قَبرَ الوَزيرِ تَحِيَّةَ وَسَلاما | |
|
| الحِلمُ وَالمَعروفُ فيكَ أَقاما |
|
وَمَحاسِنُ الأَخلاقِ فيكَ تَغَيَّبَت | |
|
| عاماً وَسَوفَ تُغَيَّبُ الأَعواما |
|
قَد كُنتَ صَومَعَةً فَصِرتَ كَنيسَةً | |
|
| في ظِلِّها صَلّى المُطيفُ وَصاما |
|
وَالقَومُ حَولَكَ يا اِبنَ غالي خُشَّعٌ | |
|
| يَقضونَ حَقّاً واجِباً وَذِماما |
|
يَسعَونَ بِالأَبصارِ نَحوَ سَريرِهِ | |
|
| كَالأَرضِ تَنشُدُ في السَماءِ غَماما |
|
يَبكونَ مَوئِلَهُم وَكَهفَ رَجائِهِم | |
|
| وَالأَريحِيَّ المُفضِلِ المِقداما |
|
مُتَسابِقينَ إِلى ثَراكَ كَأَنَّهُم | |
|
| ناديكَ في عِزِّ الحَياةِ زِحاما |
|
وَدّوا غَداةَ نُقِلتَ بَينَ عُيونِهِم | |
|
| لَو كانَ ذَلِكَ مَحشَراً وَقِياما |
|
ماذا لَقيتَ مِنَ الرِياساتِ وَالعُلا | |
|
| وَأَخَذتَ مِن نِعَمِ الحَياةِ جِساما |
|
اليَومَ يُغني عَنكَ لَوعَةُ بائِسٍ | |
|
| وَعَزاءُ أَرمَلَةٍ وَحُزنُ يَتامى |
|
وَالرَأيُ لِلتاريخِ فيكَ فَفي غَدٍ | |
|
| يَزِنُ الرِجالَ وَيَنطِقُ الأَحكاما |
|
يَقضي عَلَيهِم في البَرِيَّةِ أَو لَهُم | |
|
| وَيُديمُ حَمداً أَو يُؤَيِّدُ ذاما |
|
أَنتَ الحَكيمُ فَلا تَرُعكَ مَنِيَّةٌ | |
|
| أَعَلِمتَ حَيّاً غَيرَ رِفدِكَ داما |
|
إِنَّ الَّذي خَلَقَ الحَياةَ وَضِدَّها | |
|
| جَعَلَ البَقاءَ لِوَجهِهِ إِكراما |
|
قَد عِشتَ تُحدِثُ لِلنَصارى أُلفَةً | |
|
| وَتُجِدُّ بَينَ المُسلِمينَ وِئاما |
|
وَاليَومَ فَوقَ مَشيدِ قَبرِكَ مَيتاً | |
|
| وَجَدَ المُوَفَّقُ لِلمَقالِ مَقاما |
|
الحَقُّ أَبلَجُ كَالصَباحِ لِناظِرٍ | |
|
| لَو أَنَّ قَوماً حَكَّموا الأَحلاما |
|
أَعَهِدتَنا وَالقِبطُ إِلّا أُمَّةٌ | |
|
| لِلأَرضِ واحِدَةٌ تَرومُ مَراما |
|
نُعلي تَعاليمَ المَسيحِ لِأَجلِهِم | |
|
| وَيُوَقِّرونَ لِأَجلِنا الإِسلاما |
|
الدينُ لِلدَيّانِ جَلَّ جَلالُهُ | |
|
| لَو شاءَ رَبُّكَ وَحَّدَ الأَقواما |
|
يا قَومُ بانَ الرُشدُ فَاِقصوا ما جَرى | |
|
| وَخُذوا الحَقيقَةَ وَاِنبُذوا الأَوهاما |
|
هَذي رُبوعُكُمُ وَتِلكَ رُبوعُنا | |
|
| مُتَقابِلينَ نُعالِجُ الأَيّاما |
|
هَذي قُبورُكُمُ وَتِلكَ قُبورُنا | |
|
| مُتَجاوِرينَ جَماجِماً وَعِظاما |
|
فَبِحُرمَةِ المَوتى وَواجِبِ حَقِّهِم | |
|
| عيشوا كَما يَقضي الجِوارُ كِراما |
|