في مِهرَجانِ الحَقِّ أَو يَومَ الدَمِ | |
|
| مُهَجٌ مِنَ الشُهَداءِ لَم تَتَكَلَّمِ |
|
يَبدو عَلى هاتورَ نورُ دِمائِها | |
|
| كَدَمِ الحُسَينِ عَلى هِلالِ مُحَرَّمِ |
|
يَومُ الجِهادِ كَصَدرِ نَهارِهِ | |
|
| مُتَمايِلُ الأَعطافِ مُبتَسِمُ الفَمِ |
|
طَلَعَت تَحُجُّ البَيتَ فيهِ كَأَنَّها | |
|
| زُهرُ المَلائِكِ في سَماءِ المَوسِمِ |
|
لِم لا تُطِلُّ مِنَ السَماءِ وَإِنَّما | |
|
| بَينَ السَحابِ قُبورُها وَالأَنجُمِ |
|
وَلَقَد شَجاها الغائِبونَ وَراعَها | |
|
| ما حَلَّ بِالبَيتِ المُضيءِ المُظلِمِ |
|
وَإِذا نَظَرتَ إِلى الحَياةِ وَجَدتَها | |
|
| عُرساً أُقيمَ عَلى جَوانِبِ مَأتَمِ |
|
لا بُدَّ لِلحُرِيَّةِ الحَمراءِ مِن | |
|
| سَلوى تُرَقِدُ جُرحَها كَالبَلسَمِ |
|
وَتَبَسُّمٍ يَعلو أَسِرَّتِها كَما | |
|
| يَعلو فَمَ الثَكلى وَثَغرَ الأَيِّمِ |
|
يَومَ البُطولَةِ لَو شَهَدتُ نَهارَهُ | |
|
| لَنَظَمتُ لِلأَجيالِ ما لَم يُنظَمِ |
|
غَنَت حَقيقَتُهُ وَفاتَ جَمالُها | |
|
| باعَ الخَيالِ العَبقَرِيِّ المُلهَمِ |
|
لَولا عَوادي النَفيِ أَو عَقَباتُهُ | |
|
| وَالنَفيُ حالٌ مِن عَذابِ جَهَنَّمِ |
|
لَجَمَعتُ أَلوانَ الحَوادِثِ صورَةً | |
|
| مَثَّلتُ فيها صورَةَ المُستَسلِمِ |
|
وَحَكَيتُ فيها النيلَ كاظِمَ غَيظِهِ | |
|
| وَحَكَيتُهُ مُتَغَيِّظاً لَم يَكظِمِ |
|
دَعَتِ البِلادَ إِلى الغِمارِ فَغامَرَت | |
|
| وَطَنِيَّةٌ بِمُثَقَّفٍ وَمُعَلِّمِ |
|
ثارَت عَلى الحامي العَتيدِ وَأَقسَمَت | |
|
| بِسِواهُ جَلَّ جَلالُهُ لا تَحتَمي |
|
نَثرَ الكِنانَةَ رَبُّها وَتَخَيَّرَت | |
|
| يَدُهُ لِنُصرَتِها ثَلاثَةَ أَسهُمِ |
|
مِن كُلِّ أَعزَلَ حَقُّهُ بِيَمينِهِ | |
|
| كَالسَيفِ في يُمنى الكَمِيِّ المُعلَمِ |
|
لَم يُحجِموا في ساعَةٍ قَد أَظفَرَت | |
|
| مَلِكَ البِحارِ بِكُلِّ قَيصَرَ مُحجِمِ |
|
وَقَفوا مَطِيَّهُمو بِسُلَّمِ قَصرِهِ | |
|
| وَالبَأسُ وَالسُلطانُ دونَ السُلَّمِ |
|
وَتَقَدَّموا حَتّى إِذا ما بَلَّغوا | |
|
| أَوحوا إِلى مِصرَ الفَتاةِ تَقَدَّمي |
|
سالَت مِنَ الغابِ الشُبولُ غَلابِها | |
|
| لَبَنُ اللُباةِ وَهاجَ عِرقُ الضَيغَمِ |
|
يَومَ النِضالِ كَسَتكَ لَونَ جَمالِها | |
|
| حُرِيَّةٌ صَبَغَت أَديمَكَ بِالدَمِ |
|
أَصبَحتَ مِن غُرَرِ الزَمانِ وَأَصبَحَت | |
|
| ضَحِكَت أَسِرَّةُ وَجهِكَ المُتَجَهِّمِ |
|
وَلَقَد يَتَمتَ فَكُنتَ أَعظَمَ رَوعَةً | |
|
| يا لَيتَ مِن سَعدِ الحِمى لَم تَيتَمِ |
|
لِيَنَم أَبو الأَشبالِ مِلءَ جُفونِهِ | |
|
| لَيسَ الشُبولُ عَنِ العَرينِ بِنُوَّمِ |
|