بِحَمدِ اللَهِ رَبِّ العالَمينا | |
|
| وَحَمدِكَ يا أَميرَ المُؤمِنينا |
|
لَقينا في عَدُوِّكَ ما لَقينا | |
|
| لَقينا الفَتحَ وَالنَصرَ المُبينا |
|
هُمُ شَهَروا أَذىً وَشَهَرتَ حَرباً | |
|
| فَكُنتَ أَجَلَّ إِقداماً وَضَربا |
|
أَخَذتَ حُدودَهُم شَرقاً وَغَرباً | |
|
| وَطَهَّرتَ المَواقِعَ وَالحُصونا |
|
وَقَبلَ الحَربِ حَربٌ مِنكَ كانَت | |
|
| نَتائِجُها لَنا ظَهَرَت وَبانَت |
|
أَلَنتَ الحادِثاتِ بِها فَلانَت | |
|
| وَغادَرتَ القَياصِرَ حائِرينا |
|
جَمَعتَ لَنا المَمالِكَ وَالشُعوبا | |
|
| وَكانَت في سِياسَتِها ضُروبا |
|
فَلَمّا هَبَّ جورجِيَهُم هُبوباً | |
|
| تَلَفَّتَ لا يُصيبُ لَهُ مَعينا |
|
رَأى كَيفَ السَبيلُ إِلى كَريدٍ | |
|
| وَكَيفَ عَواقِبُ الطَيشِ المَزيدِ |
|
وَكَيفَ تَنامُ يا عَبدَ الحَميدِ | |
|
| وَتَغفُلُ عَن دِماءِ العالَمينا |
|
وَلا وَاللَهِ وَالرُسلِ الكِرامِ | |
|
| وَبَيتِكَ خَيرُ بَيتٍ في الأَنامِ |
|
لَما كانوا وَسَيفُكَ ذو اِنتِقامٍ | |
|
| يُعادِلُ جَمعُهُم مِنّا جَنينا |
|
رَأَيتَ الحِلمَ لَمّا زادَ غَرّا | |
|
| وَجَرَّأَ مَلكَهُم حَتّى تَجَرّا |
|
فَجاءَتكَ الدَعاوى مِنهُ تَترى | |
|
| وَجاءَتهُ جُنودُكَ مُبطِلينا |
|
بِخَيلٍ في الهِضابِ وَفي الرَوابي | |
|
| وَنارٍ في القِلاعِ وَفي الطَوابي |
|
وَسَيفٍ لا يَلينُ وَلا يُحابي | |
|
| إِذا الآجالُ رَجَّت مِنهُ لينا |
|
وَجَيشٍ مِن غُزاةٍ عَن غُزاةٍ | |
|
| هُمُ الأَبطالُ في ماضٍ وَآتي |
|
وَمِن كَرَمٍ أَذَلّوا كُلَّ عاتي | |
|
| وَذَلّوا في قِتالِ المُؤمِنينا |
|
أَبَعدَ بَلائِهِم في كُلِّ حَربٍ | |
|
| وَضَربٍ في المَمالِكِ أَيِّ ضَربِ |
|
تُحاوِلُ صِبيَةٌ في زِيِّ شَعبٍ | |
|
| وَتَطمَعُ أَن تَدوسَ لَهُم عَرينا |
|
جُنودٌ لِلجِراحِ الدَهرَ مِرهَم | |
|
| يُدَبِّرُها البَعيدُ الصيتِ أَدهَم |
|
فَأَنجَدَ في تَسالِيَةٍ وَأَتهَم | |
|
| وَكانَت لِلعِدا حِصناً حَصينا |
|
أَروتَرُ لا تَدُسَّ السُمَّ دَسّاً | |
|
| وَمَهلاً في التَهَوُّسِ يا هَوَسا |
|
سَلِ اليونانَ هَل ثَبَتَت لِرِسّا | |
|
| وَهَل حُفِظَ الطَريقُ إِلى أَثينا |
|
مَعاذَ اللَهِ كَلّا ثُمَّ كَلّا | |
|
| هُمُ البَحّارَةُ الغُرُّ الأَجِلّا |
|
وَما أُسطولُهُم في البَحرِ إِلّا | |
|
| شَخاشِخُ ما يَرُحنَ وَما يَجينا |
|
وَكَم بَعَثوا جُيوشاً مِن أَماني | |
|
