مِنْ فَرحةِ المَاءِ سارَ الغَيمُ وانتَشَرا | |
|
| فوقَ الرُّبوعِ فنادى طفلَهُ المَطَرا |
|
بُنيَّ هاتِ رَحيقَ الحِبرِ منْ كَبِدي | |
|
| سأرسمُ الدَّربَ والأنسامَ والصّورا |
|
إنِّي حَملتُكَ فَوقَ الرِّيحِ يا أملي | |
|
| حتّى تغذّيَّ ذاكَ النَّهْرَ والحَجَرا |
|
نحنُ الدُّموعُ التي في ملحِها خَبرٌ | |
|
| ستثمرُ الأرضُ طيناً يعشقُ الشََجَرا |
|
أُحبُّ أنْ أنُظُرَ الأزهارَ في فَرَحٍ | |
|
| تعانقُ النَّحلَ والأطيابَ والثَّمَرا |
|
هذي المحبَّةُ في قلبي ومنْ زَمَنٍ | |
|
| قدْ صاغها اللهُ غيثاً واسألِ المَدَرا |
|
أُنظرْ إلى ذلك النَّوارِ في أمَلٍ | |
|
| يكونُ لوزاً وفي البلدانِ منتَشرا |
|
يُصاحِبُ الجَوزَ والنّعناعَ في سفرٍ | |
|
| إلى المرافئِ نحْوَ الماءِ إذْ كَبَرا |
|
أُنظرْ بعينِكَ ذاكَ السّعفَ محتضناً | |
|
| عُشَّ البلابُلِ والأرطابَ والفُقَرا |
|
يقولُ للساقي: أنتَ العينُ يانظري | |
|
| تعالَ نَسقيَّ روحَ الطَّيرِ والبَشرا |
|
وذلكَ الآسُ غطَّى الودُّ رونَقَهُ | |
|
| يُراقِصُ الطّينَ والأعشابَ والقَمَرا |
|
فسافرَ العُشبُ نحوَ النَّهرِ مبتَهجاً | |
|
| معَ النَّسيمِ الذي قدْ مازحَ السّمَرا |
|
ليحضِنَ الصُّبحَ في ظلٍ يُمرجحُهُ | |
|
| شُعاعُ شَمسٍ على الأمواجِ منكَسِرا |
|
وانظرْ إلى الرَّملِ حينَ الرَّيحِ تحمِلُهُ | |
|
| نحوَ البحارِ وتحتَ الملحِ مندَثرا |
|
لَمْ يقوَ يصرخُ إنّي ها هنا بدمي | |
|
| ولا الملوحةُ تبكي صَيدَها الوَفِرا |
|
وكيفَ ينجو غريقٌ غائرٌ بدمٍ | |
|
| يُصارعُ اليمِّ والأهوالَ والخطرا |
|
فقمْ وَبلِّغْ ربوعَ الأرضِ في عجلٍ | |
|
| لولا السَّماءُ لكانَ الملحُ مُنْتَشرا |
|
ولنْ يقومَ نخيلٌ شامخٌ أبَداً | |
|
| مادامَ قاطعُ ذاكَ النهرِقدْ حَضرا |
|
كناعقٍ لخرابٍ البينِ..ديدنُهُ | |
|
| أنْ ينشرَالكُرهَ في الأحياءِ والهذَرا |
|
لكنّهُ الخيرُ يبقى دائماً أبداً | |
|
| كما الشُعاعٌ ينيرُالكونَ والصّوَرا |
|
إنّي نصَحتُكَ فوقَ الرِّيحِ ياولدي | |
|
| فانزلْ إليهِمْ كَغيثٍ يعشَقُ الشجرا |
|