إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
من الشرفةِ البِكرِ |
كانَ يُطِلُّ .. |
كصقرٍ، |
يتوقُ إلى موسِمِ الصَّيْدِ، |
تَنْسابُ عيناهُ بين الجُموعِ |
تُسافرُ، |
ثم تُسافرُ |
ثم تعودُ إلى رأْسِهِ |
بغُبارِ السَّفَرْ. |
فأغْلَقَ نافِذَةَ الحُزْنِ، |
أغْمَضَ جفنيهِ، |
واسْتَلَّ من جيبِهِ قَلماً |
وانتحرْ. |
تجلَّيتَ يافارسَ النّورْ. |
طويتَ المراحلَ، |
ذُبتَ قصائدَ تُتْلى .. |
أَسْمَعْتَ من لم يَكُنْ يُتْقِنِ السَّمْعَ، |
قد مُتَّ |
كي لاتموتَ الحقيقةُ |
في الشُّرُفاتْ. |
تَشَرَّبْتَنا |
ثم ألْقيْتَنا قِصَّةً للخليقةِ مُبهمةً .. |
كان رأسُك متَّقِداً بالجنونِ |
وقلبُكَ يعزِفُ عُمراً |
يُشيرُ إلى نجمةٍ في سمائِكَ. |
كُلُّ الحروفِ التي قتلتْكَ |
تتوقُ إليكَ |
وكُلُّ الذين يَصُدّونَ عنكَ |
بكُلِّ المواقعِ |
شَدُّوا إليكَ الرِّحالْ. |
على صَهْوَةِ الشَّوْقِ جاءوا، |
من النَّكَباتِ |
من الجوعِ |
من كُلِّ نافذةٍ |
وجْهُهَا للجليلْ. |
من البحرِ |
من كُلِّ زيتونةٍ |
فرعها في السماءِ |
من الرَّمْلِ |
من زقزقاتِ الطُّيورِ |
من الصُّبْحِ |
من همساتِ النَّخيلْ. |
تَجَلَّيتَ فيهمْ، |
وهذا الذي بين أَضلاعِهِمْ |
قَلْبُكَ اليَعْرُبِيُّ الذي ليسَ يكذِبُ. |
فانهضْ كما كنتَ |
وافتحْ لهمْ بابَ عينيكَ |
يَشتعلِ الكَوْنُ صُبحاً جميلْ. |
ليعلمَ كُلُّ الصَّعاليكِ حينئذٍ، |
أن بابَكَ أوسعُ من بابِ كسرى .. |
وصبحَكَ أجملُ من صبحِ كسرى .. |
وأن صواريكَ |
لماّ تَزَلْ في سماءِ المحيطِ |
تُرَدِّدُ ترنيمةَ السّاحلِ المُسْتَباحْ. |
أَيُقتلُ حُلْمُ فلسطينَ في عُقْرِ قلبِكَ؟! |
من للسَّواحلِ؟ |
من للصَّعاليكِ؟ |
من للجياعِ؟ |
على أيِّ سفحٍ من الوهمِ |
تَهْي الجِراحْ؟ |
وفي أيِّ مُعْتَرَكٍ تُستباحْ! |
وتلك المصاحفُ، |
لماَّ تزلْ في شباكِ السلامِ |
مُعَلَّقةً في رِقابِ الرِّماحْ. |
فهل سلبوكَ الجنونَ |
على عتباتِ الكلامِ المدبَّجِ؟ |
يا مُفْعَماً بالجنونِ |
لقد سلبوكَ السِّلاحْ. |
وليسَ لمن لمْ يُخَضِّبْ جناحيهِ بالدّم |
أن يسبقَ السِّربَ نحوكِ يافا .. |
ويُرْجِعَ من قاعةِ الاحتضارِ بمدريدَ |
شبراً من الأرضِ |
أو ومضةً من صباحْ. |
فعُدْ مثلما كنتَ |
ياابنَ أبي الأرضِ |
خُذ موقعاً عندَ أيَّةِ بواَّبةٍ |
قد تُطل على وجهِ زيتونةٍ |
تحتويكَ بأغصانِها .. |
واسْتعِذْ بإلهكَ، |
ربِّ الصعاليكِ |
لا بإلهِ السَّلامِ المُطَأطىءِ |
ثم اشتعلْ ثورةً |
للصِّراعِ المؤبَّدِ |
لا للخِطابِ المُهَوَّدِ |
بين مُقاطَعَةٍ وانْفِتاحْ. |
وربِّكَ لنْ ترجِعَ القُدْسُ |
إلاَّ على جُثَثِ المارقينَ |
بكُلِّ البلادِ التي وقَّعتْ |
صَكَّ بيعِ الشُّعوبِ |
ونزعِ السِّلاحْ. |
رِياحَ الصَّعاليكِ، |
مُرِّي على كل ثَغْرٍ |
بكأسٍ تجرَّعتُها مُفْرداً .. |
واغرسي وردةً |
عند كل تلاوةِ فاتحةٍ |
واشهدي يارياحْ . |