إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
بيني وبينكِ حائطانِ من الجَّليدْ |
الصَّمتُ يصدأُ في فمي |
واللَّيلُ يرقدُ في الطَّريقِ |
ولستُ أدركُ ما أريدْ |
بيني وبينكِ في مساءِ الأربعاءِ |
مسافتانِ من السَّجائرِ |
واحتراقٌ في دمي |
بيني وبينكِ كأسُ ماءٍ |
باردٍ كالوقتِ يمضي بيننا |
مرَّ الكلامُ ولم يقفْ عند الشِّفاهِ |
تلعثمَ الفنجانُ غصَّ بقهوتي |
وأنا أراقبُ مركباً للذِّكرياتِ |
ضفيرتانِ ودفترُ الألوانِ أقلامُ الرَّصاصِ |
حقيبتانِ على طريقِ الحقلِ |
كفُّكِ حينَ تقطفُ زهرةً علقتْ بأسلاكِ السِّياجِ |
لهاثنا في الجَّريِ خلفَ فراشةٍ!! |
ماذا ولو وقفَ الزَّمانُ على خطانا حينها |
والوقتُ أصبحَ مِنْ جليدْ |
ماذا ولو لمْ تكبري!؟ |
من يا ترى أعطاكِ أجنحةً مقابلَ أنْ يقصَّ ضفيرةً كانت تراوغُ موعدي!؟ |
من يا ترى أهداكِ تذكرةَ الغيابْ!؟ |
أغراكِ بالقمرِ البعيدْ!!؟ |
كي تتركي ولداً على شباكِ منزلهِ شريدْ |
ما زالَ منتظراً ومنتظراً هناكَ على طريقِ الحقلِ |
يرسمُ في الهواءِ فراشتينِ |
تطيرُ واحدةٌ وأخرى تعودُ لدفترِ الألوانِ تختصرُ الجَّوابْ |
بيني وبينكِ كأسُ ماءٍ |
نصفُ ممتلئٍ يراقب صمتنا |
وأنا أفكِّرُ كيفَ أملأهُ بغيمِ الذِّكرياتِ |
وأوقظُ الكلماتِ أقطفها كفاكهةِ اللِّقاءِ |
فلربَّما ننسى المسافةَ بيننا |
ونعودُ نبدأُ مِنْ جديدْ |
ولربَّما نرمي الغيابَ بحاضرٍ |
أو نستعيدُ الدربَ في أقدامنا |
ولعلَّنا ننسى ونُنسى في اعتكافِ الأغنياتِ |
ونستريحُ على ارتيادِ القلبِ في ليلِ الشِّتاءْ |
لوسادةٍ حفظتْ تفاصيلَ المنامِ . . . لعلَّنا |
عيناكِ في سفرِ الكلامِ |
غمامتانِ مِنَ الشُّرودِ |
أرى انحباساً للكواكبِ فيهما |
وأنا أرى ما لا نراهُ . . . |
فخلفَ نافذةِ اللِّقاءِ هناكَ متَّسعٌ لنا |
وهناك وقتٌ باشتباهٍ بالحقيقةِ وانتباهٌ لاعترافٍ داكنٍ |
عيناكِ من خلفِ النَّهارِ هما اقترافُ القلبِ للوهمِ الوحيدْ |
بيني وبينكِ لم يعدْ يجدي انتظاراً |
فاستدارَ الوقتُ منتبهاً إلينا |
مدركاً أنَّا سرقنا وقتهُ |
يدكُ الرقيقةُ أسدلتْ كلماتها |
ورنتْ إليكِ حقيبةٌ سوداءَ تبحثُ عن فضاءْ |
وعلى المساءِ أريكةٌ |
لا شيءَ يجلسُ فوقها |
وأمامها ظلَّانِ يبتعدانِ دون قراءةٍ عمَّا يخبئهُ البعيدُ |
ولا صدى للقلبِ حينَ يصرخُ في السَّرابْ |
لا ظلَّ لي حينَ اختفيتُ على طريقِ الحقلِ تتبعني الفراشةُ وحدها |
لا شيءَ يكبرُ في الغيابْ |
لا شيءَ يكبرُ في الغيابِ سوى الغياب!!! |