عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > نازك الملائكة > ثورة على الشمس

العراق

مشاهدة
3381

إعجاب
2

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

ثورة على الشمس

.
وقَفَتْ أمام الشمس صارخةً بها
يا شمسُ، مثلُكِ قلبيَ المتمرِّدُ
قلبي الذي جَرَفَ الحياةَ شبابُهُ
وَسقَى النجومَ ضياؤه المتجدِّدُ
مهلاً، ولا يخدعْكِ حزنٌ جائرٌ
في مقلتيَّ، ودمعةٌ تتنّهدُ
فالحزنُ صورةُ ثورتي وتمرُّدي
تحت الليالي º والألوهةُ تَشْهدُ
****
****
مَهْلاً ولا يخدَعْكِ حزنُ ملامحي
وشُحوبُ لوني وارتعاشُ عواطفي
واذا لمحتِ على جبيني حَيْرتي
وسُطورَ حزني الشاعريِّ الجارفِ
فهو الشعورُ يُثيرُ في نفسي الأَسى
والدمع في هول الحياةِ العاصفِ
وهي النبوَّةُ لم تطِرْ فتمرّدَتْ
****
****
شَفَتايَ مُطبْقَتان فوق أساهما
عينايَ ظامئتانِ للأنداءِ
تَرَكَ المساءُ على جبيني ظلَّهُ
وقضى الصباحُ على جديدِ رجائي
فأتيتُ أسكُبُ في الطبيعة حَيْرَتي
بين الشَّذَى والوردِ والأفياء
فسَخِرْتِ من حُزني العميقِ وأدمُعي
****
****
يا شمسُ حتى أنتِ؟ يا لَكَآبتي!
أنتِ التي ترنو لها أحلامي
أنتِ التي غّنى شَبَابي باِسمها
وشَدَا بفَيضِ ضيائها البسَّامِ
أنتِ التي قدّستُها وتَخِذْتُها
صَنَماً ألوذُ به من الآلامِ
يا خيبةَ الأحلامِ، ما أبقَيْتِ لي
الا ظلالَ كآبتي وظلامي
****
****
سأحطِّمُ الصَنَمَ الذي شيّدْتُهُ
لك من هَوَايَ لكلِّ ضوءٍ ساطعِ
وأُديرُ عيني عن سَنَاكِ مُشيحةً
ما أنتِ الاّ طيفُ ضوءٍ خادعِ
وأصوغُ من أحلامِ قلبي جَنّةً
تُغْني حياتي عن سَنَاكِ الّلامعِ
نحنُ، الخياليّينَ، في أرواحنا
سرُّ الأَلوهةِ والخُلودِ الضائعِ
****
****
لا تَنْشُري الأضواءَ فوق خميلتي
ان تُشرقي، فلغيرِ قلبي الشاعرِ
ما عاد ضوؤكِ يستثيرُ خوالجي
حَسْبي نجومُ الليلِ تُلْهِمُ خاطري
هنّ الصديقاتُ السواهرُ في الدُجَى
يفهمن روحي وانفجارَ مشاعري
ويُرِقْن في جَفْني خُيوطَ أشعَّةٍ
فَضيَّةٍ، تحتَ المساءِ الساحر
****
****
ألليلُ ألحانُ الحياة وشِعْرُها
ومَطَافُ آلهةِ الجَمالِ اُلملْهِمِ
تهفو عليه النفسُ غير حبيسةٍ
وتحلّق الأرواحُ فوقَ الأْنجُمِ
كم سِرْتُ تحتَ ظَلامه ونجومِهِ
فنسِيتُ أحزانَ الوجودِ المُظْلمِ
وعلى فمي نَغَمٌ إِلهيُّ الصَدَى
تُلْقيهِ قافلةُ النجومِ على فمي
كم رُحْتُ أرقبُ كلَّ نجمٍ عابرٍ
وأصوغُ في غَسَق الظلامِ ملاحني
أو أرقبُ القَمَرَ المودِّعَ في الدُجى وأهيمُ في وادي الخيال الفاتنِ
ألصمتُ يبعَثُ في فؤادي رعشةً
تحت المساء المُدْلهمّ الساكنِ
والضوءُ يرقُصُ في جفوني راسماً
في عُمْقها أحلامَ قلبٍ آمنِ
****
****
يا شمسُ، اما أنتِ .. ماذا؟ ما الذي
تلقاهُ فيكِ عواطفي وخواطري؟
لا تَعْجَبي ان كنتُ عاشقةَ الدُجى
يا ربَّةَ اللّهَبِ المذيبِ الصاهر
يا من تُمَزِّقُ كلَّ حُلْمٍ مُشْرقٍ
للحالمينَ وكلَّ طيفٍ ساحرِ
يا من تُهدِّمُ ما يشيّدُهُ الدُجى
والصمْتُ في أعماق قلب الشاعرِ
أضواؤكِ المتراقصاتُ جميعُها
يا شمسُ أضعفُ من لهيب تمرُّدي
وجنونُ نارِكِ لن يمزّقَ نغمتي
ما دام قيثاري المغرِّدُ في يدي
فإِذا غَمرْتِ الأرضَ فَلْتَتَذكَّري
أَني سأخلي من ضيائكِ مَعْبدي
وسأدِفنُ الماضيْ الذي جَلَّلتِهِ
ليخيِّمَ الليلُ الجميلُ على غَدِي
نازك الملائكة
بواسطة: راحلة الليل
التعديل بواسطة: راحلة الليل
الإضافة: الجمعة 2007/03/23 09:31:49 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com