عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العباسي > عمان > سليمان بن سليمان النبهاني > كلُّ الفَخارِ إلى جنابي يرجعُ

عمان

مشاهدة
1807

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

كلُّ الفَخارِ إلى جنابي يرجعُ

كلُّ الفَخارِ إلى جنابي يرجعُ
وإليَّ ينتسب المقامُ الأرفعُ
وإذا يُضاف ليَ الكريمُ وإن عَلا
شرفاً غدا وهو اللئيم الأوضعُ
فإذا احتويتُ فأيُّ ملكٍ قيصرٌ
وإذا ذُكرت فما المُتَوَّج تُبَّعُ
من عيص هود اللهِ دَوْحتيَ التي
من دون محتدِها النجوم الطُّلَّعُ
أنا المكارمِ والمحامدِ معدِن
والفضل والمجدِ المؤثَّلِ منبعُ
فإذا وهبتُ فكلُّ قَفْزٍ مخصبٌ
وإذا نهبتُ فكلُّ ربعٍ بَلقعُ
وإذا تَريَّثَ سعيُ أملاكِ الوَرى
عن رتبةٍ فأنا السريع المسرع
فإلي لآبةُ كلّ مجدٍ تعتزى
وعليَّ رايةُ كل حمدٍ تُرفعُ
ومتى تسابقْني الملوكُ إلى العُلى
أسبقْ وتقصُرْ وهي حسرى ظُلَّع
فإذا أصُولُ ملوك قومٍ دنّسِت
بالشَّوبِ أشرقَ لي نجارٌ يلمعُ
حَسَبٌ حكي الذهبَ النُّضارَ ومحتدٌ
أنقى من الورقِ اللُّجينِ وأنصعُ
أنا خيرُ من حملَ النّجِادَ وخير من
ركب الجيادَ ومن إليه المَفْرَعُ
للمال في جمعِ الثَّناءِ مُفرّقٌ
والحمدَ في بذلِ التّلاد مجمعُ
أصغي لأقوالِ العُفاةِ ولم أكن
للّومٍ في بذل المواهبِ أسمعُ
فأنا الغَمامُ إذا الغَمام تغيَّرت
منه خلائقُ لطفها لا يُقلعُ
وأنا الِحمامُ إذا المنيَّة شمَّرتْ
عن ساقها واليوم أقيمُ أسفعُ
والخيلُ تصهل والفَوارسُ تنتمي
والبيضُ تلمع والأسنَّة شُرَّع
ومدَّججٍ ذي نجدةٍ متخصّب
بدمِ الفوارس فاتكٍ لا يجزع
سَباءَ صافيةٍ يجود بما حَوَى
في الحمدِ لا يألو ولا يتخشَّع
عمَمته بغِرارِ أبيضَ صارمِ
كالبرقِ في ظلِّ الغَمامةِ يلمع
فتركته جَزَرَ السباعِ مزَمَّلاً
بدمٍ تعاوَره الذئابُ الجُوَّع
تَطأ المَقاليتُ العواتِكِ شِلوَه
وتصدُّ عنه وجوَههَا وتُقَنّع
وكتيبةٍ تملاَ الفضاءَ وزعتها
ولقد تكون أبيَّةً ما توزَع
وأزَبَّ ملتطمٍ يَعُبُّ كأنه
بحرٌ تحركه العواصف مُترع
خَضْخَضْتُ حازٍرَه وخضت عُبابه
بالسيف لم أرهب ولا أنا أجزعُ
ولكم فقيرٍ زارَ رَبعي عافياً
ثم انثنى وهو الغنيّ الموِسعُ
ومعَيَّمٍ افنى حَلُوبة رَهطِه
دهرٌ يخون الأكرمين ويخدعُ
افنيتُ عَيمته بجلَّةِ أبَّلٍ
مائة يضيق بها الفضاءُ الأوسعُ
وجياد خَيلٍ مُقرباتٍ قدتُها
عِوَضَ المدائحِ في الأعنّةِ تمزعُ
أحييتُ ميْت الجودِ جوداً مثلما
رَدَّ الغَزَالةَ عن مغيبٍ يوشعُ
أمضى وأقطع عَزمةً من صارمٍ
في الرَّوْعِ وهو من المنيةِ أقطعُ
ومواهبي ملءُ البلادِ وهمتي
تَعنو لها شُهُب النجومِ وتخضعُ
سَلْ بي لتُخْبرَ باليمانيِّ الذي
فيه المكارمُ والمحامد أجمعُ
متبرعُ المعروف أروعُ بارعٌ
في المجدِ لكن في النّدى متبرعُ
ليثٌ تذلُّ له اللُّيوثُ مَهَابةً
ومنيةٌ منه المنيةُ تفزعُ
لو نشتُ يَذبُل أو لمستُ سَنامه
بالعزمِ أوشكَ يذبل يتصدَّعَ
أو لابست رَضوى أوائلُ سَطوتي
صدعت جلاِمدَه وذابَ اليرمعُ
وإذا الأسِنَّة للأضالع اشْبَهتْ
أو أشْبَهتْها في الضُّلوع الأضلعُ
وتفلّلتْ بيضُ السيوف ولم تزل
غلبُ الرقابِ بها تُجَذُّ وتُقطعُ
ألفيتَني كاليثِ يحمل مُغْضباً
في قُلّةٍ أقوى عليها البَلْقَعُ
وأُجالد القرمَ الكريمَ جَلاده
وأذِلهُّ وهو العزيزُ الأرْوَعُ
سَل بي تخبرْكَ الأعادي أنني
كالدهرِ أخفض من أشاء وأرفعُ
وأضُرُّ أقواماً وأنفع غيرهم
كرماً وهل مثلي يَضُرُّ وينفعُ
أعتَنُّ عنترَ في الهياجِ فينروي
وأقود تُبَّعَ في الفَخَارِ فيثبَعُ
وأصونُ عِرضي باذلاً في صونهِ
مالي فلم يُثْلَمْ ولا يتصدَّعُ
ولقد شربت سُلافَةً غانيَّةً
صِرْفاً بماء السَّارياتِ تُشَعْشَعُ
صفراء كالذهبِ المذابِ تحيّرت
فيها الصفات فهنَّ عنها ظُلَّعُ
فكأنَّ نجم حَبابها وكأنها
دُرٌّ على تاجِ المليكِ مرصّعُ
نازَعتُها من سرّ يعربَ سادَةً
وخرائداً يعنو لهنَّ الأرْوَعُ
فوهبتُ ما ملكت يدايَ لنشوتي
ولكم صحوتُ ونائلي لا يُقطعُ
وربيبِ سلطنةٍ أطرت فراخَه
بالسيف والبيض الصَّوارم تَلمعُ
ساورتُه في النَّقْعِ ثم عَلَوْتُه
بمصّمِمِ يَفري الحديدَ ويقطعُ
فهوى لحُرَّ جبينهِ متمطّراً
كالعَيرِ يفحص في الثرى ويُبَوّعُ
فتركته تحت العَجاجِ مجدّلاً
تكسوه بالمورِ الرباحُ الأربعُ
مهلاً طواغيتَ الملوك فإنني
كالموتِ ليسَ له لعمري مَدْفعُ
ما تزرعوه تحصدوه عاجلاً
والمرء يحصد عاجلاً ما يزرعُ
سليمان بن سليمان النبهاني
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الأحد 2007/03/25 02:08:13 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com