أَهلَ القُدودِ الَّتي صالَت عَواليها | |
|
| اللَهَ في مُهَجٍ طاحَت غَواليها |
|
خُذنَ الأَمانَ لَها لَو كانَ يَنفَعُها | |
|
| وَاِردُدنَها كَرَماً لَو كانَ يُجديها |
|
وَاِنظُرنَ ما فَعَلَت أَحداقُكُنَّ بِها | |
|
| ما كانَ مِن عَبَثِ الأَحداقِ يَكفيها |
|
تَعَرَّضَت أَعينٌ مِنّا فَعارَضَنا | |
|
| عَلى الجَزيرَةِ سِربٌ من غَوانيها |
|
ما ثُرنَ مِن كُنُسٍ إِلّا إِلى كُنُسٍ | |
|
| مِنَ الجَوانِحِ ضَمَّتها حَوانيها |
|
عَنَّت لَنا أُصُلاً تُغري بِنا أَسَلاً | |
|
| مَهزوزَةً شَكلاً مَشروعَةً تيها |
|
وَأَرهَفَت أَعيُناً ضَعفى حَمائِلُها | |
|
| نَشوى مَناصِلُها كَحلى مَواضيها |
|
لَنا الحَبائِلُ نُلقيها نَصيدُ بِها | |
|
| وَلَم نَخَل ظَبَياتِ القاعِ تَلقيها |
|
نَصَبنَها لَكَ مِن هُدبٍ وَمِن حَدَقٍ | |
|
| حَتّى اِنثَنَيتَ بِنَفسٍ عَزَّ فاديها |
|
مِن كُلِّ زَهراءَ في إِشراقِها ضَحِكَت | |
|
| لَبّاتُها عَن شَبيهِ الدُرِّ مِن فيها |
|
شَمسُ المَحاسِنِ يُستَبقى النَهارُ بِها | |
|
| كَأَنَّ يوشَعَ مَفتونٌ يُجاريها |
|
مَشَت عَلى الجِسرِ ريماً في تَلَفُّتِها | |
|
| لِلناظِرينَ وَباناً في تَثَنّيها |
|
كَأَنَّ كُلَّ غَوانيهِ ضَرائِرُها | |
|
| عُجباً وَكُلَّ نَواحيهِ مَرائيها |
|
عارَضتُها وَضَميري مِن مَحارِمِها | |
|
| يَزوَرُّ عَن لَحَظاتي في مَساريها |
|
أَعِفُّ مِن حَليِها عَمّا يُجاوِرُهُ | |
|
| وَمِن غَلائِلِها عَمّا يُدانيها |
|
قالَت لَعَلَّ أَديبَ النيلِ يُحرِجُنا | |
|
| فَقُلتُ هَل يُحرِجُ الأَقمارَ رائيها |
|
بَيني وَبَينَكِ أَشعارٌ هَتَفتُ بِها | |
|
| ما كُنتُ أَعلَمُ أَنَّ الريمَ يَرويها |
|
وَالقَولُ إِن عَفَّ أَو ساءَت مَواقِعُهُ | |
|
| صَدى السَريرَةِ وَالآدابِ يَحكيها |
|