نَظَرَ اللَيثُ إِلى عِجلٍ سَمين | |
|
| كانَ بِالقُربِ عَلى غَيطٍ أَمين |
|
فَاِشتَهَت مِن لَحمِهِ نَفسُ الرَئيس | |
|
| وَكَذا الأَنفُسُ يُصبيها النَفيس |
|
قالَ لِلثَعلَبِ يا ذا الاِحتِيال | |
|
| رَأسُكَ المَحبوبُ أَو ذاكَ الغَزال |
|
فَدَعا بِالسَعدِ وَالعُمرِ الطَويل | |
|
| وَمَضى في الحالِ لِلأَمرِ الجَليل |
|
وَأَتى الغَيطَ وَقَد جَنَّ الظَلام | |
|
| فَرَأى العِجلَ فَأَهداهُ السَلام |
|
قائِلاً يا أَيُّها المَولى الوَزير | |
|
| أَنتَ أَهلُ العَفوِ وَالبِرِّ الغَزير |
|
حَمَلَ الذِئبَ عَلى قَتلى الحَسَد | |
|
| فَوَشى بي عِندَ مَولانا الأَسَد |
|
فَتَرامَيتُ عَلى الجاهِ الرَفيع | |
|
| وَهوَ فينا لَم يَزَل نِعمَ الشَفيع |
|
فَبَكى المَغرورُ مِن حالِ الخَبيث | |
|
| وَدَنا يَسأَلُ عَن شَرحِ الحَديث |
|
قالَ هَل تَجهَلُ يا حُلوَ الصِفات | |
|
| أَنَّ مَولانا أَبا الأَفيالِ مات |
|
فَرَأى السُلطانُ في الرَأسِ الكَبير | |
|
| مَوطِنَ الحِكمَةِ وَالحِذقِ الكَثير |
|
وَرَآكُم خَيرَ مَن يُستَوزَرُ | |
|
| وَلِأَمرِ المُلكِ رُكناً يُذخَرُ |
|
وَلَقَد عَدّوا لَكُم بَينَ الجُدود | |
|
| مِثلَ آبيسَ وَمَعبودِ اليَهود |
|
فَأَقاموا لِمَعاليكُم سَرير | |
|
| عَن يَمينِ المَلكِ السامي الخَطير |
|
وَاِستَعَدَّ الطَيرُ وَالوَحشُ لِذاك | |
|
| في اِنتِظارِ السَيِّدِ العالي هُناك |
|
فَإِذا قُمتُم بِأَعباءِ الأُمور | |
|
| وَاِنتَهى الأُنسُ إِلَيكُم وَالسُرور |
|
بَرِّؤوني عِندَ سُلطانِ الزَمان | |
|
| وَاِطلُبوا لي العَفوَ مِنهُ وَالأَمان |
|
وَكَفاكُم أَنَّني العَبدُ المُطيع | |
|
| أَخدُمُ المُنعِمَ جَهدَ المُستَطيع |
|
فَأَحَدَّ العِجلُ قَرنَيهِ وَقالَ | |
|
| أَنتَ مُنذُ اليَومِ جاري لا تُنال |
|
فَاِمضِ وَاِكشِف لي إِلى اللَيثِ الطَريق | |
|
| أَنا لا يَشقى لَدَيهِ بي رَفيق |
|
فَمَضى الخِلّانِ تَوّاً لِلفَلاه | |
|
| ذا إِلى المَوتِ وَهَذا لِلحَياه |
|
وَهُناكَ اِبتَلَعَ اللَيثُ الوَزير | |
|
| وَحَبا الثَعلَبَ مِنهُ بِاليَسير |
|
فَاِنثَنى يَضحَكُ مِن طَيشِ العُجول | |
|
| وَجَرى في حَلبَةِ الفَخرِ يَقول |
|
سَلِمَ الثَعلَبُ بِالرَأسِ الصَغير | |
|
| فَفَداهُ كُلُّ ذي رَأسٍ كَبير |
|