سَقى اللَهُ بِالكَفرِ الأَباظِيِّ مَضجَعاً | |
|
| تَضَوَّعَ كافوراً مِنَ الخُلدِ سارِيا |
|
يَطيبُ ثَرى بُردَينِ مِن نَفحِ طيبِهِ | |
|
| كَأَنَّ ثَرى بُردَينِ مَسَّ الغَوالِيا |
|
فَيا لَك غِمداً مِن صَفيحٍ وَجَندَلٍ | |
|
| حَوى السَيفَ مَصقولَ الغِرارِ يَمانِيا |
|
وَكُنّا اِستَلَلنا في النَوائِبِ غَربَهُ | |
|
| فَلَم يُلفَ هَيّاباً وَلَم نُلفَ نابِيا |
|
إِذا اِهتَزَّ دونَ الحَقِّ يَحمي حِياضَهُ | |
|
| تَأَخَّرَ عَنها باطِلُ القَومِ ظامِيا |
|
طَوَتهُ يَدٌ لِلمَوتِ لا الجاهُ عاصِماً | |
|
| إِذا بَطَشَت يَوماً وَلا المالُ فادِيا |
|
تَنالُ صِبا الأَعمارِ عِندَ رَفيفِهِ | |
|
| وَعِندَ جُفوفِ العودِ في السِنِّ ذاوِيا |
|
وَبَعضُ المَنايا تُنزِلُ الشَهدَ في الثَرى | |
|
| وَيَحطُطنَ في التُربِ الجِبالَ الرَواسِيا |
|
يَقولونَ يَرثي الراحِلينَ فَوَيحَهُم | |
|
| أَأَمَّلتُ عِندَ الراحِلينَ الجَوازِيا |
|
أَبَوا حَسَداً أَن أَجعَلَ الحَيَّ أُسوَةً | |
|
| لَهُم وَمِثالاً قَد يُصادِفُ حاذِيا |
|
فَلَمّا رَثَيتُ المَيتَ أَقضي حُقوقَهُ | |
|
| وَجَدتُ حَسوداً لِلرُفاتِ وَشانِيا |
|
إِذا أَنَت لَم تَرعَ العُهودَ لِهالِكٍ | |
|
| فَلَستَ لِحَيٍّ حافِظَ العَهدِ راعِيا |
|
فَلا يَطوينَ المَوتُ عَهدَكَ مِن أَخٍ | |
|
| وَهَبهُ بِوادٍ غَيرِ واديكَ نائِيا |
|
أَقامَ بِأَرضٍ أَنتَ لاقيهِ عِندَها | |
|
| وَإِن بِتُّما تَستَبعِدانِ التَلاقيِا |
|
رَثَيتُ حَياةً بِالثَناءِ خَليقَةً | |
|
| وَحَلَّيتُ عَهداً بِالمَفاخِرِ حالِيا |
|
وَعَزَّيتُ بَيتاً قَد تَبارَت سَماؤُهُ | |
|
| مَشايِخَ أَقماراً وَمُرداً دَرارِيا |
|
إِلى اللَهِ إِسماعيلُ وَاِنزِل بِساحَةٍ | |
|
| أَظَلَّ النَدى أَقطارَها وَالنَواجِيا |
|
تَرى الرَحمَةَ الكُبرى وَراءَ سَمائِها | |
|
| تَلُفُّ التُقى في سَيبِها وَالمَعاصِيا |
|
لَدى مَلِكٍ لا يَمنَعُ الظِلَّ لائِذاً | |
|
| وَلا الصَفحَ تَوّاباً وَلا العَفوَ راجِيا |
|
وَأُقسِمُ كُنتَ المَرءَ لَم يَنسَ دينَهُ | |
|
| وَلَم تُلهِهِ دُنياؤُهُ وَهيَ ماهِيا |
|
وَكُنتَ إِذا الحاجاتُ عَزَّ قَضائُها | |
