إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
يمرُّ المساءُ على مقلتيَّ |
وما مِن سلامٍ |
وما مِن شفاهٍ تردُّ لقلبي طيورَ القصيدةِ |
تسقي بحزني ورودَ الكلام |
يمرُّ المساءُ بطيئاً كئيباً |
يغيِّرُ موعدَ نومي |
يؤجِّلُ رسمَ الصباح على نافذتي المتعبه |
يبعثرني في الهناك |
وفي غرفتي الشاحبه |
أسيرُ لوحدي بوحدي |
بظلٍّ تخلَّى من الدربِ حيثُ التقاءِ الرصيفِ بصمتي |
وما من عتاب |
وما مِن صديقٍ يواسي الصديق |
وحتَّى الطريق يضلُّ الطريق |
يغيبُ النهارُ |
ويبقى الغيابُ كسولاً على شرفةِ الانتظار |
أحدِّثُ ضوءَ القناديلِ عنكِ |
أحدِّثُ نجمةً ذابله |
تحاولُ درباً لها تعتليه |
تفتِّشُ عن عائله |
أحدِّثُ أغنيةً من زمان الطفولةِ عنكِ |
أحدث ذاكَ المساء |
على ضفَّةِ النهرِ حيثُ التقينا |
وأكتبُ فوق الهواءِ ندائي الأخير |
لعلَّ تعودينَ |
علَّ الحضورَ ولو في طيوفٍ |
يفسِّرُ صمتي |
وصمت المساء |
وأنتِ هنالكَ |
لا بل هنا |
أراكِ هنا في الأنا |
أصدِّق أنِّي أضمُّ الوسائدَ |
أحضنُ صوتكِ في ساعديَّ |
أشدُّ بخصركِ نحوَ يديَّ |
كما كنتُ أفعلُ دوماً |
وأنظرُ في مقلتيكِ |
كما كنتُ أفعلُ دوماً |
لأقرأَ قلبَكِ في شفتيكِ |
لأنِّي أحبُّكِ أنتِ كأنتِ |
لأنِّي أحبُّكِ دوماً |
كما كنتُ أفعلُ دوماً |
أضعتُ كلامي |
أضعتُ القصيدةَ أيضاً |
أضعتُ فراشاتِ ضوءٍ |
تداعبُ غيمَ دخانِ السجائرْ |
وترقصُ حين يمرُّ الهواءُ يحركُ خصرَ الستائرْ |
أضعتُ الظلالَ |
وعطرَ الحبقْ |
وصرتُ نوارسَ شوقٍ بلا شاطئٍ للمبيت |
بلا وجهةٍ تهتديها |
تعوَّدَ قلبي عليكِ |
تعوَّدَ شعري عليكِ |
فمنذُ عشقتكِ لا أستريحُ |
ولا يستريحُ شراعَ الورقْ |