ترْسو عَلى سَفَرٍ ضاعَتْ حَقائِبُهُ | |
|
| فَالحُزْنُ يَقْرَؤها، والقَلْبُ يَكْتُبُهُ |
|
بَيْنَ الأَضالعِ شَكْواها فَأَحْضُنُها | |
|
| وَالجَفْنُ يَرْقَأُ دَمْعًا كانَ يسْكُبُهُ |
|
حِبْرُ القَصائِدِ مِنْ أَوْجاعِها نَضِبٌ | |
|
| فَالشِّعْرُ غادَرَني مُذْ ضَلَّ كاتِبُهُ |
|
تُظِلُّها لُجَجُ السُّلْوانِ راعِشَةً | |
|
| والدَّمْعُ سَحَّ فتُرْويني سَواكِبُهُ |
|
أَبْكيكِ، واعجَبي، في الحِضْنِ غافِيةٌ | |
|
| والفَقْدُ يَسْرقُ شَدْوًا كُنْتُ أرْقُبُهُ |
|
أُصْفيكِ صِدْقَ وِدادٍ ما ظَفِرْتُ بِهِ | |
|
| يا مَنْ أضَلَّكِ شَرْقٌ فاتَ مغْرِبُهُ |
|
يُذِلُّني زَمَني منْ عُمْرِ أَنْدَلُسٍ | |
|
| فَالعَدْلُ مُنْجَذِلٌ ما ذُلَّ طالِبُهُ |
|
وَالحُزْنُ مُؤْتَلْمٌ يا سادَتي وَقِحٌ | |
|
| كَالجَمْرِ أُشْهِرَ فَوْقَ الجَفْنِ حاجِبُهُ |
|
تَذْوي البَراعِمُ لَوْ أَشْجانُها مَطَرَتْ | |
|
| فَالدَّمْعُ في خَلَجاتِ الرُّوحِ تَسْكُبُهُ |
|
يا عَذْبَةَ الوَجَعِ المَنْطوقِ نَهْنَهَها | |
|
| هشُّ العُروقِ وَقَدْ ضاقَتْ مَسارِبُهُ |
|
هَلِ الحَياةُ فُتوحاتٌ بِلُجَّتِها | |
|
| فَاضَتْ بِنَصْرٍ تُعَرِّيها نَوائِبُهُ |
|
يا هَجْعَةَ القَلبِ في اللاَّشيءِ تَقْضُمُني | |
|
| فالحَقُّ مُسْتَلَبٌ تُشْرى مَذاهِبُهُ |
|
تُعَلِّبُ العُمْرَ قَدْ تُمْلي الحَياةَ بِهِ | |
|
| وَتَرْفَأُ الجُرْحَ خَوْفًا ثُمَّ تَثْقُبُهُ |
|
أَهْدوكِ مِنْ حرْقَةِ الأَكْبادِ أَوْجَعَها | |
|
| إنَّ الشَّهيدَ فَلا تُطْوى مَناحِبُهُ |
|
وَفي حُشاشَةِ لَيْلٍ نائِحٍ حُرَقٌ | |
|
| إذا ابتُليتِ بِصَبْرٍ ذي رَغائِبُهُ |
|
لا يُبْعَثُ المَوْتُ في أهْدابِ أُمْنيةٍ | |
|
| بَلْ يَسْكُنُ الحَلقَ لوْ عزَّتْ مَطالِبُهُ! |
|