إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
نظمتُ دعائي لؤلؤاً بعقود
|
أناجي به ربي بكل سجود
|
رجاء وعود واتقاء وعيد
|
سموط ثناءٍ في سموط فريد
|
بكل لسان قد بثثن وجيد
|
لمن خضعت كل البرايا لأمره
|
وسبّحت الأملاك خوفاً بقهره
|
له شكر كل الخلق أنّى لحصره
|
وحمد تغص الكائنات بنشره
|
إذا نشرت منه أجل برود
|
له الأمر في طيّ الوجود ونشره
|
فلا مَلِكٌ إلاه في يوم حشره
|
له الفضل عمَّ الكون جلَّ بقدره
|
وذكرٌ له تحيا النفوس بذكره
|
ويُبعث قبل البعث من هو مودي
|
تلألأت الأكوان من نور حرفه
|
وأثرى عُفاة الخلق من وكف كفّه
|
وأشرقت الدنيا بلمحة طرفه
|
تعطرت الآفاق من طيب عرفه
|
فما مسك دارين يشاب بعود
|
يزاحم أجرام السماء بهامه
|
فيغري النجومَ الزُهرَ كشفُ لثامه
|
ويُخجل بدرَ الليل بدرُ تمامه
|
ويُزري بنور الشمس نور ابتسامه
|
إذا ما تجلى في صحائف سود
|
لمن هو أهل للتذلل والفنا
|
لمن هو أهل المكرمات تمنُّنا
|
لمن هو أهل الذكر والشكر والغنى
|
لمن هو أهل الحمد والمدح والثنا
|
لذي الفضل والآلاء خير مفيد
|
لمن خلق الأكوان تدعوه واجدا
|
وتعبده كل الخلائق واحدا
|
فكل أتى بالطوع والكره ساجدا
|
لمن سبحته الكائنات شواهدا
|
بتوحيده والله خير شهيد
|
هو الله من سوّى الخليقة مُحكِما
|
وأحكم شرع العدل فيها وحكّما
|
وقدّر أقوات العباد وقسّما
|
أعاد وأبدى من أياديه أنعما
|
فيا أنعم المولى بدأت فعودي
|
*** |
بسطت فؤادي بالدعا وتذلّلي
|
وقدمت نفسي موقناً بتقبّلي
|
فيا رب عفواً يا ملاذي وموئلي
|
ويا رب لطفاً من لعبد مؤمل
|
بسيط لسان بالدعاء مديد
|
تبعثر ماضيه بِليْل دروبه
|
هباءً وأبقى منه بعض ندوبه
|
وأملى عليه الصمتَ سوءُ عيوبه
|
ويقصر منه القول ذكر ذنوبه
|
وقبح الخطايا فهو أيّ بليد
|
أطاع هواه فاصطباه سخافةً
|
ولم يُقْرِ أصوات النَّصوح ضيافةً
|
وهاهو يرجو اليوم عفواً ورأفةً
|
ويغضي حياءً هيبةً ومخافةً
|
لعزك إجلالاً لكل شهود
|
فيا من يُرجَّى عنده كلُّ مطمح
|
ويُقصد إن عمّ البلا كل مسرح
|
أتيت بقلبٍ في هواك مقرّح
|
فجُدْ بمتاب عن مُقرٍّ مُصرِّح
|
بذنب وتقصير وطول صدود
|
ذليلٍ يجرّ التوب في ثوب مُهْطع
|
يلوذ بأسباب الرجا والتضرع
|
يخاف سياط السخط تُدمي بموجع
|
منيب يرجي عندك العفو مولع
|
بذكرك لا ذكر اللوى وزرود
|
غفولٍ ودأبُ العبد يلهو بدُنية
|
وينسى الذي سواه في خير خِلقة
