يا زاحــــــــمَ بن جهـــادٍ كــلُّ مـنْ فيــــــها |
يومـــــا ً يودّعـــــها قسرا ً ومـــا فيـهـــــــا |
هــــذا بأحضـــانِ أهليــــــهِ يودّعها |
وذاك يمضي غـــــــــريبا ً في منافيــــــــها |
دنيـــا ً حلمـــــتَ بهـــا خضـــــــراءَ زاهية ً |
جفّتْ فمـــــــا مطـــرٌ يروي فيـــــــــــافيها(1) |
خد ّاعــــــــة كســـرابٍ في مظاهـــــــــرها |
فاحذرْ ــــ فديتُـــكَ ـــــ وابحثْ عنْ خوافيها |
فيـــــها الذينَ بزيفِ القـولِ قد ولعـــــــــــوا |
أفعالهــــــــمْ عكْـسَ ما قالوا , تُنافيـــــــــها |
لا تعجبـــــنَّ إذا ما الحــــزْنُ داهمـــــــــني |
والنفسُ أفراحــــــها راحـتْ تُجــافيــــــــها |
هـــذي المقــــــامةُ أذْكــــــتْ لوعتــــي فإذا |
قصــائدي من أســى ً تبكــــــي قوافيهــــــا |
كانـــتْ حيــاتي كمــــا الينبوع صــــــــافية |
فكـــــــدّرَ الزمــــــنُ المنحوسُ صافيــــــها |
بثينـــــــة ٌ فارقتنـــــــي لسـتُ أعــرفُ هلْ |
أذنبــتُ فـــي حقّــــــها كيمــــــا أصافيــــها |
غاض َ الســــرورُ بقلبــــي عندما ارتحلـت |
ما عُــــــدتُ أسمــعُ لحــنَ الحبِّ من فِيهـــا (2) |
الحـــالُ ســـاءتْ فقـــال الصحْـــبُ بلدتُنــا |
فيهـــــــــا علاجُــــكَ فارقدْ فــــــي مشافيها (3) |
مــــــا مِنْ طبيـــبٍ لداءِ الحبِّ قلتُ لهــــــمْ |
فعلّتي يـــــــــا صحــــــابي عـزَّ شافيــــــــها |
جُبتُ الصحــــــــــارى وآمــــــالي تحدّثني |
لعلّـــــــــها اختبأتْ فـــــــي خيمـــةٍ فيهــــا |
قاسيــــــتُ فيــــــها لهيــبَ القيظِ مُحتمـــلا ً |
وحُــــرْقـــةُ القلــــب أعيــــــــاني تلافيـــها |
سألتــــــــها يا تُرى هل عندهـــا خبــــــرٌ ؟ |
عــــنْ التـــي تعرفُ الصحــراءُ خافيهــــا |
أمنيّـــةُ النفْـــــسِ أن تحظــــــــى برؤيتها |
مِنْ قبلمـــــــا الأجــــــلُ الدانـــي يوافيــها |
كـــــانَ الجـــــوابُ صفير الريحِ في أُذُني |
والرمل تذروهُ في عينــــــــي سوافيـــــها (4) |