بين خضر التلال فوق الخيالِ |
حلّ بدراً ما بين أعلا الجبالِ |
فأضاء السفوح نوراً وأروا |
ها بوكفٍ من كفّه الهطّال |
في (ظهور الشُويْر) في حضرة الأنـ |
ـجم حيث السماءُ رمز الجلال |
رصّع الأَرزُ والصنوبرُ منها |
كلَّ عقد في جيدها باللآلي |
توّج الشمسُ هامَها من ضياها |
فوق بُرد من سندس وخيال |
قمم تحضن السحاب نديّاً |
يتهادى ما بينها في اختيال |
فهو (غُطَّيْطَةُ) الندى حمَّلتها |
نسَماتُ المساءِ كلَّ احتمال |
تذر القلبَ سابحاً في خيالٍ |
من رؤىً بين واقعٍ ومُحال |
آه لبنان إعط جبران ناياً |
ليغنّيك مبدعاً للجمال |
وأجب إيليا الذي ليس يدري |
فلسفيّاً من أين جاء بحال |
وميخائيلُ قل له يا أديباً |
فيلسوفاً رقى به للمعالي |
إن لبنان آية الله زيدت |
بسطة في الجمال دون سؤال |
عطّرتها الورود من كل لون |
فهي حسناء أسرفت في الدلال |
وحباها الخلاق من كل شيءٍ |
ولذي الفضل حكمة الافضال |
يكتب البحر في الشواطئ شعراً |
تتغنى به جنان التلال |
والجبال الخضراء تعلو فتُعلي |
هامها بالدعا إلى ذي الجلال |
والقصور البيضاء تسمو عليها |
كدراري سمائها في الليالي |
والنسيم العليل من كل وادٍ |
هبّ يشفي النُهى من الإعلال |
وثمار التفاح والخوخ فيها |
وهو يُجنى جواهراً في السلال |
وتكاد الأعناب تُسكر را |
ئيها عناقيدها بخمرٍ حلال |
*** |
ولبيروت سحرها وغناها |
وهي تزهو بلبسها كل غال |
ومبانٍ كأنما تتدلى |
من سماها سمت على كل عال |
وبأسواقها التي تتباهى |
بحُلاها وحَليها والجمال |
فتجوّل خلالها وتبضّع |
من نفيسات دُرّها واللآلي |
*** |
موطنَ العُربِ والصمودِ أقلني |
من جدالٍ في عُربنا أو سجال |
فهم اليوم خبط عشواء يفري |
بعضهم لحم بعضهم في اقتتال |
مثل من خرّ من سماءٍ فأهوت |
بهم الريح في سحيق المآل |
رأوا الحق وهو شمس نهارٍ |
فتعاموا عن نوره في الضلال |
وتولوا أعداءهم في خنوعٍ |
وخضوعٍ لقسوة الإذلال |
حسبوهم لهم وِقاءً إذا قا |
مت عليهم شعوبهم من زوال |
كيف يطغى الإنسان إذ نفحته |
قدرة الله بالغنى السيّال |
فنسي أو تجاهلاً قد تناسى |
أنه لا يدوم حالٌ بحال |
*** |
سيدي العمُّ يا كريمَ السجايا |
يا سعودَ السخا بأيدٍ طِوال |
لك لبنان جنةٌ فاغتنمها |
مع أبنائك الكرامِ الخِلال |
أسرةٌ بوركت بفضلك من ذي الـ |
ـفضل من ذي الجلال والإجلال |
فابْقَ في هامة الجلال عظيماً |
برضا الله مُسبلِ الأفضال |
رافلاً في النعيم عمراً مديداً |
سالماً من تعثّرٍ واعتلال |
فسلام عليكمُ كلَّ حينٍ |
عدَّ أندا غُطَيْطَةٍ في الجبال |
وصلاة على النبيّ تجلّى |
بضيا الشمس في امتداد الظلال |
وعلى الآل والصحاب الأُلى قد |
صدّقوا قولهم بصدق الفعال |