١ في لوحةِ الإنسانِ صاغَ عَشِيّا | |
|
| فجْرًا وغيْمًا ماطِرًا ورُقِيّا |
|
٢ وأضاءَ دهْرًا مستمِدًا حِبْرَهُ | |
|
| من والدٍ رسَمَ البهاءَ جلِيّا |
|
٣ يا أيّها الرّسامُ كيف لريشةٍ | |
|
| أنْ تجعلَ الصُمَّ الجمادَ ندِيّا؟ |
|
٤ فُرْشاتُكَ الخضراءُ والزرقاءُ قدْ | |
|
| روَّتْ أكاليلَ المحبّةِ ريّا |
|
٥ لوْنانِ في عُمْقِ الغِراسِ تمازَجا | |
|
| فجنى اليراعُ مُنى الحصادِ طريّا |
|
٦ لوْنٌ تكحّلَ بالصّباحِ وميضُهُ | |
|
| قد لفَّ في غسَقِ الدّجى دُرِّيّا |
|
٧ لونٌ أتى يُزجي الأقاحي حُمْرةً | |
|
| حاكا رِداءً كانَ بحْرَيْنيّا |
|
٨ لوحاتُكَ اليومَ اسْتحالتْ روْضةً | |
|
| والكلُّ صارَ بها يهيمُ رضيّا |
|
٩ أكملْ فديْتُكَ لوحةً قد زُخرِفتْ | |
|
| بمُبادراتٍ لن تضيعَ مَليّا |
|
١٠ الساقُ حينَ تكشّفتْ في صرْحِها | |
|
| قد باتَ جوْهرُ سرِّها مرْئيّا |
|
١١ كم ريشةٍ وهبَتْ يداكَ كريمةً؟ | |
|
| ألوانُكَ انْتشرتْ ونادتْ: هيّا.. |
|
١٢ فأتى الشّبابُ تسوسُهمْ آمالُهمْ | |
|
| فرسمْتَها دُرًّا يفوحُ حُلِيّا |
|
١٣ وذوو العزيمةِ عبّروا في رسْمِهمْ: | |
|
| إنّا هُنا نطوي المواجِعَ طَيّا |
|
١٤ أمسكْتَ أيديهِم لتُكمِلَ لوحةً | |
|
| فيها الطّيورُ تُداعِبُ الجورِيّا |
|
١٥ رسَموا المشاعرَ بسْمةً ولقدْ رَموْا | |
|
| لوْنَ الأسى حتى انْجلى مَنْسيّا |
|
١٦ ضمَّ الجناحُ أنامِلاً فسَما بها | |
|
| إبداعُهُم قُرْبَ النّجومِ عَلِيّا |
|
١٧ يا من رسمْتَ سفينةً طافتْ بِنا | |
|
| لأمانِ برٍّ شعَّ إنْسانيّا |
|
١٨ لا تمْحُ يَمّاً فوقَهُ جال الشّذا | |
|
| ولْنرسُمِ الفنَّ البهيجَ سَوِيّا |
|
١٩ والنّخْلَ والزّهْرَ البديعَ جِوارَهُ | |
|
| من خلفِهم نهْرٌ يسيرُ روِيّا |
|
٢٠ والصّافِناتِ تُراقِصُ الورْقاءَ في | |
|
| عُرْسٍ أتاهُ أبو الحُصيْنِ صفِيّا |
|
٢١ والذئبَ يصحبُ نعجةً بتودُّدٍ | |
|
| والضّبْعَ يصبحُ حين ذاك تقيّا |
|
٢٢ والرّيمَ يجلسُ عندَ مائدةِ الشّرى | |
|
| من حولِها ليْثٌ غدا جُندِيّا |
|
٢٣ لا خوْفَ من وحْشٍ يُشذِّبُ مِخْلباً | |
|
| إنّا سنرسُمُ دهْرنا الورْديّا |
|
٢٤ يا خالدٌ كمْ لوحةٍ أطْليْتَها؟ | |
|
| بطِلاءِ معنىً آبَ مِنكَ نقِيّا! |
|
٢٥ بِزُلالِكَ القفْرُ ارْتوتْ أرجاؤهُ | |
|
| من بعدِ أن كانَ الهتونُ عَصيّا |
|
٢٦ أنشأْتَ درْبًا للطموحِ خلالَهُ | |
|
| شيْخُ الأماني عادَ مِنهُ صبيّا |
|
٢٧ شِعري لكلِّ المُرهَفينَ رسالةٌ | |
|
| أُهدي ضفائِرَهُ إليْكَ أُخيّا |
|
٢٨ لا يخلُدُ الإنسانُ بعدَ فنائِهِ | |
|
|
٢٩ فاخْترْ لنفسِكَ ريشةً تشدو بها | |
|
| واجْعلْ مِدادَكَ في الورى مرْويّا |
|
٣٠ واصْنعْ لِحُلْمِكَ سؤددًا قبلَ الثرى | |
|
| ليظلَّ ذكرُكَ خالدًا أبدِيّا |
|