لا تَهجُري الشِّعرَ إِنَّ الشِّعرَ حَسَّاسُ | |
|
| يا مَن لها مِنهُ ما لا يَعلَمُ النّاسُ |
|
ومَن إِذا حَدَّثَتنِي وهي شاردةٌ | |
|
| تَشَابَهَ النَّاسُ عندي، وهي أَجناسُ |
|
ومَن إِذا شَامَ قَلبي طَيفَ بَسمَتِها | |
|
| تَصَاعَدَت مِنهُ هالاتٌ وأَقواسُ |
|
حُرُوفُها حين تَحكِي فَرحةً، وأَسًى | |
|
| يَفعَلنَ بِالعَقلِ ما لا تَفعَلُ الكاسُ |
|
لا كَأسَ في الأَرضِ أَشهَى مِن فَمِ امرَأَةٍ | |
|
| الخَوخُ دَانٍ عليها والأَناناسُ |
|
قلبي وعَقلي أَسِيرَا مَن نَذَرتُ لها | |
|
| ما ضَمَّهُ الصَّدرُ مني واحتَوى الرَّاسُ |
|
أَنا، وأَمسِي، ويَومِي، وارتِقابُ غَدِي | |
|
| ووَحدَتي، والجِهاتُ السَّبعُ، حُرَّاسُ |
|
|
لا تَهجُري الشِّعرَ يا مَن أَنتِ بَهجَتُهُ | |
|
| وإِن بَدَا مِنه وَسواسٌ وخَنَّاسُ |
|
لِلشِّعرِ دَمعةُ طِفلٍ حِين نَهجُرُهُ | |
|
| ودَمعةُ الطِّفلِ لِلحِرمانِ مِقياسُ |
|
بَيني وبَينَكِ يَعدُو كم بِنا انكَسَرَت | |
|
| قُلُوبُنا، وانكَسَرنا، وهو مَيَّاسُ |
|
وكم بِنا اشتَدَّ لَيلٌ، وانزَوَى أَلَقٌ | |
|
| وكم بِنا امتَدَّ حُزنٌ، وانطَوَى باسُ |
|
وكُلَّما لاحَ أَنَّا لا عَزَاءَ لنا | |
|
| سِوى العَزَاءِ أَفَقنا وهو أَعراسُ |
|
|
لا تَهجري الشِّعرَ عَمدًا بِالسُّكوتِ ولا | |
|
| سَهوًا، فَآحَادُ جُرحٍ مِنكِ أَخماسُ |
|
أَو تَبخَلِي في دواءٍ، يا مُدَاوِيةً | |
|
| قَلبًا، هو الحِبرُ عَنها، وهي كُرَّاسُ |
|
حسبي بأَنَّ هَوَانا صامدٌ مَعنا | |
|
| لو نَالَهُ اليأسُ يَومًا نالَهُ اليَاسُ |
|
وأَنَّ كُلَّ بُحُوري مِنكِ صاعدةٌ | |
|
| وأَنَّ سَقفَ سَمائي فيك غَطَّاسُ |
|
ونَحنُ أَنفاسُ رُوحٍ ما تَزالُ بِنا | |
|
| فَكيف تَرتَاحُ رُوحٌ وهي أَنفاسُ! |
|