أخطأتُ في عدِّ حباتٍ بمسباحي |
وما انتبهتُ لماءٍ فوقَ ألواحي |
وعُدتُ للحبةِ الأولى أُلملمُها |
وفي الصدى أَترجَّى صوتَ ملَّاح |
آهٍ على ضحكةٍ قد كنتُ أرقبُها |
كما يُمنِّي السواقي قلبُ فلاح |
يَسقي ... وما لمست يُمناه بذرتَه |
إلا كما لمست عيناي أفراحي |
فقال: أنتَ أنا... وانزاحَ في أسفٍ |
كي يستظلَّ، ويا حُزني لمُنزاح |
وانثالَ في شاشةِ التمثيلِ مشهدُهم |
بدمعةٍ قد جرَت من عينِ تمساح |
تكشَّفَتْ عن دواليبٍ مكسرةٍ |
وعن دنانِ مواخيرٍ وأقداح |
ومدَّ هيكلُها الوحشيُّ خطوتَه |
على دروبِ متاهاتٍ لأشباح |
بقيتُ أرقبُ والألواحُ تغرقُ بي |
وأّذرعُ الليلَ إِشراقا لإصباح |
وكلُّ عقدٍ بنا آمالُه انتثرَتْ |
كما تناثرَ يومَ العصف تُفَّاحي |
وقال : أنت أنا، حقلي سنابلُه |
تكسَّرتْ بين ذي جمرٍ ونبّاح |
والسجنُ من كيدِهم زادَتْ مداركُه |
ما بين ألواحِ سجانٍ وإصحاح |
أنرقبُ النيلَ كي ترسو سفائنُه |
بغزةٍ ، إذ هوى شلالُ أتراحي |
أم الفراتَ وقد جفَّت منابعُه |
للقدسِ نادى، وآهات لصداح |
أم الجزيرةَ والباقي وما علمت |
يُمناي أين توارى خيرُ مفتاح |
يقامرون على حقلي ومسبحتي |
ما بين غانيةٍ والنَّرْدِ والرَّاح |
ويُشعلون لحرقِ الزيتِ عاصفةً |
تزدادُ حرقا بمجدافي وألواحي |
آه على زمنٍ أدركتُ جوهرَه |
في ساعةٍ كَشَفت تزييفَ مسباحي |
وعدتُ أحرثُ روضا ليس ذي ثمرٍ |
والهدمُ أولُ خطوٍ نحو إصلاح |
تبقى بوارا ليومٍ فيه مسبحةٌ |
من السماءٍ وألواحٌ لملاَّح |