إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
لا اليأسُ يعرفني |
ولا .. جبنُ العربْ |
فأنا الصمودُ المستحيلُ .. الصبرُ |
لو سرّاً غضبتُ .. أرهبتُ الغَضبْ |
أنا لست إلاّ عاشقاً ... متواضعاً |
قلبي حديقة نرجسٍ وبنفسجٍ |
وحبيبتي ..بيروت، |
صوْرُ قصيدتي الأولى |
وأمّي البازورية ..وابنتي شبعا، |
فأنا المُسَبِّبُ، والمُسَبَّبُ .. والسَّبَبْ . |
وأبي ..بسيطٌ مثل خابية الفقير، |
معطَّرٌ بالمسكِ، يحفظ القرآنَ .. |
قال لي: |
كن صادقاً مثل الحسين ..و..فارساً ك عنترة، |
لا تبع بالتبر أرضَكَ |
كان فلاّحاً كريماً واسمه .. عبد الكريم، |
ومنذ أن هزّ المخاض جذوع أمّي |
قال: فليدعى حسن . |
*** |
يا أيُّها الناس اسمعوني ..!! |
فالموت نفس الموت، |
والمرارة ذاتها، |
في قصرٍ على تلال الورد |
أو في معركة |
والفرق.. في صوت الضمير |
أو ..حجم الهدف، |
لبنان يا وجعي الذي أدمنته |
وأغنية المسافر، |
لؤلؤة الشواطئ من ملايين الصدَف |
كلّ الذين تأخروا، حملوكَ أشرعة |
وقالوا: القلبُ لولا الحبِّ يوماً ما ارتجف |
بيروت قومي ودعّي الشهداء |
عدّي أصابع الجرحى |
أعدّي الشاي للأبناء |
جاؤوا من أقاصى تلةٍ |
مارون الراس .. وعيترون |
آه يا صور الحبيبة |
كم علينا نحو جرحك من بكاء |
تحت كل صفيحة طفلٌ |
وبين الردمِ أشلاءٌ تنادي |
لا غوثٌ ....لا يدٌ تمتدُّ |
ولا صوتٌ سوى صوت الدماء |
الطائرات تكرّر التحليق |
ربّما الطيّار أقنعته الجولة الأولى |
ولكنّ المساعد ذكّره |
لقد نسيت طفلاً كان يبكي جثتين |
فارحم براءته ..بصاروخٍ |
لمن تتركه .. بين مشاهد الأشلاء؟ |
النازحون من الجنوب |
تقاسموا الليل الطويل على سطوح الجرح |
أرغفة الفقر المغمس بالفجيعة والمخيم |
يا حب، كنتَ أقسى من غبار المعركة؟ |
يا أيها الحب الذي يحتاج مجزرة ليصرخ |
دلّني يا بن أقصى قريةٍ |
نبتت على عشب الجنوب |
أين دفنت رسائل العشق الأثيرة |
كيف تركت ذراع أمّك |
يا أيها الجنوبيّ الذي حمل الجراح سلال أشلاءٍ ودمْ |
إرفع جبينك عالياً ولتسقط الرايات |
وارفع على خفق السواري العاليات |
جزمتك العلم |
هذى بلادٌ كلّها فقراء |
شعب لا ينام |
ليل لا يمر |
لا تكفي لغات الأرض .. كي تصف الألم |
وحكامٌ تساوى نومهم والصحو |
هم أصل البلاء على البلاد |
وهم القضاء من رب العبادِ على العبادِ |
همُ الذين إذا عدمت وسيلةً للنصر |
تلقاهم عَدَمْ . |