يا قَومَ عُثمانَ وَالدُنيا مُداوَلَةٌ | |
|
| تَعاوَنوا بَينَكُم يا قَومَ عُثمانَ |
|
كونوا الجِدارَ الَّذي يَقوى الجِدارُ بِهِ | |
|
| فَاللَهُ جَعَلَ الإِسلامَ بُنيانا |
|
أَمسى السَبيلُ لِغَيرِ المُحسِنينَ دَماً | |
|
| فَشَأنُكُم وَسَبيلاً نورُهُ بانا |
|
البِرُّ مِن شُعَبِ الإيمانِ أَفضَلُها | |
|
| لا يَقبَلُ اللَهُ دونَ البِرِّ إيمانا |
|
هَل تَرحَمونَ لَعَلَّ اللَهَ يَرحَمُكُم | |
|
| بِالبيدِ أَهلاً وَبِالصَحراءِ جيرانا |
|
في ذِمَّةِ اللَهِ أَوفى ذِمَّةٍ نَفَرٌ | |
|
| عَلى طَرابُلُسٍ يَقضونَ شُجعانا |
|
إِن سالَ جَرحاهُمُ في غُربَةٍ وَوَغىً | |
|
| باتوا عَلى الجَمرِ أَرواحاً وَأَبدانا |
|
هَذا يَحُنُّ إِلى البُسفورِ مُحتَضِراً | |
|
| وَذاكَ يَبكي الغَضا وَالشيحَ وَالبانا |
|
يُوَدِّعونَ عَلى بُعدٍ دِيارَهُمُ | |
|
| وَيَنشِدونَ بُنَيّاتٍ وَصِبيانا |
|
أَذَنبُهُم عِندَ هَذا الدَهرِ أَنَّهُمُ | |
|
| يَحمونَ أَرضاً لَهُم ديسَت وَأَوطانا |
|
ماتوا وَعِرضُهُمُ المَوفورُ بَعدَهُمُ | |
|
| وَالعِرضُ لا عِزَّ في الدُنيا إِذا هانا |
|
قَومي وَجَلَّت وُجوهُ القَومِ مِصرُ بِكُم | |
|
| أَلقَت عَلى كُرَماءِ الدَهرِ نِسيانا |
|
لا تَسأَلونَ عَنِ الأَعوانِ إِن قَعَدوا | |
|
| وَتَنهَضونَ إِلى المَلهوفِ أَعوانا |
|
أَكُلَّما هَزَّكُم داعٍ لِصالِحَةٍ | |
|
| قُمتُم كُهولاً إِلى الداعي وَفِتيانا |
|
لَو صُوِّرَ الشَرقُ إِنساناً أَخا كَرَمٍ | |
|
| لَكُنتُمُ الروحَ وَالأَقوامُ جُثمانا |
|
إِذا هُزِزتُم تَلاقى السَيفُ مُنصَلِتاً | |
|
| وَالريحُ مُرسَلَةً وَالغَيثُ هَتّانا |
|
إِذا المَكارِمُ في الدُنيا أُشيدَ بِها | |
|
| كانَت كِتاباً وَكُنّا نَحنُ عُنوانا |
|
إِنَّ الحَياةَ نَهارٌ أَو سَحابَتُهُ | |
|
| فَعِش نَهارَكَ مِن دُنياكَ إِنسانا |
|
أَرى الكَريمَ بِوِجدانٍ وَعاطِفَةٍ | |
|
| وَلا أَرى لِبَخيلِ القَومِ وُجدانا |
|
هَذا الهِلالُ الَّذي تُحيونَ لَيلَتَهُ | |
|
| أَبهى الأَهِلَّةِ عِندَ اللَهِ أَلوانا |
|
أَراهُ مِن بَينِ أَعلامِ الوَغى مَلَكاً | |
|
| وَما سِواهُ مِنَ الأَعلامِ شَيطانا |
|
فانٍ فَفيهِ مِنَ الجَرحى مُشاكَلَةٌ | |
|
| حَتّى إِذا قيلَ ماتوا اِخضَرَّ رَيحانا |
|
لِحامِليهِ جَلالٌ مِنهُ مُقتَبَسٌ | |
|
| كَأَنَّما رَفَعوا لِلناسِ قُرآنا |
|
كَأَنَّ ما اِحمَرَّ مِنهُ حَولَ غُرَّتِهِ | |
|
| دَمُ البَريءِ ذَكِيِّ الشَيبِ عُثمانا |
|
كَأَنَّ ما اِبيَضَّ في أَثناءِ حُمرَتِهِ | |
|
| نورُ الشَهيدِ الَّذي قَد ماتَ ظَمآنا |
|
كَأَنَّهُ شَفَقٌ تَسمو العُيونُ لَهُ | |
|
| قَد قَلَّدَ الأُفقَ ياقوتاً وَمُرجانا |
|
كَأَنَّهُ مِن دَمِ العُشّاقِ مُختَضَبٌ | |
|
| يُثيرُ حَيثُ بَدا وَجداً وَأَشجانا |
|
كَأَنَّهُ مِن جَمالٍ رائِعٍ وَهُدىً | |
|
| خُدودُ يوسُفَ لَمّا عَفَّ وَلهانا |
|
كَأَنَّهُ وَردَةٌ حَمراءُ زاهِيَةٌ | |
|
| في الخُلدِ قَد فُتِّحَت في كَفِّ رُضوانا |
|