عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > السعودية > عبدالله جعفر آل ابراهيم > سر الكون

السعودية

مشاهدة
543

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

سر الكون

ازدان شهرُ الله مُذْ أقبلَتْ
مَرضيَّةُ الرحمان بالمجتبى
فالشهر عِقدٌ وهو في وسْطهِ
درٌّ تلالا نورهُ ألهبا
يكشفُ سترَ الليلِ عَن نائمٍ
عن نورِ حقٍّ في الظلامِ اختبا
والشهر مرْجٌ وهو عينٌ به
ما أطيبَ الماءَ وما أعذبا
يروي حشا صادٍ فكم كان ما
يشربه من غيرها مُلهِبا
يدعو العُطاشَى يومَ حرٍّ وقد
عزَّ عليهم وِردُهُ مَطلبا
كم عنه قد أبعدَ مِن طالبٍ
بالصَّدِّ مَن للمصطفَى أغضبا
كم ألصق العيبَ به شانئاً
مَن كانت الشامُ له ملعبا
متخذاً مِمَّن روى كاذباً
للأجر مِمَّن غَشَّه مركَبا
حتى به جفَّت وِهادُ الورى
و انحسرت مما اعتراها الربى
فاستمطرتْ سُحْبَ الهدى بعدما
أضحَى الذي اخضرَّ بها مُجدِبا
فاسترسلتْ بالماءِ مِقطارةٌ
ترفض أنْ تُمنعَ أو تُحجَبا
واستبشرتْ صاديةٌ طالما
كانت ترى الموتَ لها أقربا
ثم اكتستْ خُضرَ ثيابٍ بها
ما اصفرَّ منها عاد معشوشبا
والدربُ قد صار بها سالكاً
مِن بعدِ ما قد كان محدودِبا
فاستسهلته النفسُ مِن بعد ما
كانت ترى ما فيه مستصعَبا
حتى عليه أقبلتْ لا ترى
غيرَ الذي يمشي به طيبا
بل كان مِن بين الذين امتطوا
صهْواتِ ذكرٍ في الورى الأطيبا
والأشرفَ الجَدِّ الذي ما لهُ
في الكونِ مَن يعدِلُه منصِبا
والأجودَ الكفِّ التي بحرها
قد كان للمُبحِر مُستعذَبا
فاستعظم الأمرَ على ما به
مُنشرحُ الصدرِ بدا مُغضَبا
مستكثراً ذاك المقامَ الذي
خَصَّ به الله الذين اجتبى
فاتخذَ الغيَّ على ما رأى
مِن ناصعِ الرشدِ له مذهبا
يبعث للترغيب مالاً ولل
ترهيب كم يشحذُ حدَّ الظبا
يرجو بما يفرض من سلطةٍ
تنآى عن الرحمةِ أن يَغلبا
يرجو بما ينشرُ مِن باطلٍ
أنْ يطمسَ الحقَّ وأن يَحجُبا
يدعو ضعيفَ النفسِ ذا مطمعٍ
ظهرَ المطايا العُجفِ أن يركبا
حتى إذا سارت به بان ما
قد كان مأنوساً به مرعبا
بانت له صفحاتُ أعمالِه
سوداءَ فيها كلُّ ما أذنبا
فاحتارَ بحثاً عن طريقٍ يرى
فيه نجاةَ المَرء كي يذهبا
والبحث في ليلٍ له دامسٍ
ما فيه بدرٌ قد بدا متعبا
لكنَّه سارَ على رِسلهِ
حتى رأى فيما رأى موكبا
كالأنجمِ الزُّهرِ بثوب السما
الحَسَنُ السبطُ بدا كوكبا
يدعون مَن شطَّ فمِنْ غيرهم
لن يحصلَ الفوز ولن يُكتَبا
قد خاب ساعٍ في الورى غافلٌ
لم يحفظِ النعمةَ بل أذهبا
نعمةُ أهلِ البيتِ أسمَى الذي
ربي حبانا بين ما قد حبا
فانظرْ إلى آثارهم مَشرقاً
يبدُ الذي يُبهِرُ أو مغربا
كم بهمُ استشفَى سقيمٌ لِما
يرجوه مِن برءٍ له استصعبا
عاد سليماً لا يرى علةً
لكنه للأمر ما استوعبا
هم سر هذا الكون والسرُّ لنْ
يعطَ لأيٍّ كان أو يوهَبا
أُعطِيتَهُ فاحفظهُ حتى تكنْ
مِمَّن لذاك الأجرِ مُستوجِبا
واشكرْهُ ما عشتَ على نعمةٍ
كي لا تزولَ عنك أو تُسلَبا
عبدالله جعفر آل ابراهيم

في ذكرى ميلاد الإمام الحسن المجتبى عليه السلام. رمضان 1440
التعديل بواسطة: عبدالله جعفر آل ابراهيم
الإضافة: الأربعاء 2019/06/05 09:03:02 مساءً
التعديل: الأحد 2019/10/20 10:01:32 صباحاً
إعجاب
مفضلة
متابعة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com