المُلكُ بَينَ يَدَيكَ في إِقبالِهِ |
عَوَّذتُ مُلكَكَ بِالنَبِيِّ وَآلِهِ |
حُرٌّ وَأَنتَ الحُرُّ في تاريخِهِ |
سَمحٌ وَأَنتَ السَمحُ في أَقيالِهِ |
فيضا عَلى الأَوطانِ مِن حُرِيَّةٍ |
فَكِلاكُما المُفتَكُّ مِن أَغلالِهِ |
سَعِدَت بِعَهدِكُما المُبارَكِ أُمَّةٌ |
رَقَّت لِحالِكِ حِقبَةً وَلِحالِهِ |
يَفديكَ نَصرانِيُّهُ بِصَليبِهِ |
وَالمُنتَمي لِمُحَمَّدٍ بِهِلالِهِ |
وَفَتى الدُروزِ عَلى الحُزونِ بِشَيخِهِ |
وَالمَوسَوِيُّ عَلى السُهولِ بِمالِهِ |
صَدَقوا الخَليفَةَ طاعَةً وَمَحَبَّةً |
وَتَمَسَّكوا بِالطُهرِ مِن أَذيالِهِ |
يَجِدونَ دَولَتَكَ الَّتي سَعِدوا بِها |
مِن رَحمَةِ المَولى وَمِن أَفضالِهِ |
جَدَّدتَ عَهدَ الراشِدينَ بِسيرَةٍ |
نَسَجَ الرَشادُ لَها عَلى مِنوالِهِ |
بُنِيَت عَلى الشورى كَصالِحِ حُكمِهِم |
وَعَلى حَياةِ الرَأيِ وَاِستِقلالِهِ |
حَقٌّ أَعَزَّ بِكَ المُهَيمِنُ نَصرَهُ |
وَالحَقُّ مَنصورٌ عَلى خُذّالِهِ |
شَرُّ الحُكومَةِ أَن يُساسَ بِواحِدٍ |
في المُلكِ أَقوامٌ عِدادُ رِمالِهِ |
مُلكٌ تُشاطِرُهُ مَيامِنَ حالِهِ |
وَتَرى بِإِذنِ اللَهِ حُسنَ مَآلِهِ |
أَخَذَت حُكومَتُكَ الأَمانَ لِظَبيَهِ |
في مُقفِراتِ البيدِ مِن رِئبالِهِ |
مَكَّنتَ لِلدُستورِ فيهِ وَحُزتَهُ |
تاجاً لِوَجهِكَ فَوقَ تاجِ جَلالِهِ |
فَكَأَنَّكَ الفاروقُ في كُرسِيِّهِ |
نَعِمَت شُعوبُ الأَرضِ تَحتَ ظِلالِهِ |
أَو أَنتَ مِثلُ أَبي تُرابٍ يُتَّقى |
وَيَهابُهُ الأَملاكُ في أَسمالِهِ |
عَهدُ النَبِيِّ هُوَ السَماحَةُ وَالرِضى |
بِمُحَمَّدٍ أَولى وَسَمحِ خِلالِهِ |
بِالحَقِّ يَحمِلُهُ الإِمامُ وَبِالهُدى |
في حاضِرِ الدُستورِ وَاِستِقبالِهِ |
يابنَ الخَواقينِ الثَلاثينَ الأُلى |
قَد جَمَّلوا الإِسلامَ فَوقَ جَمالِهِ |
المُبلِغينَ الدينَ ذُروَةَ سَعدِهِ |
الرافِعينَ المُلكَ أَوجَ كَمالِهِ |
الموطِئينَ مِنَ المَمالِكِ خَيلَهُم |
ما لَم يَفُز إِسكَندَرٌ بِوِصالِهِ |
في عَدلِ فاتِحِهِم وَقانونِيِّهِم |
ما يَحتَذي الخُلَفاءُ حَذوَ مِثالِهِ |
أَمّا الخِلافَةُ فَهيَ حائِطُ بَيتِكُم |
حَتّى يُبينَ الحَشرُ عَن أَهوالِهِ |
أُخِذَت بِحَدِّ المَشرَفِيِّ وَحازَها |
لَكُمُ القَنا بِقِصارِهِ وَطِوالِهِ |
لا تَسمَعوا لِلمُرجِفينَ وَجَهلِهِم |
فَمُصيبَةُ الإِسلامِ مِن جُهّالِهِ |
طَمَعُ القَريبِ أَوِ البَعيدِ بِنَيلِها |
طَمَعُ الفَتى مِن دَهرِهِ بِمَحالِهِ |
ما الذِئبُ مُجتَرِئاً عَلى لَيثِ الشَرى |
في الغالِبِ مُعتَدِياً عَلى أَشبالِهِ |
