إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
طال الكلامُ وزاد اللغوُ والكذِبُ
|
والفعلُ قلّ فماذا تنفعُ الخطبُ..؟!
|
أعيى مسامعَ أيامٍ مُضرّجةٍ
|
بالدمع والدّمِ هذا المنطقُ الذَّرِبُ
|
أينَ الشهامةُ ..؟ لا الأشعارُ توقظها
|
ولا الحماسَةُ يُورِي زَندَها الطلبُ
|
أينَ الألَى عطّرَ الأيامَ ذِكرُهُمُ
|
والأرضُ ترتاعُ إن صاحوا وإن غضبوا ..؟
|
تقلّبَ الدهرُ، دالت أعصُرٌ ..فإذا
|
بهِمَّةِ القوم أوهى روحَها التعَبُ
|
تغير الحال ..أضحى بعدَهم خَلَفٌ
|
تنكّبوا عن تراث الأمس وانقلبوا
|
اليأسُ ينهشُ منهم كلَّ إمَّعةٍ
|
ويدعَسُ الخوفُ مَن تهوي به الرُّكَبُ
|
فكيفَ تنبعثُ الأمجادُ من ضعةٍ
|
ما لم يثُر لمَعين الحكمةِ الرَّغَبُ
|
هيهات تُفلحُ أجيالٌ مُدَوَّخة
|
للتّيهِ والجهل والأهواء تَنتسبُ
|
لم تَلقَ في لُجَج الأيام وِجهتها
|
وتحت جُنحِ ظلامِ الفقر تحتطب
|
تنساقُ عندَ هُبوب الريح طائعةً
|
وحيثما قادها الإغراءُ تنسربُ
|
فمن سيُرجعها للأصل ..يُقرِؤُهَا
|
بعض الحروف التي غصت بها الكتبُ؟!
|
ومَن يعالجُ داءً طالَ أفئدةً
|
عن الحقائق تنأى وهْي تنسحبُ ..؟!
|
ومَن يرمِّمُ ما الأحقادُ تهدمُهُ
|
كي يستقيمَ بناءً صرحُنا الخَربُ ..؟!
|
ومن سيُوقظ مَن ألهَتْهُ ثروتُهُ
|
وأسكَرَتْهُ الدُّنا والرقصُ واللعِبُ
|
وحولَه أعيُنُ الأحقادِ حانقةٌ
|
وعادياتُ العِدى للشرّ تصطخبُ
|
يا حسرتاه على حالٍ مُبَكِّيَةٍ
|
لا الدمعُ ينفعها ..لا اللومُ ..لا العَتَبُ
|
أغِثْ عبادَك يا الله مِن وهَنٍ
|
لم تقوَ عن دفعهِ الصيحاتُ واللجَبُ
|
واهدِ الذين هَوَوْا نحوَ الضّلالِ وكنْ
|
عونًا لمن تحتَ سوط الظلمِ قد غُلبوا
|