خَلِيليّ غُضّا ساعَةً وَتَهَجَّرا | |
|
| وَلُوما عَلى ما أَحدَثَ الدَهرُ أَو ذَرا |
|
أَلَم تَعلَما أَنَّ اِنصِرافاً فَسُرعَةً | |
|
| لِسَيرٍ أَحَقُّ اليومَ مِن أَن تُقَصِّرا |
|
وَلاَ تَسأَلا إِنَّ الحَياةَ قَصِيرَةٌ | |
|
| فَطِيرا لِرَوعاتِ الحَوادِثِ أَو قِرا |
|
وَإِن جاءَ أَمرٌ لا تُطِيقانِ دَفعَهُ | |
|
| فَلاَ تَجزَعا مِمّا قَضى اللَهُ واِصبِرا |
|
أَلَم تَعلَما أَنَّ المَلاَمَةَ نَفعُها | |
|
| قَلِيلُ إِذَا ما الشَيءُ وَلّى فَأَدبَرا |
|
تهِيجُ اللِحاءَ وَالمَلاَمَةَ ثُمَّ ما | |
|
| تُقَرِّبُ شَيئاً غَيرَ ما كَانَ قُدِّرا |
|
لَوى اللَهُ عِلمَ الغَيبِ عَمَّن سِواءَهُ | |
|
| وَيَعلَمُ مِنهُ ما مَضى وتأَخَّرا |
|
رَكِبتُ الأُمُورَ صَعبَها وَذَلُولَها | |
|
| وَقاسَيتُ أيَّاماً تُشِيبُ الحَزَوَّرا |
|
تَبِعتُ رَسُولَ اللَهِ إِذ جاءَ بالهُدى | |
|
| وَيَتلُو كِتاباً كالمَجَرَّةِ نَيِّرا |
|
وَجاهَدتُ حَتّى ما أُحِسُّ وَمَن مَعِي | |
|
| سُهَيلاً إِذا ما لاَحَ ثُمَّتَ غَوَّرا |
|
أُقِيمُ عَلىالتَقوى وَأَرضى بِفِعِلها | |
|
| وَكُنتُ مِنَ النارِ المَخُوفَةِ أَوجرا |
|
وَطوَّفتُ في الرُهبانِ أَعبُرُ دِينَهُم | |
|
| وسَيَّرتُ في الأَحبارِ مَا لَم تُسَيِّرا |
|
فَأَصبَحَ قَلبِي قَد صَحا غَيرَ أَنَّهُ | |
|
| وَكُلُّ اِمرِىءٍ لاَقٍ مِنَ الدَهرِ قِنطِرا |
|
تَذَكَّرَ شَيئاً قَد مَضى لِسَبِيِلِهِ | |
|
| وَمِن حاجَةِ المَحزُونِ أَن يَتَذَكَّرا |
|
نَدَامايَ عِندَ المُنذِرِ بِنِ مُحَرِّقٍ | |
|
| أَرَى اليَومَ مِنهُم ظاهِرَ الأَرضِ مُقفِرا |
|
كُهُولاً وَشُبَّاناً كأَنَّ وُجُوهَهُم | |
|
| دَنانِيرُ مِمَّا شِيفَ في أَرضِ قَيصَرا |
|
وَما زِلتُ أَسعَى بينَ بابٍ وَدارةٍ | |
|
| بِنَجرانَ حَتّى خِفتُ أَن أَتَنَصَّرا |
|
إذَا مَلِكٌ مِن آلِ جَفنَةَ خَالُهُ | |
|
| وََأَعمامُهُ آلُ اِمرىءٍ القَيسِ أَزهَرا |
|
يَرُدُّ عَلَينا كَأسَهُ وَشِواءَهُ | |
|
| مُنَاصَفَةً والشَرعَبِيَّ المُحَبّرا |
|
وَرَاحا عِراقيّاً وَرَيطاً يَمانيّاً | |
|
| وَمُعتَبَطاً مِن مِسكِ دَارِينَ أَذفَرا |
|
