قفا برياضِ الشعبِ شعبِ القرنفلِ |
نجدها بدمعٍ في المحاجرِ مسبلِ |
و نندبُ آثاراً أثارتْ غرامنا |
و أجرتْ حمى َّ الوجدِ في كلِ مفصلِ |
منازلُ كنا أهلها فأحالها |
تقلبُ دهرٍ بالبلاءِ موكلِ |
فأضحتْ لأرواح ِالرياحِ ملاعباً |
تناوحنَ فيها منْ جنوبِ وشمألِ |
و لمْ يبقَ منها غيرُ سفعٍ رواكدٍ |
و آثارِ أطلالٍ وبئرٍ معطلِ |
خليليَّ لا تستخبراني عنِ الهوى |
فيشكو لسانُ الحالِ حالَ التذللِ |
و ما أنا للشكوى بأهلٍ وإنما |
سلكتُ سبيلاً لستُ فيها بأولِ |
لقد نزلتْ منى بربعِ ربيعة ٍ |
ترامى عيونِ العينِ في كلِّ مقتلِ |
و لمْ يدرِ ربُّ الربعِ أيَّ دمٍ جنى |
و أيَّ فتى أفتى بحكمِ التحولِ |
و كمْ منْ شهيدٍ كرَّ في مشهدِ الهوى |
فراحَ وروحُ الوصلِ غيرَ مواصلِ |
تقاضتهُ باقي دنها غربة َ النوى |
فأصبحَ بعدَ الظاعنينَ بمعزلِ |
إذا رامَ أعتابَ الزمانِ تعرضتْ |
خطوبٌ تذلُّ العصمَ عنْ كلِّ معقلِ |
فكيفَ تراني أرتجي نجحَ مطلبٍ |
إذا لمْ يكنْ بالهاشميِّ توسلي |
جعلتُ عريضَ الجاهِ في كلِّ حادثٍ |
ثمالي ومأمولي ومالي وموئلي |
أردُّ بهِ كيدَ العدوِّ إذا اعتدى |
و ألقي بهِ سودَ الخطوبِ فتنجلي |
و أوردُ آمالي مناهلَ برهِ |
و أنزل آمالي بأجودِ منزلِ |
بأبلجَ منْ قرمى لؤيِّ بنِ غالبٍ |
ملاذٍ غياثٍ مستغاثٍ مؤملِ |
بشيرٍ نذيرٍ مشفقٍ متعطفٍ |
رؤوفٍ رحيمٍ شاهدٍ متوكلِ |
هوَ الشافعُ المقبولُ في الحشرِ للورى |
إذا عملَ الإنسانُ لمْ يتقبلِ |
أيا نسماتِ الريحِ منْ طيبِ طيبة ٍ |
أعيدي لروحي روحَ ندٍّ ومندل |
و يا هاطلاتِ السحبِ جودي كرامة ً |
على خيرِ أرضٍ أودعتْ خيرَ مرسلِ |
محمدٍ المستغرقِ الحمدَ باسمهِ |
حميدِ المساعي ذو الجنابِ المجللِ |
نبيٌّ زكيٌّ أريحيٌّ مهذبٌ |
شريفٌ منيفٌ سربهُ غيُر مهملِ |
بتوراة ِ موسى نعتهُ وصفاتهُ |
و إنجيلِ عيسى والزبورِ المفصلِ |
و في الملإ الأعلى علوُّ منارهِ |
و تشريفهِ عنْ كلِّ ذي شرفِ على |
لمسراهُ أبوابُ السماءِ تفتحتْ |
وقيلَ لهُ أهلاً وسهلاً بكَ ادخل |
و خصَّ بأدنى قابَ قوسينِ رفعة ً |
و بالحوضِ في بحرِ السنا المتهللِ |
و بالآية الكبرى وتعليمِ ذي القوى |
وسبعِ المثاني والكتابِ المنزل |
و بالبد رِ منشقاً وبالضبِّ ناطقاً |
و بالجذعِ وجداً والسحابِ المظللِ |
و كمْ آية ٌتقرا وأعجوبة ٌترى |
و معجزة ٌتروي بنقلٍ مسلسلِ |
فما ولدتْ أنثى ولا اشتملتْ على |
أجلَّ و أعلى منهُ قدراً وأجملِ |
و لا ضمتِ الأقطارِ مثلَ ابنِ هاشمٍ |
بحسنٍو إحسانٍ ومجدٍ مؤثلِ |
عسى منكَ يا مولاي نهضة ُ رحمة ٍ |
بعبدِ الرحيمِ السائلِ المتوسلِ |
و أصحابهِ والوالدينِ وإنْ علوا |
و قرباهُ والولدانِ أسفلَ أسفلِ |
فأنتَ لنا كنزٌ و عزٌو ملجأٌ |
و نهجٌ لمأمولٍ وفتحٌ لمقفلِ |
حوائجُ في الدنيا بجاهكَ عجلتْ |
و آجلة ٌأخرى ليومٍ مؤجلِ |
فصلْ حبلَ ودي ما ذكرتكَ و اهدني |
بمصباحِ نور العلمِ في كلِ مشكلِ |
و عندَ فراقِ الروحِ كنْ لي مشاهداً |
ليشهد َبالتوحيدِ قلبي ومقولي |
فإذا لمْ تكنْ لي في الشدائدِ عدة ً |
فمنْ ياشفيعَ المذنبينَ يكونُ لي |
و صلى عليكَ اللهُ ما لاحَبارقٌ |
و ما سحَّ ودقٌ تحتَ رعدٍ مجلجلِ |
و ما سجعتْ ورقُ الحمائمِ في الحمى |
و غردَ قمريٌّ لتغريدِ بلبلِ |
صلاة ً تؤدي كلَّ حقكَ رفعة ً |
و مجداً وتفضيلاً على كل ِّأفضلِ |
و تشملُ منْ والاكَ نصراً وهجرة ً |
و كلَّ محبٍّ للصحابة ِأوْ وليِ |