| أَتَت دارَ السَعادَةِ في أَمانِ |
|
وَما سارَت سِوى يَومَي زَمانٍ | |
|
| فَأَهلاً بِالغُزاةِ الفاتِحينا |
|
وَكَم باتوا عَلى هَرجٍ وَمَرجِ | |
|
| وَقالوا المالُ مَبذولٌ لِجورجي |
|
وَكُلُّ المالِ مِن دَخلٍ وَخَرجٍ | |
|
| دُيونٌ لا تُقَدِّرُها دُيونا |
|
وَكَم فَتَحوا الثُغورَ بِلا تَواني | |
|
| وَبِالأُسطولِ جاؤوا مِن مَواني |
|
وَلِلبُسفورِ طاروا في ثَواني | |
|
| فَأَهلاً بِالأَوَزِّ العائِمينا |
|
وَفي الآسِتانَةِ اِنتَصَروا اِنتِصاراً | |
|
| وَبُطرُسبُرجَ دَكّوها حِصارا |
|
فَيا لِلمُسلِمينَ وَلِلنَصارى | |
|
| وَقَيصَرَ وَالمُلوكِ الآخَرينا |
|
وَيا غَليومُ أَينَ لَكَ الفِرارُ | |
|
| إِذا جورجي وَعَسكَرَهُ أَغاروا |
|
فَضاقَت عَن سَفينِهِمُ البِحارُ | |
|
| وَضاقَ البَرُّ عَنهُمُ واجِفينا |
|
أُمورٌ تَضحَكُ الصِبيانُ مِنها | |
|
| وَلا تَدري لَها العُقَلاءُ كُنها |
|
فَسَل روتَر وَسَل هافاسَ عَنها | |
|
| فَإِنَّ لَدَيهِما الخَبَرَ اليَقينا |
|
وَيَومَ مَلَونَ إِذ صِحنا وَصاحوا | |
|
| ذَكَرنا اللَهَ مِن فَرَحٍ وَناحوا |
|
وَدارَت بَينَهُم بِالراحِ راحُ | |
|
| وَدارَت راحَةُ الإيمانِ فينا |
|
عَلَى الجَبَلَينِ قَد بِتنا وَباتوا | |
|
| وَقُتناهُم مَنِيَّتَهُم وَقاتوا |
|
وَقَد مِتنا ثَباتاً وَاِستَماتوا | |
|
| وَما البُسَلاءُ كَالمُستَبسِلينا |
|
خَسَفنا بِالحُصونِ الأَرضَ خَسفاً | |
|
| تَزيدُ تَأَبِّياً فَنَزيدُ قَذفا |
|
بِنارٍ تَنسُفُ الأَجيالَ نَسفاً | |
|
| وَتَلقَفُ نارَهُم وَالمُطلِقينا |
|
مَدافِعُ ما تَثوبُ بِغَيرِ زادٍ | |
|
| بَراكينٌ تَصوبُ بِلا نَفادِ |
|
نَصَبناها لَهُم في كُلِّ وادي | |
|
| فَكُنَّ المَوتَ أَو أَهدى عُيونا |
|
جَعَلنا الأَرضَ تَحتَهُمُ دِماءَ | |
|
| وَصَيَّرنا الدُخانَ لَهُم سَماءَ |
|
وَإِذ راموا مِنَ النارِ اِحتِماءَ | |
|
| حَمَت أَسيافُنا مِنهُم مِئينا |
|
وَرُبَّ مُجاهِدٍ شَيخٍ مُبَجَّل | |
|
| تَرَجَّلَتِ الجِبالُ وَما تَرَجَّل |
|
أَرادَ لِيَركَبَ المَوتَ المُحَجَّل | |
|
| إِلى أَجدادِهِ المُستَشهِدينا |
|
وَفى لِجَوادِهِ وَحَنا عَلَيهِ | |
|
| وَقَد شَخَصَت بَنادِقُهُم إِلَيهِ |
|
وَصابَ رَصاصُها يُدمي يَدَيهِ | |
|
| وَأَوشَكَتِ السَواعِدُ أَن تَخونا |
|
تَعَوَّدَ أَن يُصيبَ وَأَن يُصابا | |
|
| فَخوطِبَ في النُزولِ فَما أَجابا |
|
وَقالَ وَقَد قَضى قَولاً صَوابا | |