أُولَئِكَ أَخداني مَضَوا لِسَبيِلِهِم | |
|
| وَأَصبَحتُ أَرجُو بَعدَهُم أَن أُعَمَّرا |
|
وَمَا عُمُري إِلاَّ كَدَعوَةِ فارِطٍ | |
|
| دَعا راعِياً ثمَّ اِستمرَّ فأَدبَرا |
|
وَأَرضٍ عَليها نَسجُ رِيحٍ مَرِيضَةٍ | |
|
| قَطَعتُ بحُرجُوجٍ مُسَانَدَةٍ القَرا |
|
مَروجٍ طَرُوجٍ تَبعَثُ الوُرقَ بَعدَما | |
|
| يُعرِّسنَ شَكوى آهَةً وَتَذَمُّرا |
|
وَتَبتَزُّ يَعفُورَ الصَرِيمِ كِناسَهُ | |
|
| فَتُخرِجُهُ مِنهُ وَإِن كانَ مُظهِرا |
|
كَناشِطَةٍ مِن وَحشِ حَومَلَ حُرَّةٍ | |
|
| أَنامَت لَدَى الذَينَينِ بِالفافِ جُؤذَرا |
|
رَأَى حَيثُ أَمسى أَطلَسَ اللَونِ بائِساً | |
|
| حريصاً تُسَمِّيهِ الشَياطِينُ نَهسَرا |
|
طَوِيلُ القَرا عارِي الأَشاجعِ شاحِبٌ | |
|
| كَشِقِّ العَصا فُوهُ إِذا مَا تَضَوَّرا |
|
فَباتَ يُذَكِّيهِ بِغَيرِ حَدِيدَةٍ | |
|
| أَخو قَنَصٍ يُمسي ويُصبحُ مُفطِرا |
|
إِذَا ما رَأَى مِنهُ كُراعاً تَحَرَّكَت | |
|
| أَصابَ مَكانَ القَلبِ مِنهُ فَفَرفَرا |
|
فَلاَقَت بَياناً عِندَ أَحدَثِ مَعهَدٍ | |
|
| إِهاباً وَمَعبُوطاً مِن الجَوفِ أَحمَرا |
|
وَخَدّاً كَبُرقُوعِ الفَتاةِ مُلَمَّعٍ | |
|
| وَرَوقَينِ لَمّا يَعدُوَا أَن تَقَشَّرا |
|
فَلَمّا سَقاهَا البأَسَ واِرتَدَّ لُبُّها | |
|
| إِليها وَلَم يَتُرك لَها مُتَذَكَّرا |
|
فَطافت ثلاثاً بَينَ يَومٍ وَلَيلةٍ | |
|
| وَكانَ النَكيرُ أَن تُضيِفَ وَتَجأَرا |
|
فَبَاتَت كَأَنَّ بَطنَها طَيُّ رَيطَةٍ | |
|
| إِلى نَعِجٍ مِن ضائِنِ الرَملِ أعفَرا |
|
إِلى دِفءِ أَرطَاةًٍ تُثيرُ كِناسها | |
|
| تَبَوّأُ مِنها آخِرَ الليلِ مُجفَرا |
|
يَزِلُّ النَدى عَن مِدربَيها كَأَنَّهُ | |
|
| جُمانٌ جَرَى في سِلكِهِ فَتَحدَّرا |
|
تَلأَلأَ كالشِعرى العَبُورِ إِذا بَدَت | |
|
| وَكانَ عَماءٌ دُونَها فَتَحَسَّرا |
|
فَهَايَجَها حُمشُ القَوائِمِ سابِحٌ | |
|
| رَعى بِجِواءِ الجِنِّ بالصَيفِ أَشهُرا |
|
أُتِيحَ لَها مِن أَرضِهِ وَسَمائِهِ | |
|
| فَلَمّا رآهَا مَطلِعَ الشَمسِ بَربَرا |
|
كَبَربَرَةِ الرُومِيّ أُوجِعَ ظَهرُهُ | |
|
| عَلى غَيرِ جُرمٍ فاِستَضافَ لِيُنصَرا |