بِأَضَلَّ عَقلاً وَهيَ في أَيمانِكُم |
مِمَّن يُحاوِلُ أَخذَها بِشِمالِهِ |
رَضِيَ المُهَيمِنُ وَالمَسيحُ وَأَحمَدٌ |
عَن جَيشِكَ الفادي وَعَن أَبطالِهِ |
الهازِئينَ مِنَ الثَرى بِسُهولِهِ |
الدائِسينَ عَلى رُؤوسِ جِبالِهِ |
القاتِلينَ عَدُوَّهَم في حِصنِهِ |
بِالرَأيِ وَالتَدبيرِ قَبلَ قِتالِهِ |
الآخِذينَ الحُصنَ عَزَّ سَبيلُهُ |
مِثلَ السُها أَو في اِمتِناعِ مَنالِهِ |
المُعرِضينَ وَلَو بِساحَةِ يَلدِزٍ |
في الحَربِ عَن عِرضِ العَدُوِّ وَمالِهِ |
القارِئينَ عَلى عَلِيٍّ عِلمُها |
وَعَلى الغُزاةِ المُتَّقينَ رِجالِهِ |
المُلكُ زُلزِلَ في فُروقٍ ساعَةً |
كانوا لَهُ الأَوتادَ في زِلزالِهِ |
لَولا اِنتِظامُ قُلوبِهِم كَكُفوفِهِم |
لَنَثَرتُ دَمعي اليَومَ في أَطلالِهِ |
وَالمَرءُ لَيسَ بِصادِقٍ في قَولِهِ |
حَتّى يُؤَيِّدَ قَولَهُ بِفِعالِهِ |
وَالشَعبُ إِن رامَ الحَياةَ كَبيرَةً |
خاضَ الغِمارَ دَماً إِلى آمالِهِ |
شُكرُ المَمالِكِ لِلسَخِيِّ بِروحِهِ |
لا لِلسَخِيِّ بِقيلِهِ أَو قالِهِ |
إيهٍ فُروقُ الحُسنِ نَجوى هائِمٍ |
يَسمو إِلَيكَ بِجَدِّهِ وَبِخالِهِ |
أَخرَجتِ لِلعُربِ الفِصاحِ بَيانَهُ |
قَبَساً يُضيءُ الشَرقَ مِثلَ كَمالِهِ |
لَم تُكثِرِ الحَمراءُ مِن نُظَرائِهِ |
نَسلاً وَلا بَغدادُ مِن أَمثالِهِ |
جَعَلَ الإِلَهُ خَيالَهُ قَيسَ الهَوى |
وَجُعِلتِ لَيلى فِتنَةً لِخَيالِهِ |
في كُلِّ عامٍ أَنتِ نُزهَةُ روحِهِ |
وَنَعيمُ مُهجَتِهِ وَراحَةُ بالِهِ |
يَغشاكِ قَد حَنَّت إِلَيكِ مَطِيُّهُ |
وَيَؤوبُ وَالأَشواقُ مِلءُ رِحالِهِ |
أَفراحُهُ لَمّا رَآكِ طَليقَةً |
أَفراحُ يوسُفَ يَومَ حَلِّ عِقالِهِ |
وَسُرورُهُ بِكِ مِن قُيودِكِ حُرَّةً |
كَسُرورِ قَيسٍ بِاِنفِلاتِ غَزالِهِ |
اللَهُ صاغَكِ جَنَّتَينِ لِخَلقِهِ |
مَحفوفَتَينِ بِأَنعُمٍ لِعِيالِهِ |
لَو أَنَّ لِلَّهِ اِتِّخاذَ خَميلَةٍ |
ما اِختارَ غَيرَكَ رَوضَةً لِجَلالِهِ |
فَكَأَنَّما الصِفَتانِ في حُسنَيهِما |
ديباجَتا خَدٍّ يَتيهُ بِخالِهِ |
وَكَأَنَّما البُوسفورُ حَوضُ مُحَمَّدٍ |
وَسَطَ الجِنانِ وَهُنَّ في إِجلالِهِ |
وَكَأَنَّ شاهِقَةَ القُصورِ حِيالَهُ |
حُجُراتُ طَهَ في الجِنانِ وَآلِهِ |
وَكَأَنَّ عيدَكِ عيدُها لَمّا مَشى |
فيها البَشيرُ بِبِشرِهِ وَجَمالِهِ |
تيهي بِعيدِكِ في المَمالِكِ وَاِسلَمي |
في السِلمِ لِلآلافِ مِن أَمثالِهِ |
وَاِستَقبِلي عَهدَ الرَشادِ مُجَمَّلاً |
بِمَحاسِنِ الدُستورِ في اِستِهلالِهِ |
دارُ السَعادَةِ أَنتِ ذَلِكَ بابُها |
شُلَّت يَدٌ مُدَّت إِلى إِقفالِهِ |