|
| هُنا فَليَطلُبِ المَرءُ المَنونا |
|
وَقَد زادَ البَسالَةَ مِن وَقارِ | |
|
| هِزَبرٌ مِن لُيوثِ التُركِ ضاري |
|
تَقَدَّمَ نَحوَ نارٍ أَيُّ نارِ | |
|
| لِيَسبِقَ نَحوَ خالِقِهِ القَرينا |
|
جَرى فَأَذَلَّ هاتيكَ الأُلوفا | |
|
| وَزَحزَحَ عَن مَواضِعِها الصُفوفا |
|
فَخاضَ إِلى مَكامِنِها الحُتوفا | |
|
| وَما هابَ الرُماةَ مُسَدِّدينا |
|
دَعا لِلَّهِ في وَجهِ الأَعادي | |
|
| كَلَيثٍ زائِرٍ في بَطنِ وادي |
|
فَلَبَّتهُ الفَيالِقُ وَالأَرادي | |
|
| وَدارَ هِلالُ رايَتِنا يَمينا |
|
فَلَمّا أَذعَنوا أَنّا المَنايا | |
|
| وَأَنّا خَيرُ مَن قادَ السَرايا |
|
تَفَرَّقَ جَمعُهُم إِلّا بَقايا | |
|
| عَلى قُلَلِ الجِبالِ مُجَندِلينا |
|
صَلاةُ اللَهِ رَبّي وَالسَلامُ | |
|
| عَلى قَتلى بِفِرسالو أَقاموا |
|
هُمُ الشُهَداءُ حَولَ اللَهِ حاموا | |
|
| فَأَدناهُم وَكانوا الفائِزينا |
|
أَنالوا المُلكَ فَتحاً أَيَّ فَتحٍ | |
|
| وَشادوا لِلخِلافَةِ أَيَّ صَرحِ |
|
وَجاؤوا رَبَّهُم مِنهُم بِذَبحٍ | |
|
| تَقَبَّلَهُ وَكانَ بِهِ ضَنينا |
|
سَلاماً سَفحَ فِرسالو سَلاما | |
|
| وَكُن خَيرَ المُقامِ لِمَن أَقاما |
|
وَضَنَّ بِها وَإِن بَلِيَت عِظاماً | |
|
| تُطيفُ بِها المَلائِكُ حائِمينا |
|
أَأَدهَمُ هَكَذا تُقنى المَعالي | |
|
| وَتُقنى بِالقَواضِبِ وَالعَوالي |
|
لَقَد بَيَّضتَ لِلمُلكِ اللَيالي | |
|
| بِسَيفٍ يَفضَحُ الفَجرَ المُبينا |
|
أَخَذتَ النَصرَ بِالجَبَلَينِ غَصباً | |
|
| وَكُنتَ اللَيثَ تَخطاراً وَوَثبا |
|
حَمَلتَ فَماجَتِ الحُملانُ رُعباً | |
|
| يَظُنُّهُمُ الجَهولُ مُقاتِلينا |
|
وَفي فِرسالَ قَد جِئتَ العُجابا | |
|
| بَسَطتَ الجَيشَ تَقرَؤُهُ كِتابا |
|
وَقَد أَحصَيتَهُ باباً فَبابا | |
|
| وَكانوا عَن كِتابِكَ غافِلينا |
|
ثَبَتَّ مُؤَمِّلاً مِنكَ الثَباتُ | |
|
| تُوافيكَ الرَسائِلُ وَالسُعاةُ |
|
وَحَولَكَ أَهلُ شوراكَ الثُقاتُ | |
|
| تَسوسونَ الجُيوشَ مُظَفَّرينا |
|
هُناكَ الصُحفُ سارَت حاكِياتٍ | |
|
| وَطَيَّرَتِ البُروقُ مُحَدِّثاتِ |
|
وَحَدَّثَتِ المَمالِكُ آخِذاتِ | |
|
| عُلومَ الحَربِ عَنكُمُ وَالفُنونا |
|
بَني عُثمانَ إِنّا قَد قَدَرنا | |
|
| فُتوحَكُمُ الكِبارَ وَقَد شَكَرنا |
|
سَأَلنا اللَهَ نَصراً فَاِنتَصَرنا | |
|
| بِكُم وَاللَهُ خَيرُ الناصِرينا |
|