|
فَلَمّا رَآها كانَتِ الهَمَّ والهَوى | |
|
| وَلَم يَرَ غَمّاً عِندَها مُتَغَيِّرا |
|
فَباهَى كَفَحلِ الشِولِ يَنفُضُ رَأسَهُ | |
|
| كَما خَيَّسَ الوَضعُ الفَنِيقَ المُجَفَّرا |
|
فَكانَ إِليها كالَّذي إِصطادَ بِكرَها | |
|
| شِقاقاً وبُغضاً أَو أَطَمَّ وَأَهجَرا |
|
وَجالَت بِها رُوحٌ خِفافٌ كَأَنَّها | |
|
| خَذارِيفُ تَذرِي ساطِعَ اللَونِ أَكدَرا |
|
كَأَصدَافِ هِندِبَّينِ زُبٍّ لِحاهُماَ | |
|
| بِدارِينَ يَبتَاعانِ مِسكاً وَعَنَبَرا |
|
فَلَمّا رَأَى أَن لَم يُصادِف فُؤادَها | |
|
| وَكانَ النِكاحُ خَيرُهُ ما تَيَسَّرا |
|
كَسا جَذبُ رِجلَيها صَفِيحَةَ وَجهِهِ | |
|
| وَرَوقَيِة رِبعِيَّ الخُزَامَى المُنَوَّرا |
|
بِمَرجٍ كَسا القُريانُ ظَاهِرَ لِيطِها | |
|
| جِساداً مِنَ القُرَّاصِ أَحوَى وأَصفَرا |
|
إِذا هَبَطا غَيثاً كَأَنَّ جمَادَهُ | |
|
| مُجَلّلَةً مِنها زَرَابِيُّ عَبقَرا |
|
وَمَسرُوحةٍ مِثلِ الجَرادِ وَزَعتُها | |
|
| وَكَلَّفتُها سِيداً أَزَلَّ مُصَدَّرا |
|
أَشَقَّ قَسامِيّاً رَبَاعِيَّ جانِبٍ | |
|
| وَقارِحَ جَنبٍ سُلَّ أَقَرحَ أَشقَرا |
|
وَكانَ أَمامَ القَومِ مِنهُم رَبِيئَةٌ | |
|
| فَأَوفَى يَفاعاً مِن بَعِيدٍ فَبَشَّرا |
|
فَكانَ اِقتِحَاماً لَم يُنِيخُوا مَطِيَّهُم | |
|
| وَسَوَّمنَ رَكضاً دارِعِينَ وحُسَّرا |
|
فَنَهنَهتُهُ حَتّى لَبِستُ مُفَاضَةً | |
|
| مُضاعَفَةً كَالنِهيِ رِيحَ وأُمطِرا |
|
وَجمَّعتُ بَزّي فَوقَهُ فَدَفَعتُهُ | |
|
| وَوَزَّعتُ مِنهُ رَهبَةً أَن يُكَسَّرا |
|
وَذَكَّرتُهُ في أَوَّلِ الجَريِ باِسمِهِ | |
|
| وَأَيَّهتُهُ حَتّى أَفاقَ وأَبصَرا |
|
فظَلَّ يُجارِيهِم كَأَنَّ هُوِيَّهُ | |
|
| هُوِيُّ قُطَامِيِّ مِنَ الطَيرِ أَمغَرا |
|
أَزُجُّ بِذَلقِ الرُمحِ لَحيَيهِ سايِقاً | |
|
| نَزائِعَ مَا ضَمَّ الخَمِيسُ وَضَمَّرا |
|
يَمُرُّ كَمِرِّيخِ المُغالِي اِنتَحَت بِهِ | |
|
| شِمالُ عِبَادِيِّ عَلى الرِيحِ أَعسَرا |
|
فَلَمّا أَبَى أَن يَنزَعَ القَودُ لَحمَهُ | |
|
| نَزَعنا المَدِيدَ وَالمَرِيدَ لِيَضمُرا |
|
شَدِيدُ قِلاَتِ المَوقِفَينِ كَأَنَّمَا | |
