مررنا على نصف الطريق وما ندري |
كظل سحاب مـر من فوقنــا يجــري |
تقدمتَ أشواطا وفي الخطو ريبــة |
وما من دليل صوَّب العسر لليســر |
حقيق بأن الصحو عاد وأشرقت |
بأنوارها شمس على المسلك الوعــر |
ودون شكوك بات في العلم أنــه |
طريق يشق الراسيات من الصـخــر |
ويمضي وما يُخْفي الظلام انعراجه |
فيبدو كخـط شـعَّ في ليلــة البــدر |
يحاذي انحدارا نحو غور كأنما |
يجانب أخطـارا على ضفة النهـــر |
ويصعد شــأوا ثم يـنــزل فجأة |
مطلا على الأخشــاب من أثر الجســر |
فلما استوى أعيـا المسافـر جـرُّه |
فإن ينتهي مصر يؤول إلى مصر |
وما ثم مأوى ترتجيه لدى الســرى |
ولا من محطات ارتيــاح على الحصـر |
وفي الأفْق غيب ما يحبِّبُ حـاجة |
ولا غاية تغريك في السَّبْسَبِ القفــر |
فكل طريق فيه يوم لك الغنى |
ويوم عليك الجانحات من الخســـر |
وهذا الهدى حسب المعــالــم آيــة |
تبلغك المنشود في الشفع والـوتــر |
فإن تمض فلتظهر ثبـات عزيمة |
وصبرا جديرا في مسايرة الدهـر |
ولا تعتقــد أن الرجــوع وسيلــة |
فذلك أصل المستحيـل من الأمــر |