إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
مدخل |
وَجَعُ الذّكرى |
وتراتيلُ الليل ِ |
ُطيورُ الغاب ِ المفجوعةُ في الأحباب ِ. |
أباريقُ الفجْر ِ المسكوبةُ |
في عيني ُأنثى النورس ِ، |
قبلَ الهجرة ِ أوبعدَ وصولِ ِ السّربِ. |
عناقيدُ العنبِ الحامِضْ. |
أيدي القطّافينَ، |
وأيدي الزّرّاعِ، |
وأيدي المُنتظرينَ على بابِ الموسِمْ. |
أفئدةُ العُشّاقِ المخدوعينَ |
بوعدِ الصّحراء ِ |
أعاصيرُ الفِكرِ على ورق ِ الدّفترْ. |
أشرِعةُ العودةِ للظّلِّ |
أهازيجُ المهزومينَ على الشّاطئِِ |
ينتظِرونَ الأخبارَ المهزومةْ.. |
أرغفهُ الصبرِ المقسومةُ |
بالعدلِ المُطلق ِ |
بينَ الطير ِ |
وبينَ الناس ِ |
وباقي خلقِ اللهِ |
أنامِلُ حورِيّاتِ البحر ِ، |
تُلامِسُ جِلْدَ الساحِلْ. |
يصحو السّاحِلُ من هذَيان ِ الحُمّى |
يستقبلُ بحّارتَهُ باللّهفة ِ والإعياءْ. |
نقشُ العَرَبِ الخُلّصِ في صدر ِ الموجة ِ |
أو ظهر ِ كثيب ِ الرّمل ِ |
نحيبُ الموجة ِ والرّمل ِ |
على أجفان ِالعرب ِالخُلّص ِ. |
أضرِحةُ الصّوفيّةِ |
في الشّام ِومِصرَ.. |
حُشودُ الزّوّار ِ، |
البكّاؤونَ، |
سماسِرةُ الدّفن ِ، |
النّدّاباتُ، |
الدّجَلُ المُتفشّي في أسواق ِالموتْ.. |
مشهد التيه |
أضَعْتُ الوُجهةَ |
ضيّعتُ طريقي، |
نحوَ الكوخ ِ المضروب ِعلى رأس ِ التلِّ.. |
فقدْتُ جناحَيَّ |
ورِجلاي تذوبان ِبهذي الزّّّحمةْ. |
كيفَ أعودُ إلى حالتِِيَ الأولى؟ |
من يتأبّطُني زُوّادَةَ دربٍ؟ |
كي أغفو باقي أيّام ِالعُمر ِ |
وأصحو في رأس ِالتَلِّ |
مع الصُّبح ِ . |
غريبٌ |
أتلَمّسُ أقنِعةَ الخَلق ِ |
وأبحثُ عمّنْ يُشبِهُني.. |
وحدي في الزّحمة ِ.. |
من يُرشِدُني نحوي؟ |
قلبي يتناثرُ مِنّي في كُلّ مكان ٍ.. |
أجمعُهُ.. |
يتناثرُ ثانيةً. |
يتماهى بالشّارِع ِ، |
يُنكِرُني.. |
أتلمّسُهُ في النّاسِ.. |
لقد صار غريباً مِثلي |
يبحثُ عن رأس ِالتّلِّ، |
هُنالِكَ، |
حيثُ يعودُ السّربُ، |
ويغفو بعدَ عناءِ الرّحلةْ. |
قلبي، |
لُغتي ودليلي في العتمةْ. |
وحدي، أتحسّسُ جُدرانَ العُمر ِ |
أُقاسِمُها في الليل ِضياعي |
وتُقاسِمُني الصّمتْ. |
تتعهّدُني |
بجفاء ِ الأحباب ِ، |
وقسوة ِ من شرِبوا من كأسي، |
وارتحلوا.. |
تقِف اللّّّحظةُ حيثُ وقفْتُ، |
وما في الجُبّة ِغيري .. |
أحبابي رحلوا.. |
رِجلايَ تذوبان ِ |
إلى حدِّ اليأس ِ |
وما عادوا . |
أهْلكْتُ الخيلَ، |
طوَيتُ الأرضَ، |
وعُدتُ إلى حيثُ فَنائي |
بينَ الأمصار ِ |
وما عادوا. |
كيفَ أُحنِّي أطرافَ الأمَل ِ |
المعقود ِ بعودتِهِمْ |
بعد ضياع ِ الجِهةِ الأشهى.. |
ولِمَ الأعيادُ؟ |
جِهتي قلبٌ، |
لُغةٌ، |
بُعدٌ، |
تتوحّد فيه ِالأبعادُ . |
أرصِفةٌ تُؤوي الفُقراءَ |
وتُرضِعُ أبناءَ الشّمس ِ |
من الشّمس ِ |
هُنالِكَ، |
حيثُ الوجهُ الآخَرُ للدنيا |
أو حيثُ الأشياءُ، |
بِحالتِها الأولى.. |
مشهد الانكفاء |
في هذا الجُزءِ المعزول ِمن العالم ِ، |
في هذا المقهى، |
من هذا الكُرسِيِّ، |
أُحدّقُ في كُلّ الأشياءِ، |
أُحمِّلُها ما لا تحملُ، |
أسبحُ في بحر ِدقائِقِها زَمَناً .. |
