١ كمْ أسْدلَ الليلُ من سِتْرٍ وكمْ كشَفا | |
|
| وكم أتاحَ لنا بوْحاً سقى الدّنفا |
|
٢ أغرتْ نجومُ الهوى حرْفًا على طرَفٍ | |
|
| حتى انْهمى سرُّهُ يروي المدى كلِفا |
|
٣ من غيمةٍ دمعتْ واسَّاقطتْ شررًا | |
|
| استلْهمَ الشّعْرَ حتى أشعلَ السُّدُفا |
|
٤ واسْتحْضر الطيْفَ عندَ البحر فاضْطربتْ | |
|
| أمواجُهُ وبدَتْ تستشْعِرُ الأَسَفا |
|
٥ فلاحَ في أُفْقِهِ ضوءٌ وما عُرِفتْ | |
|
| ملامحُ النورِ إلا أن يكونَ غَفا |
|
٦ وارْتدّ صوتٌ كلَحْن سادَ أغْنيةً | |
|
| قد أطْربَ الكوْنَ وِدّاً، بالمُنى عزفا |
|
٧ وَزارَهُ القبَسُ الملتاعُ في لهَفٍ | |
|
| وجادَ في قُبلةٍ أرْخَتْ جوًى عصَفا |
|
٨ وجْهٌ وضيٌّ رضيٌّ كالملاكِ سما | |
|
| في حضنِهِ، فاستثار اللُّبَّ والشّغفا |
|
٩ كأنهُ أمسَكَ الأضدادَ في يدهِ | |
|
| فضجَّ نبْضٌ، وأنهى عيشَهُ الشّظفا |
|
١٠ كبلبلٍ غرِدٍ قد نال غايتَهُ | |
|
| مُحلِّقًا جاوزَ الأطوارَ والشُّرُفا |
|
١١ في بسْمةٍ تُبرئُ الآلامَ في رمَقٍ | |
|
| من وجْنةٍ ترسمُ الآمالَ والهدَفا |
|
١٢ والثغْرُ نافذةٌ فيها يُطَلُّ على | |
|
| قصْرٍ منَ الشّهْدِ حتى الآنَ ما اكْتُشِفا |
|
١٣ فيهِ اللآلئُ عِقْدٌ بُلِّلَتْ بندًى | |
|
| تخالُهُ الرّاحَ ما إنْ كنتَ مُرتشِفا |
|
١٤ والهمْسُ فيه الشّذا المزْهوُّ في نغَمٍ | |
|
| والغُنْجُ قيثارةٌ تُزجي الحيا رهَفا |
|
١٥ والّلحْظُ بئرٌ بها شِرْبٌ لواردِهِ | |
|
| والهدْبُ حبْلٌ يجُرُّ الحبَّ مُكْتنِفا |
|
١٦ والخصْرُ قوْسٌ رمى سهْمَ الجمالِ على | |
|
| قلبٍ تضرَّجَ بالعشْقِ الذي نزَفا |
|
١٧ والشَّعْرُ منسجِمٌ في لونِ ليلتِهِ | |
|
| لهُ بريقٌ، ومنهُ البرقُ قد غرَفا |
|
١٨ يا من حسدْتُمْ فتىً في ليلةٍ شرُفَتْ | |
|
| أنْ تُولِدَ الشّمسَ بعدَ البدرِ أنْ خُسِفا |
|
١٩ قد أجهظتْ سمَراً، اَلطّيفُ شيّدهُ | |
|
| وحطَّمتْ ذكرياتٍ سيْلُها انْجرَفا |
|
٢٠ هلّا رَفِقْتَ أيا صُبْحًا على خلَدٍ | |
|
| قد عاشَ في حُلُمٍ لكنّهُ اخْتُطِفا! |
|