|
| نَهى نَفَساً أَو قَد أَرادَ لِيَزفِرا |
|
لَهُ عُنُقٌ فِي كَاهِلٍ غَيرِ جَأنَبٍ | |
|
| فَمَدَّ بِلَحيَيه وَنُحِّيَ مُدبِرا |
|
وَبَطنٌ كَظَهرِ التُرسِ لَو نِيطَ أَربَعَاً | |
|
| فَأَصبَحَ صِفراً بَطنُهُ قَد تَخَرخَرا |
|
وَيُبقِي وَجِيفُ الأَربَعِ السُودِ جَوزَهُ | |
|
| كَما بُنِيَ التَابُوتُ أَجوفَ مُجفَرا |
|
وَِأُمسِكَ في دُهمٍ كَأَنَّ حَنِينَها | |
|
| فَحِيحُ الأَفاعِي أُعجِلَت أَن تُحَجَّرا |
|
إذَا هِيَ سِيقَت دَافَعَت ثِفِناتها | |
|
| إِلى سُرَرٍ بُجرٍ مَزادا مُقيَّرا |
|
لَها حَجَلُ قُرعُ الرُّؤُوسِ تَحَدَّرَت | |
|
| عَلى هامِها بالصَيفِ حَتّى تَمَوَّرا |
|
وَتَضرِبُ فِي الماءِ الَّذي كانَ آجِناً | |
|
| إِذا أَورَدَ الرَاعِي النَضِيحَ المُجَيَّرا |
|
حَناجِرَ كالأَقماعِ فُحّاً حَنِينُها | |
|
| كَما نَفَخَ الزَمّارُ في الصبُّحِ زَمجَرا |
|
وَإِن هِيَ عَلَّت فِي النَضيحِ تَصَبَّبَت | |
|
| عَثانِينُها حَتّى تُرِيدَ لِتَصدُرا |
|
كِلا رَاعِيَيها أَطلَسُ اللَونِ ثَوبُهُ | |
|
| عَنودَانِ مِن كِنانةٍ قَد تَسَرَّرا |
|
فَذَر ذا ولكِن هَل تَرَى ضَوءَ بارِقٍ | |
|
| يُضيءُ مِن الأَعراضِ أَثلاً وَعَرعَرا |
|
يَبِيتُ عَلَى تَثليِثَ أَيمَنُ صَوِبِهِ | |
|
| وَأَيسَرُه يَعلُو الكَراءَ فَكَركَرا |
|
وَمَهما يَقُل فِينَا العَدُوُّ فَإِنَّهُم | |
|
| يَقُولُونَ مَعرُوفاً وَآخَرَ مُنكَرا |
|
وَإِنّا أُناسُ لاَ نُعَوِّذُ خَيلَنا | |
|
| إذَا مَا التَقَينا أَن تَحِيدَ وتَنفِرا |
|
وَتُنكِرُ يَومَ الرَّوعِ أَلوانَ خَيِلنا | |
|
| مِنَ الطَعنِ حَتَّى تَحسِبَ الجَونَ أَشقَرا |
|
وَلَيسَ بِمَعرُوفٍ لَنا أَن نَرُدَّها | |
|
| صِحاحاً وَلاَ مُستَنكَراً أَن تُعَقَّرا |
|
وَما عُلِمَت مِن عُصبَةٍ عَرَبِيَّهٍ | |
|
| كَمِيلادِنَا مِنّا أَعَزَّ وَأَكبَرا |
|
وَأَكثَرَ مِنّا نَاكِحاً لِغَرِيبَةٍ | |
|
| أُصيِبَت سِباءً أَو أَرادَت تَخَيُّرا |
|
وَأَسرَعَ مِنّا إِن طُرِدنا اِنصِرَافةً | |
|
| وأَكرَمَ مِنّا إِن طَرَدنا وأَظفَرا |
|
وَأَجدَرَ أَلاّ يَقصُرُوا عَن كَرامةٍ | |
|
