جبالٌ علت فوق الجبال تطير |
سحاب بأعنان السماء مطير |
سلاسل تتلوها سلاسل وُثّقت |
عُراها بإبراقٍ يظل يثور |
يفصّل منها البرق في لمعانه |
رواسيَ في ركب الرياح تسير |
كَأَنَّ البروق المسبكرّات في السما |
سيوف علت عند اللقاء تنور |
وأن شعاع البرق تسبيح كاتبٍ |
كتسبيح صوت الرعد وهو هدير |
إذا انهلّ غيثٌ قلّب الله صفحةً |
باخرى به والله جلّ قدير |
يقدّر أسباباً بحكمة قادرٍ |
فيُحيي بها من شاء وهو خبير |
كذي همم باع النعيم ببلغة |
وأسس صرحاً بالعلوم ينير |
له جانحا صقر وعينان جالتا |
على كل جدبٍ للسقاء تشير |
هنالك حيث السافيات تبلّدت |
وظلت بمكسور الجناح تدور |
فينزل سيلاً بدد الزبَد الذي |
يعشش في قيعانها ويُبير |
ويبني على ما ينفع الناس صرحه |
ويخرجهم من جهلهم ويجير |
فينشر حبات القلوب مصاحفاً |
وآياتها بين الجنان سطور |
فتنبت زرعاً ناضراً يحمل الجنى |
وكل إتاءٍ طاب فهو ينور |
تكاد الروابي الخضر والبحر والهوا |
تقر له بالفضل وهو جدير |
فناصر منصور بنصرٍ مؤزّرٍ |
من القاهر الجبّار فهو نصير |
وناصرُ من أزرى بكل منافس |
على صهوات الخير وهو كبير |
يرى لذّة الدنيا الجهاد بنفسه |
وأمواله والحرّ ليس يحور |
فإن كنت لا تدريه من هو فارتفع |
بعينيك تُلفِ البدر فهو نظير |
رواحة عبسٍ أنهلته معينها |
زلالاً وسُقيا السَّيْح ويكَ نمير |
سمائل فيحاء الغبيراء داره |
ومَن تُنبتِ الفيحا فليس يخور |
ترى النخل فيها صاعداتٍ الى العُلى |
تطول على ما في السما وتُغير |
وهذا ابنها لا غرو إن زاحم العُلى |
وما مسه كِبرٌ بها وغرور |
لك الله يا من بالكتاب مجاهداً |
سلاحك لا ينبو وليس يبور |
لك الله كفّ في الجهاد وساعد |
يدير لك الأسباب كيف تدور |