|
فمن لسَؤولٍ خائف كل نقمة
|
فقير لما أسديت من كل نعمة
|
شكور لما أوليت غير جحود
|
*** |
أتاك بوزن الأرض أوداً بوِزره
|
يجرجر أسمال اعتذارٍ لجبره
|
كمن يحمل الدنيا لشدة أمره
|
دعاك ولا يرجو سواك لفقره
|
وأنت الذي تدعى لكل شديد
|
تراوده آجاله وتخاتل
|
وتدفعه آماله وتماطل
|
فيقرع أبواب الرجا ويحاول
|
وما ظن يوماً أن يخيّب آمل
|
بباب كريم في غناه حميد
|
لوى كل ضُرّ في هواه فسرّه
|
وأرخص نفساً وهو يحزم أمره
|
فجرّعها فيما يحاول مُرّه
|
ولم يك يشقى في دعائك عمرَه
|
ومنك يرجّي اليوم كل مزيد
|
إلهي أسعفني بفضل وأدنني
|
إليك وقرّبني لديك فإنني
|
تركت ورائي كل مُغنٍ ومحسن
|
إلهي تداركني بلطف وأغنني
|
بواسع رزق من نداك عتيد
|
فأنت الذي تُدعى إذا اشتدت المحن
|
وأنت المُرجّى في مقارعة الفتن
|
فأنت إلهي مَن يُرجّى سواك مَن
|
فمهما تُردْ شيئا يكن بمقال كن
|
فهلا بكن تقضي بأوسع جود
|
خَلقتَ وكلُّ الخلق فضلَكَ سائل
|
ونُعماك لا تُحصى ومن ذا يحاول
|
وجودك لا حدٌّ له أو يُماثَل
|
يجود به من جوده الغمر شامل
|
على كل موجود بكل وجود
|
وإني إذا ما مسّني الفقر أفزع
|
إليك وأنت الواهب المتوسع
|
وأنت لما أدعو وأرجوه تسمع
|
فما كان لي في غير فضلك مطمع
|
وجودك منه طارفي وتليدي
|
وجودك في طوفان ضعفي سفينتي
|
وجودك في سعيي أعزّ حصيلتي
|
وجودك تدبيري وحظي وحيلتي
|
وجودك إذ عز الشفيع وسيلتي
|
وجودك إذ عز البريد بريدي
|
رجائي وخوفي في هواك وسائل
|
وذلي وإذعاني وضعفي رسائل
|
إليك بما أبدي وأخفي دلائل
|
واني لوقاف ببابك سائل
|
لفضلك راج منك نجح وعودي
|
فأنت رجائي يا إلهي فأجْرِها
|
وعودي سيولاً من جيوشٍ بمجْرها
|
ولا تخزني إني حريٌّ بنصرها
|
وقد دفعتني الكائنات بأسرها
|
إليك ولم تحفظ وثيق عهودي
|
وكنت إذا يممت في الخلق ماجدا
|
لأمرٍ ونهيٍ أقفل الباب آصدا
|
ولم أكُ إلا الحقَّ أحدو مجاهدا
|
وإني وإن زايلت بابك قاصدا
|
سواك فقد أبرمت نقض عقودي
|
*** |
أتيت وسؤلي قد أسال مدامعي
|
وسوء فعالي قد أقض مضاجعي
|
فأسبلْ عليّ العفو واشفِ مواجعي
|
وحاشاك عن طردي وقطع مطامعي
|
لشؤم جدودي واتضاح جمودي
|
أرقتُ دماء الجهد أجلو مآربي
|
وأسلك بالنجوى إليك مذاهبي
|
سعيت وحظي في هواك مجانبي
|
وإن كان سعيي لا يفي بمطالبي
|
وأن حظوظي عن مناي قيودي
|
فروّضتها حتى استذلّت ركابها
|
أمام عزومي النائفات قبابها
|
