إليكِ نصيحةُ الخلِّ الشفوقِ |
لمَا بينَ الأحبّةِ مِن حقوقِ |
أراكَ تزيدُكَ الأيّامُ سوءًا |
بأفلامٍ هي الفحشُ الحقيقي |
فتنظرَ للزناةِ -كفاكَ إثمًا- |
بلا مللٍ وتفجرَ في النزوقِ |
أ تنظرُ والمنيّةُ كلَّ وقتٍ |
تجرُّ العمرَ بالحبلِ الوثيقِ..؟! |
وَلَجْتَ مراتعَ الفحشاءِ جهلًا |
وقبلَكَ كمْ أحالتْ مِن غريقِ |
وقدْ قدحتْ مآسي الفسقِ زندًا |
بآثامٍ تجرُّ إلى الحريقِ |
نسيتَ بأنّ ربّكَ ذو اطّلاعٍ |
فمِلتَ إلى مشاهدةِ الفسوقِ |
هو الخبثُ المبينُ وكلُّ شرٍّ |
ستهوي مِنه في قعرٍ سحيقِ |
يغالبُكَ الهوى فتظلُّ دومًا |
أسيرًا للذنوبِ كما الرقيقِ |
وتشكو بعدَ ذنبِك ما تُقاسي |
وما تلقاه مِن ضنكٍ وضيقِ |
أسأتَ لِنعمةِ العينينِ حقًا |
أ فضْلُ اللهِ يُجزى بالعقوقِ..؟! |
أما تخشى -بربكِ- كربَ يومٍ |
ترى أرواحَنَا عندِ الحلوقِ..؟! |
أما تخشى لإثمِكَ هولَ وقتٍ |
إذا انقطعَ الزفيرُ مع الشهيقِ..؟! |
ألا يا ويحَ نفسِكَ إن تمادتْ |
وأعجزَ راقعًا سعةُ الفتوقِ |
ستجني السوءَ مِن عارٍ ويأوي |
إليكَ الخزيُ مِن فجٍّ عميقِ |
يزيدُ سوادُ وجهِك كلَّ يومٍ |
يَعُسُّ ظلامُه دونَ الشروقِ |
تغادرُكَ الفحولةُ ثَمَّ سقمٌ |
تغصُّ لهولِ وقعتِهِ بِرِيقِ |
هِيَ الدُّنيا ، إذا استمتعتَ فيها |
فإنَّ النتنَ يعقبُ للرحيقِ |
فهلّا بعْدُ عدّتَ إلى رشادٍ |
تُميطُ الفحشَ عنكَ مِن الطريقِ |
تبلُّ النفسَ مزنُ النصحِ تدْوِي |
برعدِ الموتِ في إثرِ البروقِ |
فوبّخْها إذا اشتهتِ الرزايَا |
على نارِ القيامةِ لنْ تُطيقي..! |
شفقتُ عليكَ إشفاقًا كبيرًا |
وسُقْتُ على دروبِ النصحِ نُوقي |
تشدُّ خُطا مسيرتِها لتُهدي |
إليكَ النصحَ مِن خلٍّ شفوقِ |