عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > فلسطين > حبيب شريدة > خمسون عاماً...!

فلسطين

مشاهدة
240

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

خمسون عاماً...!

لو الزمانُ بكى حالي سأعْذرُهُ
ولوْ تَحسَّسَ أوْجاعي تنَكُّرُهُ
ولوتصفَّحَ أحزاني وراجَعَها
لَطالَعتْهُ لياليهِ وأشْهُرُهُ
إنّي لأكتُمُ في صدري الهمومَ لظىً
لو لامستْ جبلاً لابدَّ تصهَرُهُ
تحجَّرَ الوجهُ مذ ضاعتْ بشاشتُهُ
بين الهموم وأعْياني تحجُّرُهُ
خمْسونَ عاماً مضتْ والمرْءُ تغْمُرُهُ
ساعاتُ صفْو ٍوأيامٌ تُعكِّرُهُ
خمسونَ عاماً مضتْ منْ عمْر ِمغْتربٍ
قد ضاعَ في البعدِ والتَّرْحال ِأكثرُهُ
لم يبقَ منهُ سوى جدْب الخريفِ فقد
جفَّتْ خمائلُهُ الريّا وأنْهُرُهُ
تركتُ أهلي وأحبابي على مضض ٍ
وكمْ غريبٍ ظروفُ الدار تجْبرُهُ!
***
خمسون عاماً مضت كالأمس أذكرُها
كأنَّما العمرُ فوق البرق نعبُرُهُ
خمسون عاماً مضت واليومَ أكْمِلُها
كأنها حُلُمٌ مَنْ لي يُفسِّرُهُ؟!
كأنها سحُبٌ سوداءُ مثقلة ٌ
بالهَمِّ تجْري ولا تنفكُّ تُمْطرُهُ
أصبحْنَ جزْءاً من الماضي بواقِعِهِ
حلْواً ومُرّاً نأى عني تَذكُّرُهُ
أفْنيْتُ زهرة َأيامي مُثابَرة ً
عَسايَ أقطِفُ ما الأيامُ تثْمرُهُ!
فما قطفتُ سوى شوكٍ وقد زرعَتْ
يداي ورداً على دربي يُعطِّرُهُ
لكنَّ حظّي قليلٌ ليس يَحسُدُني
غيري عليه وربي من يُقَدِّرُهُ
***
ياأيُّها البحرُ ما خلْفُ السكون فكَمْ
أخفى سكونُك شراً أنت تُضْمِرُهُ؟!
أراك وحشاً عتيداً ليس يشبِعُهُ
لحمُ الفرائس أو يخْبو تَضوُّرُهُ!
لم تحتفظ بصديق عاش معتمِداً
على عطائك إلا كنتَ تغدُرُهُ
كم زار جوفَك مبْهوراً بلُؤْلُؤِهِ
وكم دعاهُ لصيد الحوتِ عنْبرُهُ!
هذا عُبابُك لم يبرحْ يُحاصرني
على رمال أبو موسى تَجبُّرُهُ
هذا حصاركَ لن يبقى يقيِّدني
غداً سأكسِرُهُ لابدَّ أكْسِرُهُ!
ياأيها البحرُ يا جبارُ ثُرْ غضباً
مهما علا الموجُ في وجْهي سأقهَرُهُ!
***
يا من أعزُّ من العينين تقتُ إلى
لُقْيا مُحيّاك لو يوماً فأنْظُرُهُ!
طال الفِراقُ أما طارتْ مطوَّقة ٌ
إلى حبيبَ عن الأحباب تُخْبرُهُ؟!
إنّي أخط ُّأحاسيسي على ورق ٍ
أمّا هواكِ بأعْماقي أسطِّرُهُ
لابدَّ من فرح ٍيأتي غَداة غَدٍ
تبْقى الحياة ُلديْها مَنْ تُبشِّرُهُ
ستشرقُ الشمسُ يوماً بعد غيْبتِها
وينْجلي الليلُ عنْ صُبْح ٍسأبصِرُهُ
ما للْغريبِ سوى الإيمان ِتعْزيَة ٌ
وليْسَ ينْفعُهُ إلا تَصَبُّرُهُ!
حبيب شريدة

الشارقة/2008 كتبت هذه القصيدة على شاطئ الشارقة في الإمارات عندما بلغت الخمسين من العمر
بواسطة: حبيب شريدة
التعديل بواسطة: حبيب شريدة
الإضافة: السبت 2019/09/14 12:07:57 مساءً
التعديل: السبت 2019/09/14 06:18:23 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com