وقد قاومتني واستطالت رقابها
|
ولكن بقصد الله تغدو صعابها
|
وإن عظمت قدراً أذل مقود
|
فمن رام أقطار السما بَسطت له
|
جناحاً وأدنت في عُلاها محلّه
|
بسلطان ذي السلطان جلَّ أجلّه
|
ومن يتمسك بالإله تكن له
|
إذا رامها العنقا أذلّ مصيد
|
على أنني قد كنت بالأمر قائما
|
وصقر جهادي ظلّ في الجوّ حائما
|
فلم أرَ في سعيي سناداً ملائما
|
ولما رأيت الحظ عني نائماً
|
وكان قيامي فيه مثل قعودي
|
وأن جهودي بل جنودي اعتراهما
|
سراب من الدنيا فأذهب ماهما
|
فلله ما أبلاهما فابتلاهما
|
وأن فعالي مثل مالي كلاهما
|
لدارس دين الله غير معيد
|
وعزمي وحزمي في الأمور عساهما
|
يعينان ركب الحق فيما عناهما
|
فهل أغنيا شيئاً وأنّى غَناهما
|
وأن لساني مثل كفي كلاهما
|
لإظهار دين الله غير مفيد
|
وحسمي وقصمي رغم حرصي أراهما
|
إذا رمت تحكيماً نبت ظبتاهما
|
فما بدّدا للبغي جيشاً عصاهما
|
وأن حسامي كاليراع كلاهما
|
لأعداء دين الله غير مبيد
|
فأيّدْ إلهي في رضاك قيامتي
|
بجيشين من صبري وعزم إرادتي
|
فإنيَ لم أدرك لدى الخلق غايتي
|
ودهريَ لم يأذن بغير إهانتي
|
وإكرام خصمٍ للإله عنيد
|
زرعتُ جميل القول والفعل محسنا
|
ورويّته من غيث ودّيَ والعنا
|
ولم أجنِ منه غير مُرٍّ من الجنى
|
وغاية محصولي المواعيد والمنى
|
وإن وعود الغدر أي وعود
|
فإن كنت قد أمعنتُ في الفضل مسلكي
|
وأنفقتُ فيه العمر والموت مدركي
|
فهأنذا أدعو ولله أشتكي
|
ولم يبق عندي اليوم إلا تمسّكي
|
بعروة ركن للإله شديد
|
وخلّفتُ آمالي العراضَ بأُمّتي
|
وأدركتُ أني في سراب بقيعة
|
فعدتُ إلى نفسي أسامر وحشتي
|
جمعت همومي وانتجعت بهمتي
|
إلى باب وهّاب الجدود مجيد
|
إلى الله غوثي لم يزل ليَ محتمى
|
إلى الله ربي لم يزل ليَ مكرما
|
إلى الله رزّاقي ومازال منعما
|
إلى باب من يدعوه في الارض والسما
|
ومن فيهما من سيد ومسود
|
إلى خالق الكون الفسيح بأيده
|
ورازق كل الخلق فضلاً برفده
|
إلى من يجيب السؤل براً بوعده
|
إلى باب من في كل يوم بحمده
|
له أي شأن في الأنام جديد
|
إلى باب ذي الإكرام أكرم ِمن بذل
|
وأحكم ِمن بالعدل ينصف من عمل
|
وأعدلِ من يعطي ويمنع من سأل
|
إلى باب خير الناصرين وأكرم ال.
|
.مفيدين خير الفاتحين ودود
|
إلى باب جلّاء القويم من السُّبُل
|
وفتّاح ما استعصى على الخلق بالحيَل
|
ومن هو قهّار الخلائق لم يزل
|
إلى باب وهّاب الممالك قالب ال.