|
| لِحاجِ اليَتامى وَالأَرامِلِ قاضِيا |
|
وَكُنتَ تُصَلّي بِالمُلوكِ جَماعَةً | |
|
| وَكُنتَ تَقومُ اللَيلَ بِالنَفسِ خالِيا |
|
وَمَن يُعطَ مِن جاهِ المُلوكِ وَسيلَةً | |
|
| فَلا يَصنَعُ الخَيراتِ لَم يُعطَ غالِيا |
|
وَكُنتَ الجَريءَ النَدبَ في كُلِّ مَوقِفٍ | |
|
| تَلَفتَ فيهِ الحَقُّ لَم يَلقَ حامِيا |
|
بَصُرتُ بِأَخلاقِ الرِجالِ فَلَم أَجِد | |
|
| وَإِن جَلَتِ الأَخلاقُ لِلعَزمِ ثانِيا |
|
مِنَ العَزمِ ما يُحيِ فُحولاً كَثيرَةً | |
|
| وَقَدَّمَ كافورَ الخَصِيِّ الطَواشِيا |
|
وَما حَطَّ مِن رَبِّ القَصائِدِ مادِحاً | |
|
| وَأَنزَلَهُ عَن رُتبَةِ الشِعرِ هاجِيا |
|
فَلَيسَ البَيانُ الهَجوَ إِن كُنتَ ساخِطاً | |
|
| وَلا هُوَ زورُ المَدحِ إِن كُنتَ راضِيا |
|
وَلَكِن هُدى اللَهِ الكَريمِ وَوَحيُهُ | |
|
| حَمَلتَ بِهِ المِصباحَ في الناسِ هادِيا |
|
تُفيضُ عَلى الأَحياءِ نوراً وَتارَةً | |
|
| تُضيءُ عَلى المَوتى الرَجامَ الدَواجِيا |
|
هَياكِلُ تَفنى وَالبَيانُ مُخَلَّدٌ | |
|
| أَلا إِنَّ عِتقَ الخَمرِ يُنسي الأَوانِيا |
|
ذَهَبتَ أَبا عَبدِ الحَميدِ مُبَرَّءاً | |
|
| مِنَ الذامِ مَحمودَ الجَوانِبِ زاكِيا |
|
قَليلَ المَساوي في زَمانٍ يَرى العُلا | |
|
| ذُنوباً وَناسٍ يَخلُقونَ المَساوِيا |
|
طَوَيناكَ كَالماضي تَلَقّاهُ غِمدُهُ | |
|
| فَلَم تَستَرِح حَتّى نَشَرناكَ ماضِيا |
|
فَكُنتَ عَلى الأَفواهِ سيرَةَ مُجمِلِ | |
|
| وَكُنتَ حَديثاً في المَسامِعِ عالِيا |
|
وَفَيتَ لِمَن أَدناكَ في المُلكِ حِقبَةً | |
|
| فَكانَ عَجيباً أَن يَرى الناسُ وافِيا |
|
أَثاروا عَلى آثارِ مَوتِكَ ضَجَّةً | |
|
| وَهاجوا لَنا الذِكرى وَرَدّوا اللَيالِيا |
|
وَمَن سابَقَ التاريخَ لَم يَأمَنِ الهَوى | |
|
| مُلِجّاً وَلَم يَسلَم مِنَ الحِقدِ نازِيا |
|
إِذا وَضَعَ الأَحياءُ تاريخَ جيلِهِم | |
|
| عَرَفتَ المُلاحي مِنهُمو وَالمُحابِيا |
|
إِذا سَلِمَ الدُستورُ هانَ الَّذي مَضى | |
|
| وَهانَ مِنَ الأَحداثِ ما كانَ آتِيا |
|
أَلا كُلُّ ذَنبٍ لِلَّيالي لِأَجلِهِ | |
|
| سَدَلنا عَلَيهِ صَفحَنا وَالتَناسِيا |
|