْ رَجَعَتْ , أبدت لنا خِصْرا |