| ثَوِيّاً وَإِن كانَ الإِقامَةُ أَشهُرا |
|
وَأَعفَى إذا مَا أَطلَقُوا عَن أَسِيرِهِم | |
|
| وَأَكرَمَ مِنّا مُطلِقِينَ وَأَشكَرا |
|
وَأَجدَرَ أَلاّ يَترُكُوا عانِياً لَهُم | |
|
| فيَغُبرَ حَولاً في الحَدِيدِ مُكَفَّرا |
|
نُحَلِّي بِأَرطالِ اللُجَينِ سُيُوفَنا | |
|
| وَنَعلُو بِها يَومَ الهِياجِ السَنَوَّرا |
|
بَلَغنا السَماءَ مَجدَنا وَجُدُودَنا | |
|
| وَإِنّا لَنَرجُو فَوقَ ذَلِكَ مَظهَرا |
|
وَنَحنُ حَدَرنا رَهطَ سامَةَ بَعدَمَا | |
|
| أَبَنُّو مِنَ الأَجبابِ مَبدىً وَمَحضَرا |
|
فَماتَ بِسِيفِ الجَوّ جَوِّ خَمِيلَةٍ | |
|
| فَيا بُعدَ هَذا مولِداً مِنكَ مُقبَرا |
|
وَكِندَةُ كَانَت بِالعَقِيقِ مُقِيمَةً | |
|
| وَعَكُّ فَكُلاًّ قَد طَحَرناهُ مَطحَرا |
|
وَقَد آنَسَت مِنّا قَضاَعَةُ كَالِئاً | |
|
| فَأَضحَوا بِبُصرَى يَعصِرُونَ الصَنَوبَرا |
|
كِنانَةُ بِينَ البَحرِ والصَخرِ دارُها | |
|
| فَأَسكَنَها أَن لَم تَجِد مُتَأَخَّرا |
|
وَنَحنُ أَزَلنا مِذحِجاً عَن دِيارِها | |
|
| وَهَمدَانَ أسقَينا السِمامَ وَحِميَرا |
|
وَنَحنُ أَزَلنا خَثعَماً عَن دِيارِها | |
|
| فَزالَت وَكَانَت أَهلَ تَرجٍ وَعَثَّرا |
|
وَقَد عَلِمَت عُليَا مَعَدٍّ بَلاَءَنا | |
|
| وَنَجرانَ زُرنا باللَهامِيمِ ضُمَّرا |
|
وَنَحنُ مَنَعنا مَنقَعَ الماءِ بَعدَما | |
|
| جَرى مُسهِلاً في الأَرضِ ثُمَّ تَحَيَّرا |
|
مُصابِينَ خِرصانَ الرِماحِ كأَنَّنا | |
|
| لأَعدَائِنا نُكبٌ إِذَا الطَعنُ أفقَرا |
|
وَكُلَّ مَعَدٍّ قَد أَحَلَّت رِمَاحُنا | |
|
| مَرَادِيَ بَحرٍ ذِي غَوَارِبَ أَخضَرا |
|
وَعَلقَمَةَ الجُعفيَّ أَدرَكَ رَكضُنا | |
|
| عَلى الخَيلِ إِذ صامَ النَهارُ وَهَجَّرا |
|
وَكانَ عِقَالٌ مُؤلِياً بِأَلِيَّةٍ | |
|
| ليَستَلِبَن أَثوَابَهُ أَو لِيُعذَرا |
|
فَلَمّا دَعا مُرَّانَ أَقَبلَ نَحرهُ | |
|
| سِناناً مِنَ الخطِّيِّ أَسمَرَ مِسعَرا |
|
وَلاَقاَهُ مِنّا فَارِسٌ غيرُ جَيدَرٍ | |
|
| فَأَكرَهَ فِيهِ الرُمحَ حَتّى تَفَطَّرا |
|
وَنَحنُ ضَرَبنا بالصَفَا آلَ داَرِمٍ | |
|
| وَذُبيانَ وابنَ الجَونِ ضرَباً مُذَكَّرا |
