طيفٌ من الأحلامِ طافَ بريقهُ |
فتكشّفتْ فوق الدجى الأمداءُ ! |
أفكلما ريحُ الأمانيَ سافرت |
هزّتْ نواقيسَ المنى أصداءُ |
لي فلسفاتُ الصمت تنبع دائمًا |
حتى يقولَ الماءُ جفَّ الماءُ |
لي في ليالي غربتي أحلامها |
تبقى معي حتى يطيبَ لقاءُ |
رقصت على مدِّ الرؤى آمالنا |
يا طيش قلبي ما احتوتكَ سماءُ |
يا كم زرعت على الرياحِ مدائنًا |
وحدائقًا أحلامها غنَّاءُ |
وعصرت من كَرْمِ الخيال قصائدًا |
فتمايلت من سكرها حسناءُ |
ما مدّ ظلي في دروبيَ خطوةً |
إلا تنامت فوقها الرمضاءُ |
نام الصباح على سرير مسائنا |
لا صبح يأتي والمساءُ مساءُ |
عكاز خطوتنا فراغٌ حائرٌ |
والدرب فوق الحائرين فضاءُ |
وكأنَّ أحزانًا تلوِّنُ ذا المدى |
أزهارنا ألوانها سوداءُ |
مَنْ ذا يعيدُ إلى الربيعِ عبيرَهُ |
أيكونُ فصلَ جفافنا الشَتَّا ءُ ؟ |
إني اتّخذتُ الصمتَ بوحَ مواجعي |
والصمت في أُذنِ الحبيب نداءُ |
صافحت ذكرانا فكنتُ كأنني |
صدأت بكفي كلها الأشياءُ |
أنا لا أقيمُ تبتُّلًا في موضعٍ |
حتى تصلي في دمي الأحشاءُ |
مجروحةٌ عينُ الحنان بدمعةٍ |
ما عكّرَ الصفوَ الكليمَ نقاءُ |
لمّا اتخذنا صمتنا كوقايةٍ |
فُرِضَتْ على أسماعنا الأنباءُ |
زورُ الحديثِ على الشفاهِ مُكَرَرٌ |
يا ليت لي أُذن المنى صَمّاءُ |
مُذْ أيّ وقتٍ سامرتني غربتي |
حتى يؤانسَ ليلها الغرباءُ |
أهديتُ بستانَ القصيدِ بنظرةٍ |
للقارئين على دمي إهداءُ |
أنا لا أبالغُ حسرةً إنْ قلتها |
يا ربُّ دمعُ التائبين دماءُ |