عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > عبد الرزاق عبد الواحد > حشودٌ من الحب والكبرياء

العراق

مشاهدة
4837

إعجاب
3

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

حشودٌ من الحب والكبرياء

بلى كل ذي قولةٍ قالها
وكل أخي ميلةٍ مالها
وكل طموحٍ جموح الخيال
أتيحت له جولةٌ جالها
وما بدّلت حالةٌ حالها
ولا قيل عن شهقةٍ يالها
إلى أن طلعت فضجّ العراق
وزُلزلت الأرض زلزالها
بلى نحن أدرى بهوج الفرات
إذا سيّل الغيظ سيّالها
بلى نحن أدرى بهام النخيل
إذا هزّت الريح أحمالها
بلى نحن أدرى بهول العراق
إذا ندبت حرّةٌ خالها
إذا أشعلت رملةٌ آلها
وأجفلت النفس إجفالها
وأخرجت الأرض أثقالها
وأنكرت الأم أطفالها
وقفنا بأوساطها لا نريم
وكنّا عليها وكنّا لها
ألا أيها المانحي زهوه
هي النار أتقنت إشعالها
لقد هجتَ بي كل كبر العراق
وأرض العراق وأنفالها
عراضة أمٍّ تلاقي ابنها
كأنّ شبا الموت ما طالها
وفالة طفلٍ علتها الدماء
فظلّت تلاحق قتّالها
ورجع الهلاهل بين الرصاص
مهيب اليشاميغ يندى لها
فيا من رأى بين خفق البنود
نفوساً تسابق آجالها
ويا من رأى ليَ أمّاً تقود
إلى حومة الموت أشبالها
ألا أيها المانحي زهوه
هي النار أتقنت إشعالها
وخيلٍ تخاطفُ متل البروق
فلا تدرك العينُ خيّالها
قحمنا بها كلّ مجهولةٍ
تهيّبت الجنّ أهوالها
بكلّ أبيٍّ لديه الحياة
سدادٌ لأهزوجةٍ قالها
فوفّى بها كلّ دين العراق
و وفّت به الأرض أجيالها
سلامٌ لتموز تمضي السنين
وتبقي لتموز إجلالها
وتموز ما تُقبل الغاديات
يكلل باليمن إقبالها
وتموز ما تبعد الذكريات
يعيد إلى القلب سلسالها
يجمّع كل نجوم العراق
وغوط العراق وصلصالها
ويجري بها جريان النسيم
فتوغل في الروح إيغالها
وتموز تموز سوح النضال
تظل لياليه غربالها
يقيم موازينه للرجال
إذا موّه التيه أطوالها
وتموز تموز سود الخطوب
إذا أقبلت كان حمّالها
فيا فارعاً من سجوف الظلام
مغاليق أحكمن إقفالها
ويا رافعاً عن كريم الذمام
حدود اللئام وأغلالها
أقم صهواتك إن النضال
ديونٌ وقد كنتَ كفّالها
وإنّ طريقاً تقحّمتها
مهيباً تقاضيك إكمالها
ويا واهب الخيل هذا المدى
ألا أعجل الخيل إعجالها
ألست الذي عقدَت أمّةٌ
على سهد عينيه آمالها
وأوقفت الأنفس الظامئات
على نبعه الحرّ إنهالها
ألست الذي لم يدع رايةً
من المجد الّا تعنّى لها
فأثبتها حيث لا تستطيع
أكفّ الخيانة إنزالها
وأنت الذي زعزع الراسيات
بتشرين في صولةٍ صالها
زحفت لها بجبال الحديد
حتوفاً تأبّيت إمهالها
لياليَ كانت شوارع بغداد
تحصي إلى الفجر أرتالها
وأبواب أبياتها المشرعات
إلى الفجر تنطر أطفالها
وأنت تغالب مَرّ الدقائق
تجري فتسبق سيّالها
تكاد بك السُرف المرعدات
تُقطّع مِ الغيظ أوصالها
وخضت بها لم تقف لحظةً
ولا راود النوم أبطالها
وكانت دمشق دمشق العلا
تلمُّ من الرعب أذيالها
فأنبتَّ ساقيك للركبتين
وأقبلت بالروح إقبالها
وما هو الّا ودار النهار
فكان جبينكَ تمثالها
إلى الآن والشام تهدي إليك
شذى زهرةٍ كنت شتّالها
منعت بها الكبرياء التي
أراد الرعاديد إذلالها
سلامٌ لتموز تمضي السنين
وتبقي لتموز إجلالها
وتموز ما تُقبل الغاديات
يكلل باليمن إقبالها
وتموز ما تبعد الذكريات
يعيد إلى القلب سلسالها
ويجري بها جريان النسيم
فتوغل في الروح إيغالها
عذيريَ من مُثُلٍ لا تزال
وإن أبعد الدهر أسعى لها
ومن صورٍ لم أزل في الخفاء
أضمُّ إلى القلب أطلالها
كأنّي إذا فُهتُ باسم العراق
حروفي تغيّر أشكالها
وتنهض من أضلعي زهوةٌ
شغافي تلامس أنوالها
فيا مهرةً مثل هبِّ النسيم
تشيل على الرهو خيّالها
ويا ناقةً كبياض النعيم
أطارت من الزهو جمّالها
ويا خيمةً وسع حلم الحليم
تُعاصي من الكبر شيّالها
ويا رعشةً في وريد الكريم
سوى واسع الجود ما نالها
حشودٌ من الحبّ والكبرياء
فهل يُحسن الشعر إجمالها؟
عبد الرزاق عبد الواحد

1973
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الثلاثاء 2017/12/05 05:05:09 صباحاً
التعديل: الثلاثاء 2017/12/05 05:05:43 صباحاً
إعجاب
مفضلة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com