وأعودُ بأخبار ِالخَلق ِ المُهملْ . |
من هذا الكُرسِيِّ، |
عرفتُ الأصعَبَ والأسهلَ |
والأقبحَ والأجملْ . |
وقرأتُ تراتيلَ النّجمةِ في الليل ِ، |
وما تركَ السّهرُ المجنونُ |
على الطّرْفِ الأكحلْ . |
زاوِيةٌ في هذاالكونِ الشاسِعِ تكفي .. |
زاوِيةٌ تتحمّلُ طينَكَ، |
أوهامَكَ . |
زاوِيةٌ، |
تُغريكَ بِعِطرِ اللّحظةِ، |
تُهديكَ الحبّةَ |
والتُربةَ |
والمِنْجَلْ . |
زاوِيةٌ، |
منها تستدعي الكونَ، |
تُحدّثُهُ |
تستفتيهِ |
تُقرّعُهُ تستجديهِ |
تُجرّدُهُ |
تُعطيهِ |
تُؤمّرُهُ .. |
تتواصلُ فيهِ |
بما فاتكَ، |
تَفصِلُهُ .. |
زاوِيةٌ، |
تورِقُ في الجدْبِ |
وتُثمِرُ قبلَ المِوسمْ . |
زاوِيةٌ، |
تُخلي قلبَكَ من وَسَخ ِ المِشْوار ِ |
وتسكُبُ فيكَ اللّونَ المائِيَّ |
لتُصبحَ لوناً أبهى، |
روضاً أزهى، |
نهراً أطولْ . |
مشهد القصاص |
ماذا لو تقتَصُّ الأرضُ |
من الُكلِّ |
بما كسبتْ أيدي البعض ِ؟ |
تُراها، هل تَخْضَرُّ لسائمةٍ؟ |
أو تُنبِتُ فُلاًّ لحبيبين ِ، |
تراءى لهُما أنّ العُمرَ طويلٌ |
وبياضٌ كالفُلِّ . |
تُراها، هل تنضحُ ماءً، |
لجبينٍ يتغشّاهُ لهيبُ الصّحراءْ؟ |
ماذا لو تقتصُّ الأرضُ من الأبناء ِ |
بما كسَبَتْ أيدي الآباءْ؟ |
مشهد المختار |
زيتونُك ِ يا أرضُ شحيحٌ هذا العامُ |
وأطفالُك ِ جوعى .. |
يقتاتونَ على الخُبزِ اليابِسٍ والماءْ . |
والمُختارُ، |
يعُدُّ نقودَ العامِ الفائِتْ . |
يُخطِئُ في العَدِّ، |
ويحسِبُ ثانِيةً .. |
يُخطِئُ، |
يحسِبُ، |
يُخطِئُ، |
يحسِبُ .. |
ثُمّ تضيعُ الحِسبةْ . |
لم يبقَ من العُمرِ كما فاتَ، |
وتمتدُّ اللّعبةْ .. |
الأطفالُ تجوعُ وتعرى |
والقتلى يزدادونَ،كما تزداد نُقودُ المُختارْ . |
وهو يعُدُّ القتلى |
والجرحى |
والأموالَ |
ويُخطِئُ في العَدِّ .. |
يُعيدُ الكَرّةَ، |
تَكْثُرُ في عينيهِ الأصفارْ . |
من أينَ أتى هذا الصِّفرُ؟ |
وذاكَ الواحَدُ، والخمسةُ ..؟ |
كيفَ تَكَوَّنَ هذا الرّقمُ الجَبَّارْ؟ |
زيتٌ |
زيتونٌ |
قتلى |
جرحى .. |
ونُقودٌ بالعُملاتِ الصّعبة ِ، |
للوضْع ِ الصّعب ِ، |
وأرصِفةٌ تبكي الشُّهداءَ |
وتهتِفُ باسم ِ المُختارْ . |
مشهد العودة |
تقِفُ الساعةُ، |
تشهقُ، |
رجعاً لصدى الصّرخة ِ |
تحتَ لهيبِ الوقتِ . |
يفوحُ دُخانُ اللّيل ِ، |
وعطرُ الجُرحِ المنقوشِ حديثاً |
فوقَ جبينٍ نرفعُهُ |
كي لا نوصمَ بالعارْ . |
وطنٌ تولدُ فيهِ، |
وطنٌ يولدُ فيكَ، |
وثالِثُ، تسمعُ عنهُ .. |
فأيُّ الأوطان ِ المُرّة ِ |
في الوقتِ الضّائعِ |
تختارْ؟ |
وجعُ الذّكرى |
وتراتيلُ الليل ِ |
تُحرّضُ فيَّ الشّعرَ فأكتُبُهُ |
بالخطِّ المهزوزِ على كُلّ جدارْ . |
وحدي حينَ ينامُ الليلُ، |
أفُكُّ رِباطَ الخيل ِ |
وأُطلِقُها .. |
ورِباطَ الفِكرِ، |
ليسرَحَ في دُنيا الأحرارْ . |
أستدعي كُلَّ طيور ِ الغاب ِ |
المفجوعةِ في الأحبابِ، |
أُسامِرُها، |
حتى ينبُتَ قبلَ الفجر ِ جناحي .. |
تقِف الساعةُ، |
عند الحدّ الفاصِلِ |
بينَ الموتينِ: |
العودةُ، |
واللاعودةُ، |
فاسْتَرْشَدْتُ |
بِحَدِّ السّيفِ، |
وأسرجْتُ من الليل ِ صباحي .. |