قم فاقطع البحر مشّاءً على قدم |
ثم اترك البحر رهواً غير ملتئم |
فخلفك الجيش من علم ومن أدب |
كلٌ يحاول إدراكاً لمغتَنم |
وقد فلقت بحور العلم فانكشفت |
لك اللآلئُ والأصداف في الظُلَم |
فقمت تنظمها في سمط جوهرها |
وحياً من الله لا وحياً من القلم |
يا محيي الشرع في عزان تنصبه |
حدّ الإمامة سيفاً غير منثلم |
ويا شهيداً شرى أخراه محتسباً |
لله ما صده كيد لمنتقم |
*** |
فيا مُريدَ هواه في تفرّده |
. وفي تجرّده نوديت فاستقم |
يا ( جمعة بن خُصَيف ) عالِماً علماً |
جُزْ بحر أستاذك الطامي بلا ندم |
كن كالعصا في يديْ موسى يدبرها |
أنى يشاء بأمر الله ذي العِظم |
كن آية تنسج الإعجاز ما التحمت |
خيوطها باقتدار أيّ ملتَحم |
مستمسكاً بعرى النقد القويم على |
نورٍ من الهدي في رسم وفي كَلِم |
وأنت ربانها فارفع سواريَها |
من روّض البحر لم يأبه بملتطم |
وامخر عباب معانيها وجوهرها |
يدِنْ لك البحر فاقتده بلا لُجُم |
صُغه بياناً لتُلقي ضوء مقتدر |
على كنوز من الأسرار والقيم |
واجعل ( سموط الثنا ) نجواك تدعُ بها |
ذا العزّ والمَنّ والتدبير والكرم |
دالية صاغها ذاك ( المحقق ) مَن |
دانت له الضاد في علم وفي حِكَم |
أفضى بها فأفاض العلم ضافيةً |
بحوره بدعاءٍ مائجٍ عَرِم |
يُحيي بها ليله والنجم يرقبه |
بكل طرف خفيٍّ في العُلا شبِم |
وتارةً يصطفي وجه النهار بها |
وأعين الشمس لا تنفكّ في ضرم |
والله يسمع والأملاك ناظرة |
والأمر يصدع في حُكم ومحتكم |
فيا ( سعيد بن خلفان ) الذي كُتبت |
على جبينك آيات من العُزُم |
فقمت ترفعها في كل معتَرك |
وبتّ تقطفها نصراً لذي حُزُم |
حتى اصطفاك إله العرش محتسباً |
له الشهادة فاستدناك للحرم |
مع النبيين فاحصد ما زرعت وكم |
من زارع باء بالخسران والنقم |
*** |
وأنثني بعد تطوافي وتأديتي |
حق الابوّة في جدي ومعتصمي |
إلى ( هلال بن محمود ) وقد بزغت |
شموس تحقيقه ناراً على علم |
فاسّاقط العلم من كفيه مندفقاً |
بين السموط كمنهلٍّ من الديَم |
فطرّز الشرح وشياً ثم وشّحه |
بنظم درٍّ بسمط العلم منتظم |
فاعجب له وهو يبدي من عجائبه |
واقرأ له وهو يحكي ناطقاً بفم |
هو ( البُرَيْديُّ ) من غنّت بقدرته |
كل الحروف بلحن فيه منسجم |
لا غرو فهو امتداد غير منقطع |
لنبع آبائه علماً من القِدَم |
له ثنائي وتقديري أقدمه |
في خير مبتدئي منه ومختتمي |