|
تَوَهَّنُ فِيهِ المَضرَحِيَّةُ بَعدَما | |
|
| نَهَلنَ نَجِيعاً كَالمَجاسِدِ أَحمَرا |
|
أَرَحنَا مَعَدّاً مِن شَرَاحِيلَ بَعدَمَا | |
|
| أَرَاهُم مَعَ الصُبحِ الكَواكِبَ مُظهِرا |
|
وَمِن أَسَدٍ أَغوى كُهُولاً كَثِيرَةً | |
|
| بِنَهيِ غُرابٍ ثُمَّ بَاعَ وحَرَّرا |
|
رَأَيتُم بَنِي سَعدٍ كُلُولاً كَثِيرَةً | |
|
| شَهِيدٌ بِذاكَ اِبنا حُمَادِ بنِ أَحمَرا |
|
لَعَمرِي لَقَد أَنذَرتُ سَعداً أُناتَها | |
|
| لِتَنظُرَ فِي أَحلاَمِها وَتُفَكِّرا |
|
وَأَمَهَلتُ أَهلَ الدَارِ حَتّى تَظَاهَرُوا | |
|
| عَلَيَّ وَقالَ العُريُ مِنهُم فأَهجَرا |
|
وَهُم حَرمَلٌ مُرٌ عَلى كُلِّ رَاكِبٍ | |
|
| مُشِيحٍ وَِإن كانَ الِفرارُ مُثَوَرا |
|
وَما قُلتُ حَتّى قالَ شَتمُ عَشِيرتي | |
|
| نُفَيلَ بنَ عَمرِوٍ وَالوَحِيدَ وجَعفَرا |
|
وَحَيَّ أَبِي بَكرٍ وَلا حَيَّ مِثلُهُم | |
|
| إِذا بَلَغَ الأَمرُ الدَثُورُ الُمذَمَّرا |
|
وَلَم أَرَ فِيمَن وَجَّنَ الجِلدَ نِسوةً | |
|
| أَسَبَّ لأَِضيَافٍ وَأَقبَحَ مَحجَرا |
|
وَأَكثَرَ غُولاً أُستُها مِثلُ رَأسِها | |
|
| يُرَى مِن نِصاءِ الناسِ أَصهَبَ أَزعَرا |
|
وَأَعظَمَ أَقدَماً وأَصغَرَ أَسؤُقاً | |
|
| وَأَعظَمَ أَفواهاً وَأَرحَبَ مِنخَرا |
|
وَأَعظَمَ بَطناً تَحتَ دِرعٍ تَخَالُهُ | |
|
| إذَا حُشِيَ التَبِّيَّ زِقّتاً مُقَيَّرا |
|
وَأَبغَى عَلى زَوجٍ لَئِيمٍ كِلاَهُما | |
|
| إِذَا التَمرُ في أَعفَاجِهِنَّ تَقَرقَرا |
|
مِنَ النِسوَةِ اللاّتِي إذَا تَلَعَ الضُحَى | |
|
| تَبَوَّأنَ مَبدًى مِن ثُمَالَ وَمَحضَرا |
|
إذَا ذَكَرَ السَعدِيُّ فَخراً فَقُل لَهُ | |
|
| تَأَخَّر فَلَم يَجعَل لَكَ اللَهُ مَفخَرا |
|
فَإِن تُرِدِ العَليا فَلَستَ بِأَهلِها | |
|
| وَإِن تَبسُطِ الكَفَّينِ لِلمَجدِ تَقصُرا |
|
إِذا أَدلَجَ السَعدِِيُّ أَدلَجَ سارِقاً | |
|
| فَأَصبَحَ مَخطُوماً بِلُؤمٍ مُعَذَّرا |
|
إِذا أَنعَظَ السَعدِيُّ قَبَّلَ أَيرَهُ | |
|
| وَأَلقَمَهُ فاهُ فَكانَ لَهُ حِرا |
|
وَيَغمُزُ مِنهُ الفائِقَينِ كِلَيهِما | |
|
| عَلى شَهوَةٍ غَمزَ الطَبِيبِ المُحَنجِرا |
|