|
.كراسيّ قهّار لكل عنيد
|
إلى من إليه كل شيء قراره
|
إلى من إليه الكون دار مداره
|
إلى من إليه الخلق دام افتقاره
|
إلى مالك الملك العظيم اقتداره
|
إلى من له الأملاك خير عبيد
|
إلى الله ذي الإجلال قمت مناجيا
|
وأدعو وليلي مغمض الطرف ساجيا
|
أقدم نفسي مخلصاً لا مداجيا
|
وقوفاً على أبوابه منه راجيا
|
قيام حظوظي في العلا وجدودي
|
فتأتيَني من جانب الله سبحة
|
وتغدقَ لي سيل العطا منه منحة
|
تبدل حالي من لدى الله لمحة
|
فتخرق لي فيه العوائد نفحة
|
سماوية من مبدئ ومعيد
|
فتنزل آيات تبدد وحشتي
|
وتبدو علامات بنُصرة نهضتي
|
يدبرها ربي وليس بقدرتي
|
حظوظاً يقوم الدهر فيها بخدمتي
|
ويسعى بما لا يشتهيه حسودي
|
بتأييد رب العرش نصراً وأيده
|
تحقق وهو الوعد منه لعبده
|
بآياته تترى وتسخير جنده
|
تقوم بتدبير الإله وكيده
|
لأمر عليه لم أكن بجليد
|
بأنصار دين الله أهل يقينه
|
وأملاكه في إمرة من أمينه
|
تقاتل في صفّي وطوع يمينه
|
وتسعى بما يرضى الإله لدينه
|
إذا ما أمات الحق كل مريد
|
شددت عنان الحق أدحو به المدى
|
صعوداً إلى الشِعرى مجدّاً مُمَجّدا
|
رضا الله والتأييد قصديَ والجَدى
|
بها قام من قبلي الإئمة بالهدى
|
وكانت لرسل الله قبل وجودي
|
فقمتُ وللدنيا قيام وهمّها
|
مؤازرتي حتى تحقق حلمها
|
خوارق من ذي العرش يبزغ نجمها
|
يُتِمّ بها النعمى علي متمّها
|
قديماً على خير الخلائق صيد
|
*** |
ألا ليت شعري مَن حَدَتْهُ شجاعة
|
وتدفعه نفس بقرضٍ مباعة
|
لنصرة دين الله والنصر طاعة
|
ومن لي بهذا في زمان مضاعة
|
به سنن الإسلام بين قرود
|
ومن لي بقوم جالدوا عن عرينه
|
فكانوا ربيعاً في عجاف سنينه
|
وما خالفوهُ باجتناب متونه
|
ومن لي بأن يرضى الإله لدينه
|
بتعطيل أحكام ورفض حدود
|
ومن لي لنصر الله في كل مشهدِ
|
بمرصوص صفّ او بقلبٍ موحّد
|
على كل باغٍ أو مُضلٍّ مبدِّد
|
ومن لي بأن يرضى لأمة أحمد
|
وقد سامها بالخسف كل كنود
|
ومن لي بحزب الله يرفع بُنده
|
بفتح وتمكين وينصر جنده
|
ويخذل حزب البغي يقصم حدّه
|
ومن لي بأنصار الى الله وحده
|
اشداء بأس في الحروب أسود
|
إذا حملوا فالصاعقات لهم حذا
|
تدكدك خصم الله تمطرهم أذى
|
فتسري بنصر الله ريحهم شذا |
تباري النعام الربد خيلهم إذا
|
بحيّ على نصر المهيمن نودي
|
كشهبٍ تهاوت نحو باغٍ ترفّعَ
|
كسيلٍ أتيٍّ في مضيق تدافعَ
|
كجلمود صخرٍ من عُلُوٍّ تقعقعَ
|
يغاث بهم داعٍ إلى الله قد دعا
|
وخوصم في ذات الإله وعودي
|
فمن لي بمن يسعى إلى الله مقبلا
|
