يمَّمتُ وجهي صوبَ شعرٍ في العُلا | |
|
| حيثُ البلاغةُ والبيانُ استرْسَلَا |
|
حيثُ الكلامُ تضَوَّعتْ ألفاظُهُ | |
|
| وبهِ شموخُ الحرفِ للمجدِ اعْتلَى |
|
حيثُ القصيدة بردة في خزها | |
|
| هذا البديع بدا بها متسربلَا |
|
حيث ُالبحور صفاؤها في وزنها | |
|
| والماءُ عذب والأجاج به حلَا |
|
حيثُ السماءُ قريبةٌ في عرفِهِ | |
|
| يُدنِي الشهابُ قطوفَها مهمَا علَا |
|
حيثُ الخلود معلق في هُدبهِ | |
|
| يقظٌ به حلُمُ الضُّحَى لما انجلَى |
|
حيثُ الفلاةُ زهورُها قد لوَّنتْ | |
|
| ذهبَ الرمالِ بحبرِهِ فتغلغَلَا |
|
حيثُ الحروف تراقصت أصواتها | |
|
| عزفُ الروابي شدوَها قدْ أَرسَلَا |
|
حيثُ الخليلُ بِخلِّهِ مُستأنسٌ | |
|
| والبعدُ قربٌ واللقاءُ تذَلَّلَا |
|
حيثُ النجومُ تنضَّضَتْ في عِقدِهِ | |
|
| قدْ رصَّعتْ جيدَ القصيدِ تجمُّلَا |
|
حيثُ الدموع لآلئ تسقي الحشا | |
|
| فترى الفؤاد بها طهورا قد سلا |
|
حيثُ الثلوج تذوب من نيرانهِ | |
|
| فترى بها صخر الجليد تزلزلا |
|
حيثُ السواقي الراحلاتُ تسابقتْ | |
|
| وبها بريدُ الحبِّ شوقًا أوْصَلَا |
|
حيثُ الأنا تاجٌ يبايَعُ مُلكُهُ | |
|
| والشاعرُ المَلِكُ النبيلُ به خلا |
|
حيثُ الجراحُ ضمادُها في أحرفٍ | |
|
| من بلسمٍ آلامَها قد عَطَّلَا |
|
حيثُ الشرودُ يطيبُ في وَكنَاتِهِ | |
|
| وكأنهُ بالخافقينِ تَزَمَّلَا |
|
حيثٌ الهروبُ من الحياة إلى مدى | |
|
| أعطافها أسمى المراتب منزِلَا |
|