عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > فلسطين > حبيب شريدة > أنَا والدجى

فلسطين

مشاهدة
182

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أنَا والدجى

أنَا والدُّجى والسُّهْدُ والفِكَرُ
والشعْرُ والأحزانُ والوتَرُ!
نُمضي معاً ساعاتِ خُلوتِنا
حتى تغورَ الأنجُمُ الدُّررُ
كلٌّ يبُثُّ شُجونَهُ ضجَراً
لصِحابه فيُغادرُ الضَّجرُ
بادرْتُ بالشكوى فقلتُ لهمْ:
ياأصدقائي... ليتَني حجرُ!
قالوا: لماذا؟ قلتُ: قد بَعُدتْ
عني الحبيبة ُكيف أصْطبرُ؟!
هي كلُّ ما في الأرض أملكُهُ
وبقربها يزهو لي العُمُرُ
لم يأتِني يوماً مُذِ ارتحَلَتْ
عنها وعن فلَذاتِنا خبَرُ
ما زلتُ منتظراً على مضَض ٍ
يومَ اللقاءِ وكم سأنتظرُ!
أنا لا يؤانسُ وحدتي أحدٌ
إلا أحبائي متى حَضروا!
***
قال الدُّجى: إني أطوفُ على
كلِّ الربوع ِوآدَني السَّفرُ
أنَا خيمة ُالعشاق ِتجْمَعُهُمْ
وبجوْفها الأسرارُ تستَترُ
لولايَ ما كانتْ صداقتُنا
ولَما حلا ما بيننا السمَرُ!
أنا أصدقائي حين أتركُكُمْ
ينْفضُّ مجلسُنا فنَنْتشرُ
لكن سأبقى ساهراً مَعَكمْ
حتى يبدِّدَ ظلْمتي السَّحَرُ
مِنْ ثَمَّ قال السهدُ: واألمي
كمْ مقلةٍ للنوم تفتَقِرُ!
لازمْتُها حتى اشتكتْ ثِقَلاً
من صُحبتي والدمْعُ منْهمرُ
أنَا متعَبٌ...لا نومَ يُغْمضُ لي
جفناً وليس مُفارقي السهرُ
أبْقى ألاحِقُ مَنْ تَمَلَّكَهُ
قلقٌ ومَنْ أحبابُهُ هَجَروا
فأديلَ للفِكَر ِالحديثُ وقد
غلبَتْ عليَّ همومُها السُّعُرُ
نغزو الخواطرَ والعقولَ لمنْ
هُمْ في هموم ِالعيش قد غُمروا
نستحضرُ الماضي فنَنْبشُهُ
حُلْواً ومُرّاً حيثُ يعتَكِرُ
فتكلَّم الشعرُ الذي شُغِلتْ
بشجونِهِ وعُيونِهِ العُصُرُ
أنَا بلسمٌ يُشفي جراحَ هَو ٍ
صبٍّ لديْهِ القلبُ منْفطِرُ
أهدانِيَ الشُّعَراءَ مَكرمة ً
كيْ يرتَعوا بجناني القَدَرُ
أركانُ بنْياني مُوطَّدة ٌ
وأهَمُّ ما في جُعْبتي العِبَرُ!
***
قالتْ لنا الأحزانُ: نحنُ لنا
في عمْق ِكلِّ سَريرةٍ نَهَرُ!
ولنا لدى الشعراءِ ذاكرة ٌ
وحضورُنا في الشعْرمزْدهِرُ
لا نُخْطئُ الإنسانَ مذ ْبدأتْ
فوقَ البسيطةِ هذه البَشَرُ
فتكلَّمَ الوترُ الحزينُ جَوىً
وبخافقي لشجونِهِ أثَرُ!
قال: اسْمَعوا لحني تردِّدُهُ
طولَ الزمان ِالطيْرُ والزَّهَرُ!
***
نهضَ الدُّجى مستأذناً:هِيَ ذي
بدأتْ خيوط ُالفجْر ِتبْتَدِرُ
أنَا ذاهبٌ فإلى اللقاءِ غداً
ليَضُمَّنا كاليَوْم ِمؤْتَمَرُ
لا تنْسَواالميعادَ كم عَذُبَتْ
معَكمْ ليالي الأنسِ...واذَّكِروا!
فمضى فقامَ السُّهْد يتْبعُهُ
لمّا أطَلَّتْ للكَرى صُوَرُ
لكنَّما بقِيَتْ مَعي فِكَري
والشِّعْرُ والأحزانُ والوَتَرُ!
حبيب شريدة

20 / 8 / 1997 م عجمان من ديوان / ( ليالي الغريب )
بواسطة: حبيب شريدة
التعديل بواسطة: حبيب شريدة
الإضافة: السبت 2019/09/14 11:54:19 صباحاً
التعديل: السبت 2019/09/14 05:42:36 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com