ويسرج ظهر العزم سيراً إلى العُلى
|
يقضّ الصفوف المسبكرّات موغلا |
ومن لي بسيف يقطع الهام والطُلى
|
ويفري من الأعداء كل وريد
|
فأين الغيور الحرّ من هو شاربُ
|
كؤوسَ رضا الرحمن عنه محاربُ
|
يُباعد في مرضاته ويقاربُ
|
حسام لدين الله والله ضارب
|
بحديه والهيجاء ذات وقود
|
يعاجل من لاقى بأفظع نكبة
|
ويهزم من عادى بعزمٍ وهيبة
|
ويقطع بين المشرقين بوثبة
|
ولو عارض الشم الجبال بضربة
|
لناحت على طود أشمَّ فقيد
|
*** |
ألا إن سيف البغي أعلا صليله
|
وسلّ عدوّ الله ناراً نصوله
|
وأجرى فساداً في البلاد سيوله
|
فيا غارة الله اغضبي وخيوله
|
اركبي ومواضيه انعمي بورود
|
أغيري عليهم مرةً بعد مرّة
|
بكأس مدامٍ من رِوا الموت مُرّة
|
فتبهتهم حتى يكونوا بسكرة
|
ومُنّي على الأعداء منك بزورة
|
تريحهمُ من كفرهم بلحود
|
ودُكّي الجبال الراسيات بأبرق
|
وهزّي فجاج الأرض منك بمُطبق
|
وشُدّي بعزم لا يلين وحرِّقي
|
ويا رب مزق كل سور وخندق
|
عليهم وحصن شامخ ووصيد
|
وشتت فلول المفسدين وزدهمُ
|
نكالاً فإن البغي فيهم ومنهمُ
|
وردّ إليهم كيدهم ثم كِدهمُ
|
وقد مكروا فامكر بهم وأذقهمُ
|
عواقب مكر في البلاد شديد
|
فصبّ عليهم سوط ذُلٍّ مرجّس
|
يذيقهم طعم الهوان المدنّس
|
ولا تبقِ منهم كل باغٍ منجّس
|
وطهر بقاع الأرض منهم بأنفس
|
من البغي تجريها بكل صعيد
|
ودعهم بأوحال الضلالة والهوى
|
فلا يروا الآيات نيّرة الصوى
|
وسلّط عليهم من يسومهم التوى
|
وشرد بهم في كل أرض فلا سوى
|
قتيل ومأسور يرى وطريد
|
وأرسل عليهم جيش رعب عرمرما
|
يزلزلهم بالخسف أنّى تقدما
|
فلا وزَرٌ منه يقيهم ومحتمى
|
وصُبَّ عليهم سوط منتقم كما
|
لعادٍ وفرعونٍ جرى وثمود
|
بلى وأحطهم بالعذاب وسُمهمُ
|
صنوفاً توالى مهلكات عليهمُ
|
ولا تُرْجِهم مهما استجاروا وزِدهمُ
|
ولا تبق ديّاراً على الارض منهمُ
|
فما قوم لوطٍ منهمُ ببعيد
|
*** |
وبشّر بصبحٍ يدحر الظلم مسفرِ
|
بآيات إعجازٍ وفتحٍ مظفّر
|
ويمحق جيش البغي في كل مخفر
|
وعجل بنصر منك للدين مظهر
|
وعن كيد من عاداك غير مكيد
|
يدكدك أهل البغي والفسق والشقا
|
بهمّات أهل العزم والحزم والنقا
|
وإقدام أرباب الشجاعة مفلقا
|
يقوم بأرباب الديانات والتقى
|
ويسطع نور الحق بعد خمود
|
شموساً تضيء الأرض تجلو سماءها
|
وتُعلي بأهل الحق صرحاً بناءها
|
تجدد فيهم سرّها وبقاءها
|
وتنشر أعلامُ العلوم لواءَها
|
بأسياف عدل لم تَلِقْ بغمود
|
لوامع يخشاها سفيهٌ منافق
|
وتنصر رايات الهدى وترافق
|
ويرفعها بالحق لله صادق
|
يدبرها ماضي العزيمة حاذق
|
بإنفاذ أمر الله غير مَئود
|
يصول بأمر الله يسحق جحفلا
|
يجول كمُنْقضِّ الكواسر مرسلا
|
كصاعقة من ذي الجلالة أُنزلا
|
تذل له الآساد حتى النُقاد لا
|
تُذاد عن المرعى بأطلس سيد
|
ويخشى لمام الذنب عاث بزرعه
|
وأفسد تأبيراً بإحسان طلعه
|
قويٌّ إذا ما اشتدّ أمرٌ بربعه
|
أمين على دين الإله وشرعه
|
خليفته المأمون خير رشيد
|
أقرّ حدود الله فاشتدّ حبلها
|
على المفسدين المرجفين وفَتلها
|
وأمّن أرض الله فاخضرّ سهلها
|
به قرّت الدنيا عيوناً وأهلها
|
على العدل والإحسان منه شهودي
|
*** |
إلهيَ فاجعل يُمنَ يمناك سترتي
|
وأيَّد بماضي حدّ أيدك قدرتي
|
وقوّم صفوفي في نهوضي ونفرتي
|
ومُنَّ على عبد دعاك بنظرة
|
تجلي على الآفاق شمس سعود
|
تعمُّ عباد الله في ملتقاهمُ
|
بدعوة حقٍّ ترتقي مرتقاهمُ
|
إلى نصر جند الله في مبتغاهمُ
|
فتشمل من في الأرض حتى أراهمُ
|
إلى الله أنصاري وفيه جنودي
|
يذودون عن إسلامهم وعرينه
|
بمالٍ وحالٍ والسلاح ودونه
|
جنود إذا ناديت هبّوا بحينه
|
فأحشد في نصر الإله ودينه
|
ومن قام بالدين الحنيف حشودي
|
سأنصر دين الله نصراً مؤكدا
|
وأهزم جيش البغي حتى أبدّدا
|
بقدرة ربي كي أفوز وأسعدا
|
فأصبح منصوراً مطاعاً مؤيداً
|
بفتح وتمكين وجاه سعيد
|
تظاهر أهل البغي فاندكّ دونه
|
هُمُ ومُوالوه ومن قد يلونه
|
بحملة أهل الحق إذ ينصرونه
|
عسى ولعل الله يظهر دينه
|
على كل دين لم يكن بسديد
|
فيشرق نور الحق يملأ دنيتي
|
ويعلو أذان الله في كل صرخة
|
ويُخصب غيث العدل أرجاء ديرتي
|
فتخضرّ آمالي وتورق مُنيتي
|
ويثمر في دوح المكارم عودي
|
إلهي قضيتَ الأمر فهو سديدُه
|
وقدرّتَه حتى استقام حديدُه
|
فأنت بدأت الخلق ثم تعيدُه
|
فإنك فعّال لما قد تريده
|
قدير على ما شئت خير مريد
|
*** |
إلهي تقبل أحرفاً قد نظمتها
|
فغارت شموس الكون لما رسمتها
|
لآلىء من نور إليك رفعتها
|
إلهي استجب دعوى إليك بعثتها
|
وقد طال ترجيعي بها ونشيدي
|
شغلت بها قلبي المحبَّ فقامها
|
بذكرك في نفسي فأملى لزامها
|
فآليت إلا أن أتمّ تمامها
|
عقود ثناء قد أجدت نظامها
|
وإن كنت للأشعار غير مجيد
|
أقدم نفسي يا إلهي بكل ذُل
|
إليك وإن النفس فيك لتُبتذَل
|
فلم يبقَ إلا الحب والشوق والأمل
|
قصدت بها باب المليك ولم تزل
|
على بابه الآمال خير وفود
|
*** |
فصلِّ إلهي عدّ ما ترتضي على
|
نبيّك خير الخلق من بالرضا علا
|
وسلم عليه حيثما حلّ في العُلى
|
شفيعي إذا ما جئت أرسف مثقلا
|
بيوم عظيم الهول غير بعيد |